ليبانون ديبايت - روني ألفا
أخيراً ستُصبِحُ حشيشةُ الكَيفِ حشيشةَ قلوب اللبنانيينَ الذينَ صارَ بِمَقدورِهِم أن يأخذوا "الشّفطَة" حيثُ يودّون دونَ أن تأتي "الشرطَة" على ما دَرَجَت عليه أغنيَة العبقري اللبناني زياد الرّحباني.
وصارَ للبنانَ مَورِدٌ ماليٌ سَنَويٌّ يُقدِّرُهُ خبراءُ الحَشيشَة وأخواتِها بِمليارْ دولار تَقريباً ما سيسدُّ العجزَ وَيسدِّدُ الدّينَ العام خلالَ سَنَوات قليلَة.
لَم يَنتابُني ظَنٌّ يَوماً أنَّ للحشيشةِ فضائِل إقتصاديَة إنقاذيَّة، ولَم يَجمَح بي خَيالٌ يَوماً لأَراها تنافِسُ خبراءَ شرِكَةِ ماكِنزي الذينَ " استَحمرَهُم " زَعيمُ المختارَةِ بِنهفةٍ خَدّاشَةٍ غيرُ جرّاحَةٍ، فيها مِن الظّرفِ ما لا يَخرُجُ عن آدابِ المُخاطَبَة، والذينَ استماتوا في وضِع خطّةِ نهوضٍ إقتِصادي لبَلَدِنا، فيما كانَ الأجَدى بِهِم أن يَطلُبوا شِفاءَ الدّاءِ مِن " الكَنيسَةِ القَريبَةِ" بأَن يَستَشيروا الخَبير نوح زعَيتر الذي كانَ حَتماً سيسَهِّلُ عليهِم مشقّةَ التنقيبِ بِشرحٍ مسهَب ومُعَلَّلٍ لِخصائِصِ لُفافاتِ "الباب الأوَّل" ما كانَ يَجعلُهُم يُدرِكونَ مَنافِعَها ويُنهونَ صِياغَة خطّتِهِم بسرعَةٍ تَفوقُ سرعَةَ إنترنت الألياف البصريَّة التي ننتظِرُها بِفارِغ القَهر...
مِليار دولار في السَّنَة ستُعيدُ العملَ بالقروضِ السكنيَّةِ المدعومة، وتوسِّعُ الأوتوسترادات الدّوليَّة، وتَسمَحُ بإنشاء عَشرات مَعامِل التسبيخ لِمعالَجةٍ مستدَامَةٍ لمعضِلَة النفاياتِ المستَعصيَة، كَما ستوفّرُ إمكانيَّةَ دَفعِ مستحقاتِ المعلّمينَ في المَدارِسِ الخاصَّةِ وسلسلةِ الرُّتبِ والرّواتِبِ، ناهيكُم عَن حَلحَلَةِ عَشراتِ العِقَد والأزماتِ مِثلُ التغذيَةِ بالتيار الكَهربائي عَلى مَدارِ الساعَة وإعدامِ "فاطِمَة غول" رَمياً بحَشيشَة الكَيف، وَتطوير النّقل العام بِعُصارَتِها وَدَعم مُزارِعي البَطاطا والتفّاح والشمندَر السكَّري والصناعات الصغيرَة بِطَحينِها المبارَك دونَ أن تَنتَهي سلسلَةُ الإصلاحات والإنجازات.
في المحصَّلَة، نستَطيعُ القَول أنًّ إختصاصَ نوح زعَيتِر وإسهاماته في المرحَلَة المقبِلَة هيَ ضَرورَةٌ وطنيَّةٌ وهوَ يجسِّدُ أمَلَ اللبنانيين بمستقبَلٍ أفضَل في لبنان، ومِن واجِب الدّولَة رِعايَتُهُ والإستِفادَةُ مِن خبرَتِهِ وباعِهِ الطّويلَة في زِراعَةِ نبتَةِ الإصلاح في حقولِنا ورِعايَتِها،هوَ الذي اختصَرَ بمسيرَتِهِ المِهنيَّة الطّويلَة كلَّ برامِجِ المرشّحين للإنتخابات النيابيَّة، الفائِزونَ مِنهم والراسِبون، وتكبَّدَ مَع زملاءٍ لَهُ مشقّةَ تربِيَتِها مُتَحمِّلاً الظّلمَ والملاحَقَةَ والإضطهادَ طِوالَ سَنواتٍ فيما كانَ مِن واجِبِ الدولَة حَمايَتُه ورِعايَتُه وتَوفيرُ أسبابِ استِقرارِهِ وأمنِهِ ليتسنّى لَهُ المساهَمَةَ الفعّالَةَ بنهضَةِ الإقتصاد الوَطَني.
تحيَة صادِقَة إلى العَزيز نَوح الذي يحمِلُ إِسماً عَزيزاً تجلّهُ الأديانُ السماويَّة وَنِضالاً طَويلاً يوحِّدُ بينَ أحزابِ اليَمينِ واليسارِ والوسَط والذي أرشِّحُهُ دونَ استشاراتٍ ملزِمَة لِتولّي وَزارَة التّخطيط في الحكومَة العَتيدَة نَظراً لِما تمثِّلُهُ فوائدُ الحَشيشَةُ مِن قاسمٍ مشتَرَكٍ بينَ الوزارات كافَّة وإذا تعذَّرَ ذلك لخِلافٍ حَولَ وزارَةٍ "سياديَة" وأُخرَى "خِدماتيَّة" فإلى وزارَة "السّعادَة" أرشِّحُهُ تيمّناً بِمعالي الوزيرَة "عَهود الرّومي" وزيرَة السَعادَة في الإمارات العربيَة المتحّدَة.
لبنان سيستعيدُ عَما قَريب لقبَهُ التاريخي "سويسرا الشّرق" ليسَ بأرزِهِ وثلجِهِ وبحرِهِ وإخضِرارِ سهولِه ووديانِه، وليسَ بالكازينو و"الزّيتونَه باي" وقلعَة بعلبك ومَلاهي الجمّيزِه، إنّما بِحشيشَةِ كَيفِهِ التي "كيّفَ" بِها العالَمُ عَلى مَدَى سَنوات وقَد حانَ الوَقتُ لأن "يكيِّفَ" بِها الشّعبُ اللبنانيُّ بَعدَ طولِ عَناءٍ وإنتِظار...وبَدَل أن نرَدِّدَ القَولَ المَمجوجَ " نيّال مَن لَهُ مَرقَد عَنزَة في لبنان" فَلنردِّد مجتَمِعينَ ومُكيِّفين" نيّال مَن لَهُ حَشيشَة كيفٍ في لبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News