المحلية

روني الفا

روني الفا

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 03 تموز 2018 - 10:15 ليبانون ديبايت
روني الفا

روني الفا

ليبانون ديبايت

الموجَزُ الدقيق في تَنجيرِ الخوازيق

الموجَزُ الدقيق في تَنجيرِ الخوازيق

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا:

إذا أجرَينا صورة بالرّنينِ الصوتي IRM لعضلةِ لسانِ العديدِ من السياسيين اللبنانيين لاكتشفنا ورماً خبيثاً اسْمُه ورمُ النميمَةِ وَتَنجيرِ الخَوازيق.

النميمَةُ وشايَةٌ لوُجدان وخيانةٌ لِذمّةٍ وطعنٌ لثقةٍ واغتيابٌ لشخص، صفاتٌ منتشرةٌ كالنار في الهشيم على ألسنَةِ السّاسَةِ يمارِسونَها بِطلاقةٍ ومهارةٍ وشطارة.

أما تنجيرُ الخوازيقِ فَكارٌ عتيقٌ وحِرفَةٌ بَزُّوا فيها المنجِّرينَ الأوائلِ من الجلّادينَ في مدينةِ بَابِل، وصنعةٌ وَرِثوها حتّى أتقَنوها قلباً وقالباً، ولو استطاعوا لَوتَّدوا لِخصومِهِم أفضَلَها ترويساً إنجازاً للهَرسِ والدّرسْ .

النميمةُ وتَنجيرُ الخوازيقِ احتياطٌ ذهبيٌّ في مخازنِ وجدانهِم أكثرُ قيمةً من احتياط الذهبِ في البنك المركزي ، احتياطٌ لا ينقُصُ أونصَةً ولا يطالُه قانون عقوبات ويُسقِطُ الآلاف كلَّ يوم بالكلام الطائش.

وإذا كانَ الفرنسيُّ يُعرَفُ بالجبنَةِ وما يزال، والسويسريُ بالشوكولاتة والبريطانيُّ بالشاي فإن سياسيّينا مسيوطون بصناعةِ النميمةِ والخازوق، وباختِراعِ الغمزِ والإغتياب،فأغلَبُهُم مِهذارٌ ثرثارٌ غابَ عنهم ما قاله الحديثُ الشريفُ مِن أنّ "أبغَضَهُم الى الله الثرثارون المتَفَيهِقون".

تكادُ الطبقةُ السياسيةُ بأسرها لولا بعضُ الإستثناءات ان تصابَ بهذه الآفةِ التي لا ينفَعُ في علاجِها تلقيحٌ أو إجدابٌ أو تعقيم.

سياسيونَ متأنِّقونَ تقابِلُهُم وتبادِلُهُم أواصرَ محبّةٍ وسلام قبلَ أن يتَتَبَّعُكَ إصبَعُهُم الأوسطُ فتشعرُ بهِ في نخاعِكَ الشّوكي ما أن تُديرَ ظهرَك لهم بعد زيارةٍ أو لِقَاءٍ أو إجتماع.

تفتُكُ النميمَةُ في معشَرِ السياسيين في وطني وتشيرُ نتائجُ الفحوصاتِ المخبريّةِ لِعيِّناتٍ مِن دَمِهِم أنهم رَضَعوا النميمَةَ من المصّاصَةِ، وتدرَّبوا عليها في اليوبالا، ومارسوها بطلاقةٍ منذ سنواتِ الدراسةِ الأولى.

في أزمنةِ التعييناتِ والتوزير والانتخابات يكبُر الورمُ على ألسِنَتِهَم كما تكبرُ الخسّةُ في رؤوسِهِم فيبتَدِعون التُّهَمَ ويَغتابون منافسيهِم، ويخترعونَ الأباطيلَ ويركِّبون المِقَلَ ويشغِّلون الفرّامات والمطاحنِ ليفرُموا ويطحَنوا بعضَهُم بعضاً وكلُّ ذَلِكَ طمعاً بِكُرسي، ونَيلاً لموقع وظفراً بمغنمٍ أو حصّةٍ أو منفَعة.

نمّامون، بقّاقونَ، صيّاحون، متشدِّقونَ، يبيعونَ الحقيقةَ بالكذب، انتَفخَت أورامُهُم وما عادَ علاجُ الكيميائيِّ يفيدُها وتنتظرُ البترَ والكَيّْ.

وجوهٌ هِيَ هِيَ أشبَهُ بالشجرةِ الباليةِ سيأخُذها الحاطِبُ كيفَ يشاء فمتى يأتي الحاطبُ متى يأتي الحاطِب؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة