المحلية

placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت
الجمعة 04 أيار 2018 - 14:53 ليبانون ديبايت
placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت

أنا مش قوّات... بس رح صوّت قوات

أنا مش قوّات... بس رح صوّت قوات

الصفحة الحرة ــ اليان داغر

لست قواتياً، لا أحمل بطاقة حزبيّة ولست ناشطاً قواتيًا، لكن في الانتخابات النيابيّة المقررة في 6 أيار المقبل، سأصوّت للائحة المدعومة من حزب القوات اللبنانيّة، وسأمنح "صوتي التفضيلي" لمرشّح القوّات في الدائرة الصُغرى التي أنتخب فيها.

هذا الموقف ناجم عن قناعة وثقة خالية من أي تردّد، والأسباب كثيرة:

أوّلاً: سأصوّت قوّات لأنّني سمعت كثيرًا أنّ هذا الحزب اعتبره البعض مجموعة من الزعران وفارضي الخُوّات والخارجين عن القانون في زمن الحرب، قبل أن أتأكّد خلال بحثي الشخصي عن الحقيقة أنّ هؤلاء ذاتهم كانوا مُقاومين، حملوا السلاح للدفاع عن لبنان واللبنانيّين بوجه جماعات مُسلّحة ارتكبت جرائم تفوق تلك التي نفّذها داعش بفظاعتها، وذلك يوم غابت الشرعيّة وتلكأت عن القيام بواجبها وانقسمت على نفسها.

ولولا بطولات وتضحيات هؤلاء المقاتلين المقاومين بوجه هجمات التنظيمات الفلسطينيّة والمرتزقة وبعض القوى المحلّية، لكنّا اليوم إمّا تحت التراب أو لاجئين من دون هويّة ولا وطن في مكان ما من هذا العالم الواسع.

ثانيًا: سأصوّت قوّات لأنّي سمعت أنّ هذا الحزب أراد تقسيم لبنان واستمرار الحرب لإبقاء نفوذه العسكري وخدمة لمصالحه الضيّقة، قبل أن أتأكّد أنّه دفع وحيدًا الثمن الأعلى والأكبر في زمن "اتفاق الطائف" لإنهاء الحرب وتصالح اللبنانيّين وتسليم أسلحة المليشيات لصالح قيام الدولة وعودة هيبتها. ولولا تضحيات القوات في تلك الفترة لكانت الحرب استمرت لسنوات إضافيّة حاصدة المزيد من الضحايا والدمار، وذلك من دون أي أفق أو هدف.

ثالثا: سأصوّت قوّات لأنّي سمعت أنّ هذا الحزب قام بدور "حصان طروادة" وباع واشترى في سوق المصالح عند انتهاء الحرب، قبل أن أتأكّد أنّه دفع وحيدًا ضريبة السجن والاضطهاد والملاحقة من أعلى الهرم نزولاً، لأنّه تقيّد بحزم بالمبادئ التي يؤمن بها ولأنّه رفض التنازل عن سيادة لبنان واستقلاله بوجه سلطة الاحتلال السوري الذي حاول بسط يده على كامل مفاصل الدولة اللبنانيّة مُستغلاً موازين قوى إقليميّة ودوليّة لم تكن لصالح لبنان.

رابعًا: سأصوّت قوّات لأنّني سمعت أنّ هذا الحزب يبحث عن موقع له في السلطة ويريد أن يكون جزءًا من آكلي "كعكة الحلوى"، قبل أن أتأكّد أنّه الحزب شبه الوحيد الذي لا يبحث عن صفقة مالية هنا، أو عن استفادة حزبيّة هناك، أو عن مصلحة ذاتيّة هنالك. ولولا رفعه الصوت حيث يجب، لكان عدد المخالفات والصفقات أكبر بكثير ممّا هو عليه حاليًا، ولكانت مزاريب الهدر وسرقة أموال القطاع العام أكبر مما يحصل اليوم.

خامسًا: سأصوّت قوّات ليس لأنّي معجب بهذا المرشّح القوّاتي أو ذاك، أو لأنّي أنشد خدمة شخصيّة هنا أو مصلحة خاصة هناك، بل لأنّي مقتنع بنهج سياسي عمره عقود، وحتى بنهج فكري ومبدئي تعود جذوره إلى قرون عدّة، ولأنّي مؤيّد لخطوط عريضة يمثّلها القوات في السياسة والنظرة إلى الدولة وأسلوب إدارة الحكم، وغيرها الكثير.

سادسًا: سأصوّت قوّات لأنّه هذا ما يجب أن يقوم به كل ناخب يؤمن بالدولة غير المنقوصة السيادة، ويؤمن بالجيش والقوى الأمنيّة الشرعية غير المنقوصة الصلاحيّات والسلطات والتي لا تتقاسم النُفوذ مع جماعات حزبيّة مسلّحة. كما يؤمن بالعمل الحزبي السياسي الديمقراطي غير المقيّد بمصالح إقليميّة وبمشاريع عقائديّة ودينيّة لا تمت إلى لبنان واللبنانيّين بصلة، ويؤمن بتطوير الدولة وعصرنتها بعيدًا عن الصفقات والسمسرات الخاصة.

وأخيراً وليس آخراً، يؤمن بجعل المواطن اللبناني وحقوقه فوق كل اعتبار بدلاً من التعامل معه كرقم يصوّت كل يوم بشكل أعمى عكس ما يؤمن به، إرضاء لزعيم هنا ولحزب هناك يُبدّل تموضعاته السياسيّة ويتنكّر لمواقفه طمعًا بمقعد نيابي وتمسّكًا بالسلطة على حساب المبادئ.

وفي الخلاصة، "أنّا منّي قوّات... بس أكيد رَح صوّت قوّات" لأنّني حُرّ التفكير والإرادة، ولا أنتظر تعميمًا أو توجيهًا من أحد، ولأنّي لا أريد أن أكون مجرّد مُتفرّج يقوم بدور سلبي في خضمّ محاولات أخذ لبنان إلى فكر وإلى نهج لا يشبه تاريخه على الإطلاق.

ناخب حرّ غير حزبي

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة