أقامت المستشارية الثقافية الإيرانية وبلدية صور والثانوية الجعفرية لمناسبة ذكرى رحيل الإمام الخميني، حفل افتتاح معرض للكتاب والرسوم الخاصة بالمناسبة، وذلك عند جادة الرئيس نبيه بري في مدينة صور، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال عناية عز الدين، المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الإيرانية محمد مهدي شريعتمدار، رئيس بلدية صور حسن دبوق، مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله، وعدد من الفاعليات والشخصيات والأهالي.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم تحدث النائب الموسوي، أشار إلى أن "كل ما نحن فيه الآن مدينون بأعظم جزء منه للامام الخميني وثورة الشعب الإيراني، لأنه لولا هذه الثورة، لا نعرف على أي حال كان يمكن أن يكون لبنان، وصحيح أن جذوة المقاومة لم تتوقف يوما، ولكن الذي عاش أجواء الاجتياح عام 1982 ورأى كيف كان يقاد الشباب إلى المعتقلات، وكيف كانت ترمى الأسلحة لكي لا يعثر عليها بسبب التفتيش من جانب قوات العدو الصهيوني آنذاك، لكان قد قرأ السلام على لبنان الذي نعرفه الآن".
وأضاف: "إن كلمات الإمام الخميني وفتاواه والدعم الذي قدمته إيران والتي لم تتوقف عن تقديمه حتى الآن للبنان ومقاومته، أسهم في صناعة الحاضر المتمثل في حرية البلاد واستقلال القرار الذي نعيشه نحن، فآنذاك لم يكن يوجد في لبنان من هو قادر على إعطاء فتوى بالقيام بعملية استشهادية، لأن الفكر الفقهي التقليدي كان لا يزال يتحفظ ولعله يتحفظ إلى الآن كما نعرف في مسائل الدم، ولم يجد الشهيد أحمد قصير والأخوة الذين جهزوا سيارته آنذاك، غير الإمام الخميني من يعطي الفتوى بجواز التضحية بالنفس من أجل إلحاق هزيمة منكرة بالعدو، ولذلك فإن مدينة صور اليوم حين تتذكر الإمام الخميني، فإنها تتذكر فتواه التي قلعت مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي هنا من صور أول مرة، وقلعته في المرة الثانية أيضا".
وتابع: "إننا نعلن لإخواننا الإيرانيين عن عرفاننا بالجميل ولهذا القائد الذي لا ننساه، لأن اسمه وكلماته أصبحا جزءا من وعينا الذي يستمر جيلا بعد جيل، ونعلن اليوم عن عرفاننا لهذا القائد الذي أسس لنهج المقاومة الذي أثبت نجاحه في تحرير لبنان، ودعم المقاومة في فلسطين، ونهجه أيضا في رد العدوان الأميركي الصهيوني الرجعي العربي الذي شن على سوريا".
وشدد على أن "هناك جانب أساسي من شخصية الإمام الخميني إن لم يفهم، فلا يمكن فهم الإمام الخميني، فالإمام من قبل أن يكون ثائرا، هو عارف، وهذا يعني أنه سلك طريق العرفان، ولذلك ومن أجل سلوكه هذا الطريق، مضى في طريق الثورة، إذ لا عرفان حقيقيا بلا ثورة، والثورة لا تستقيم حقيقة إن لم تقم على عرفان قويم يعرف أن حتمية عمله وسلوكه يجب أن ينتهيا بالمقاومة والثورة، مع الأسف أن الخميني العارف لم يكن معروفا، بل نقول العبارة التي كتبها عنه الفيلسوف الفرنسي "كريستيان بونو"، ألا وهي إن الإمام الخميني كان عارفا مغمورا، مع أن الإمام الخميني الذي آثر أن يؤلف في الفكر الحوزوي على ما درج عليه فقهاء الحوزة، عمد إلى الكتابة الموجهة إلى الشعب الإيراني، لتربيته وتثقيفه، ولكي يتخرج من كتب الإمام الخميني قادرا على التضحية ومواجهة الأعداء مهما سطوا".
واعتبر أن "الأمور التي نؤكد عليها هي أن الوفاء للامام الخميني ولثورته وقيادته وفكره ونهجه، لا يمكن أن يكون حقيقيا إن لم يتكرس بالطاعة الكاملة للولي الفقيه القائد الإمام الخامنئي، فلا يمكن الفصل تحت أي اعتبار بين خط الإمام وبين قيادة الإمام الخامنئي، وأي محاولة للفصل بين هذا الخط والقيادة، إنما هي مؤامرة على المقاومة وعلى الجمهورية الإسلامية وعلى الثورة الإسلامية التي لم تكن وظيفتها أن تنشىء دولة وتتقاعد، وأن تنصرف إلى ما تهتم به الدول بصورة تقليدية، وعليه فإن وظيفة الثورة الإسلامية قامت من أجل نصرة المستضعفين، وبقيادة الإمام الخامنئي، تستمر جمهورية إيران الإسلامية والثورة الإسلامية حية في دعم مسيرة المستضعفين في سوريا ولبنان وفلسطين وفي مناطق أخرى ليس من داع لتسميتها، لكن كل الناس تعرفها".
وأضاف الموسوي: "إننا نقول للشعب الإيراني، نحن هنا الشعب والشباب اللبناني الذي عانى من المعتقلات الإسرائيلية، لا يزال يقدم التضحيات من أجل الدفاع عن وطنه واستقراره وسلامته واستقلال قراره السياسي، ونقول للشباب الإيراني بالتحديد، إن بأعناقكم أمانة الحفاظ على هذه القلعة والمنارة التي من دونها ستنهار جبهة المستضعفين في الأرض، ولكننا على ثقة بأن الشعب الإيراني الذي واجه على مدى السنوات الطويلة ولا زال يواجه، لن يكون قابلا للانكسار، سواء بالضغط الأميركي أو بالعقوبات أو بغيرها من الأساليب التي تعتمد".
وتابع: "إننا نفخر أن نهج الإمام الخميني يستمر بقيادة الإمام الخامنئي الذي ببعد نظره وصلابته وشجاعته، أخذ على نحو مبكر القرار بمواجهة العدوان على سوريا، وبسبب انتصارنا على العدوان في سوريا، نحن الآن نلتقي هنا في لبنان، ولا سمح الله لو تأخرنا في مواجهة العدوان التكفيري في سوريا كما تأخر البعض حتى وصل العدوان التكفيري إلى حدود النجف الأشرف، لما كنا الآن في لبنان، ولما كان في لبنان دولة، وإنما كنا ولاية من الولايات التابعة لدمشق أو حمص أو أي دويلة ثانية من الولايات التي أقامتها المجموعات التكفيرية".
وأشار الموسوي إلى "أننا إذ نقر ونؤكد أننا مدينون لدماء شهدائنا في هذا المناخ من الاستقرار والسلامة التي نعيش، نقول إننا مدينون للامام الخميني وللامام الخامنئي وللشعب الإيراني الذي لم يترك ساحة المواجهة والقتال، ونحن أيضا وانطلاقا من هذه الهوية الواضحة في مقاومة العدو الصهيوني وأدواته بأي شكل تبددت، مستمرون في مواجهة العدو الصهيوني الذي يتقدم الآن بهجمة غير مسبوقة متمثلة في المشروع الأميركي السعودي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، والذي صار يعبر عنه بما يسمى بصفقة القرن".
وشدد على "أن انتصارنا في سوريا والقضاء على الدولة السعودية في الغوطة الشرقية، والاستمرار في القضاء على جيوب النفوذ السعودي والصهيوني في سوريا، أفقد بن سلمان ركيزة هي سوريا لكي ينشىء عليها النظام الجديد القائم على التطبيع السعودي الصهيوني، وإن انتصارنا بالأمس في الانتخابات النيابية حين حررنا لبنان من طغيان الأكثرية النيابية التي كانت تحكمها منذ عام 2005 إلى العام 2018، أفقدنا بن سلمان آل سعود أيضا لبنان كقاعدة أو منصة يمكن أن تستخدم أيضا لتطبيع العلاقة مع العدو الصهيوني، وأكدنا أن لبنان سيبقى قاعدة لدعم الشعب الفلسطيني في انتفاضته".
ولفت إلى "أن المعتقلات العربية والأنفاق والشعب الفلسطيني يشهدون على التضحيات التي قدمناها والدعم الذي قدمناه من موقع أننا نؤدي واجبنا الشرعي تجاه الشعب الفلسطيني، وليس في مقام المنة، ونحن بعد الانتخابات النيابية نقول، كنا معك أيها الشعب الفلسطيني في الشتات والداخل وغزة وأراضي ال48، وبعد الانتخابات النيابية نؤكد أننا باقون معك وبنحو أقوى مما كنا عليه من قبل، وستشهد الأربع سنوات القادمة، أننا سنكون إلى جانب الشعب الفلسطيني من خلال اقتراحات القوانين في المجلس النيابي التي تمكن الشعب الفلسطيني من أن يعيش بكرامة في المخيمات التي كلما نظرنا إليها نشعر بالخجل من الحال التي هي عليها".
وختم الموسوي: "بعد الانتخابات النيابية نؤكد أن القرار اللبناني سيبقى قرارا مستقلا، والحكومة التي ستتشكل ستكون بطبيعة الحال على صورة نتائج الانتخابات النيابية التي أكدت المسار الذي سلكه لبنان بفعل مشاركة أهلنا وشعبنا القوية والكاملة التي أدت إلى تحرير هذا البلد من الهيمنة التي يعيشها منذ عام 1992".
من جانبها، تحدثت الوزيرة عز الدين تحدثت عن شخصية الامام الخميني "الفريدة والملهمة التي كان لها الاثر الكبير في بلورة شخصية جيل كامل تربى على العزة والكرامة ورفض الظلم والاضطهاد"، متوجهة الى الامامين الخميني والصدر بكلمات وجدانية تعبر عن عمق الامتنان والتقدير لدورهما في تحديد بوصلة النضال باتجاه القدس وفلسطين.
وأكدت أن ا"لجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد انتصار الثورة التي قادها الإمام الخميني، أثبتت قدرة فائقة على الصمود في وجه كل الاستهدافات على اختلاف أنواعها، فهي اليوم تواجه الحصار الاقتصادي من خلال بناء الاكتفاء الذاتي على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعلمية والصناعية والتكنولوجية، وتنجح في بناء نموذج تحتاج إليه معظم دول العالم التواقة إلى الاستقلالية والاقتدار الذاتي، ولذلك فإننا اليوم نزداد تمسكا برؤية الإمام الخميني القائمة على الاستقلال والتحرر والصحوة والوحدة، وهو الذي آمن بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لإسقاط كل المؤامرات التي عرفناها خلال سنوات الصراع والمواجهة"، لافتة إلى أن "الشباب الفلسطيني اليوم يجسد المقاومة بأحسن صورها على الرغم من مرور سبعين عاما، فمسيرات العودة وتلك التضحيات المبذولة هي دليل على أن هذه القضية ستبقى حية ومستمرة ولن يطويها النسيان، بالرغم من الصمت والسكوت الذي يلف العالمين العربي والإسلامي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News