شدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على أن "الانتخابات التي ستجري يوم الاحد المقبل هي انتخابات مصيرية للبلد ولبيروت ولقرارها وهويتها، ومصيرية لانها ستحدد شكل المجلس النيابي للسنوات الاربع المقبلة، فاذا لم يكن لدينا كتلة وازنة وخاصة من بيروت في خضم التغيرات المرتقبة والتحديات، لن يكون لنا صوت مؤثر، وسيذهب قرار بيروت الى جهات أخرى معروفة"، مشيراً إلى أن "انتم تعلمون انه تم استهداف تيار المستقبل من خلال اغتيال رئيسه الشهيد رفيق الحريري، وبعده وليد عيدو ووسام الحسن ومحمد شطح، وكل هؤلاء استشهدوا من اجل قضية ومسيرة، ونحن لدينا برنامج ومشروع شامل وواضح وصريح في الاقتصاد والامن والانفتاح والحوار، وهذه المعركة نخوضها معكم لاستكمال هذا المشروع، لذلك على الجميع النزول للاقتراع بكثافة لقطع الطريق على كل ما يستهدف هذا المشروع ويحاول إسقاطه".
كلام الحريري جاء خلال تلبيته بعد ظهر اليوم دعوة سعد الدين حميدي صقر الى مأدبة غداء أقامها على شرفه في منزله بمنطقة الجامعة العربية في حضور حشد من الشخصيات البيروتية.
وبعد كلمة ترحيبية من صاحب الدعوة الذي خاطب الرئيس الحريري قائلا: "لقد دخلت الى قلوب وعقول اهالي بيروت بتوجهاتك وسياساتك التي انقذت البلد وقد اصبحت رمزا للوطنية والعروبة لان مشروعك هو مشروع للبنان ليبقى سيدا عربيا حرا ومستقلا، ونحن نعرف ما تقوم به لانقاذ لبنان والنهوض به اقتصاديا وسنكون الى جانبك باستمرار".
وأدى الحريري صلاة يوم الجمعة في مسجد عبد الرحمن بن عوف في منطقة رأس النبع في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعدد من العلماء والمشايخ وحشد من المصلين. والقى المدير العام للاوقاف الاسلامية الشيخ محمد انيس الاروادي خطبة الجمعة تحدث فيها عن معاني الصوم مع اقتراب حلول موعد الشهر الكريم بعد ايام معدودة، وتطرق بعد ذلك الى موضوع الانتخابات النيابية التي ستجري يوم الاحد المقبل.
وقال: "نحن في حدث عظيم وبالذات بيروت ولا بد لنا ان نتكلم، ولا بد للعلماء ان يتكلموا. لقد ان اللآوان لنقول الامور كما هي ونسمي الاسماء والاشياء باسمائها. الذي يستأهل زعامة بيروت يجب ان يتصف بمواصفات يكون على قدر الزعامة التي نرجوها منه، ولديه بعد عالمي واقليمي وعربي ووطني. من هو الذي يتصف بهذه الصفات، انا بيروتي عتيق. اقول ما اشعر به، لقد تربيت في شوارع العاصمة، وانا على شاكلتكم، ان لم يكن زعيمنا يتصف بهذه المواصفات، فلن نقبل ان يكون زعيما. من هو الزعيم الذي يتصف بهذه المواصفات؟ واسمي لكم الاشياء باسمائها، انه دولة الرئيس سعد الحريري".
أضاف: "ايها الاخوة لا تربطني به الا المعرفة الشخصية من بعيد ولست حتى من المقربين ولكنني كإبن بيروت وعايشت احداثا كثيرة في عمري. اقول لكم اننا في خطر كبير.علاء الدين العنقني سلم مفاتيح بغداد الى هولاكو، لن نعطي مفاتيح بيروت الا لسعد الحريري، ايشاور وزير الحاكم الفاطمي ادعى انه يريد ان يخلص فلسطين من الاحتلال الصليبي نكاية بالايوبيين. فسلم ساحل بلاد الشام كله الى الصلبيين، نحن لا نريد ايشاور اخر ولا عنقني اخر وقد يكون عنقني ما بيننا" .
وتابع: "نحن مجبرون ان نكثف اصواتنا حسب القانون الجديد وان ننزل كما يجب علينا ان ننزل كالرجال وان نريهم من هي بيروت، وكم وزنها وحجمها ومن تريد. الستم معي بهذا الفكر، بان تكون بيروت لاهلها، وان لا تكون العاصمة العربية الرابعة التي يريدونها. لا هم ولا غيرهم، هي عاصمة لبنان عربية وطنية تحمل راية فلسطين كما حملتها على طول الزمان، هؤلاء هم الذين حملوها منذ القدم عندما كن صغارا، وقد بدات المقاومة بنا نحن ولكن السياسية لعبت دورها وضُرب اهل السنّة في عقر دارهم ، فقتل علماؤهم وكبارهم وطرد سياسيوهم من بيوتهم واخرجوا خارج البلاد. هل تريدون ان يرجع هذا الزمان؟ لا والله لن نعطيها لطاغية الشام. لن ننفعل انفعالا عشوائيا، انما اذا ارادوا ان يتحدّوا ارادة بيروت فنحن ان شاء الله رجال هذا التحدي".
وكان المواطنون احتشدوا حول الرئيس الحريري لدى وصوله الى المسجد وخروجه منه، ونثروا الارز والزهور، واطلقوا هتافات التأييد والترحيب، مؤكدين دعمهم لخياراته وتوجهاته السياسية والتصويت للائحة "المستقبل لبيروت" يوم الاحد المقبل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News