المحلية

الثلاثاء 17 تموز 2018 - 07:13 LD

من بيروت إلى زغرب... رسالة إلى رئيسة كرواتيا المحترمة

من بيروت إلى زغرب... رسالة إلى رئيسة كرواتيا المحترمة

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

سيدتي الرئيسة،

تجتاحُني عاصفةُ حسدٍ شديدة، ويضربُني إعصارُ غيرَةٍ من وصولِ كرواتيا الى نهائياتِ كأس العالم في كرة القدم، فنحن سيدتي الرئيسة أَولَى بالنهائيات من بلادِك... لأننا نستحق "ركلة الجزاء".

هل من يبيعُنا سيدتي الرئيسة مباراةً يبكي فيها المسؤولون فوق أكتاف لاعبي فريقهم الوطني تحت رذاذ مطرٍ غزيرٍ في سوتشي؟

نشتري مباراةً من هذا الطراز بكل ما نملكُه من إحتياط الذهب في بنكِنا المركزي!

رفَعتِ سيدتي الرئيسة كأسَ مونديالٍ من طرازِ وطنٍ أنجبتِهِ وأحببتِه فأنجَبَكِ وأحبّكِ،ووسطَ فسادِ الذكورةِ في هذا العالمِ الفسيحِ، تأكدنا معكِ أن الوطنيّةَ أُنثَى وأنها وَضَعَت معكِ مولوداً سياسياً من دون خطيئةٍ أصليَّة.

كَم يتيماً أطعمتِ سيِّدتي الرئيسة بثمنِ الطائرةِ الرئاسيةِ التي بِعتِها؟

أحدُ أولئكَ الصغار ربما يَكُونُ رئيسَ كرواتيا المقبل أو وزيرها أو نائباً عنها.

وزراؤكِ يصِلونَ الى مجلس الوزراء على دراجاتٍ هوائيةٍ وبسياراتِ التاكسي بعد أن بيعَت سياراتُهم وأرقامُها ودَخَلَت بفرحٍ الى خزينةِ الدولة،أما راتبُكِ فاحتفظتِ منه بما يكفي لحفظ ماء وجهِ كرواتيا في الإستقبالات الرسمية.

لاحقتُ صُوَرَكِ في كل الأمكنةِ فلم أرَ أونصةَ ذهبٍ إلا في معدنِك، ولا ألماساً الا متدلّياً من ضميرِك ولا فضّةً إلا وتلمعُ في إنجازاتِك.

رفضتِ بيع كرواتيا للبنك الدولي، دفعتِ ثمنَ بلادك نقداً وألغَيتِ الضرائب لذوي الدخل المحدود، دخلتِ القصر الرئاسي من الباب فهَرَبَتِ الحربُ الأهلية من النافذة وهاجرت الى جهةٍ مجهولة.

جلستِ مع الجمهور وتركتِ منصةَ الرؤساءِ للرؤساء فكنتِ ركلَةَ الجزاءِ التي لم يتنبَّه لها حَكَمٌ ولا مدرّبٌ ولا فيفا وضربةً حرّةً وسطَ عبودياتِ السلطة المنتشرة على هذا الكوكب كالطاعون الأسود.

سيدتي الرئيسة،

نحن بأمسّ الحاجةِ الى مباراةٍ في كرةِ القدم، ففي وطننا مسؤولون لا يلعبون الا بالأيدي ولا يسددون الا في مرمى الإثراء فيما يتسوَّلُ أيتامُنا في شوارع العاصمة بحثاً عن دمعة مسؤول.

وزراؤنا سيدتي الرئيسة يستقلونَ المَواكِبَ على مرأى من مَرضى بلا استشفاء وجِياعٍ بلا رغيف وفقراءٍ بلا رجاء وعلى مرأى من رُضَّعٍ يولدون مديونين للبنك الدولي ومؤتمرات الدعم.

باعَ القيمون في بلادي، أو بَعْضُهُمْ ،الوطنَ الى صندوق النقد الدولي، أفلسوهُ بالتقسيط المريح ووضعوا إشارات الرهن على صكِّه الأخضر.

سيدتي الرئيسة،

أجرؤ على اقترافِ جريمةِ الحسدِ والغيرةِ عن سابقِ تصوّرٍ وتصميم، حسدٌ منكِ وغيرةٌ منكِ وغصّةٌ على كلِّ أحلامِنا المشنوقة ورجائنا المذبوح وانتظارنا المستهدف بعبواتِ اليأسِ والانتظار.

من زغرب الى بيروت وصلَتنا سيدتي الرئيسة ابتسامتَكِ وعساها من بيروت الى زغرب تصلُ اليكِ بالدمعِ المضمون رسالتي هذه المبللة بوجعٍ وطني مزمن وبأحلام مباراة في كرة القدم تنتظر بفارغ الصبر "ركلةَ الجزاء".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة