المحلية

الاثنين 13 آب 2018 - 01:00 LD

الرواية الكاملة لمشروع كفرفالوس!

الرواية الكاملة لمشروع كفرفالوس!

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي:

ملفّ عقارات كفرفالوس... تعدّدت الإتهامات والروايات، والأخبار، والحقيقة الوحيدة التي يريد "الجزيني" سماعها، أنّ أرضه لن تكون يوماً تذكرة هجرة له ولعائلته، أو مشروعا تدميريا لجمال لم يغب يوماً عن كتابات الشعراء وذاكرة رجال السياسة العرب والأجانب. حيث أنّ هذه القضيّة، كما كلّ القضايا اللبنانيّة دخلت في الصراعات السياسيّة، والطائفيّة، والمنافسات الشعبويّة، فأصبحت الوقائع أشبه ب"إبرة" تبحث عنها في كومة قشّ.

وهنا الرواية الكاملة لمشروع كفرفالوس:

قبل حوالى السنتين، وردت معلومات بأنّ أحد العقارات الكبيرة في بلدة "كفرفالوس"، والتي تعرف بإسم "تلال ماروس"، والبالغة مساحته حوالى مليوني متر مربّع، وتعود ملكيّته لورثة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتحديداً إلى فهد الحريري، معروض للبيع إذا كان هناك من مشترٍ له، فأتى الجواب من مجموعة من رجال الأعمال، الذين رأوا في هذا العقار تكملة للأراضي التي يحرصون على استردادها، كما فعلوا سابقاً مع أرض ومنزل الشيخ أحمد الأسير في شواليق - قضاء جزين، وتلة الوروار وغيرها، والهدف حماية القضاء وبلداته من الناحية الديمغرافية صوناً للعيش المشترك، خاصة أنه يحكى تاريخياً أن تلك الأرض ربما قد تتحوّل إلى مشروع سكني ضخم لتوطين الفلسطينيين.

يومها، تقدّمت مجموعة رجال الأعمال بعرض خطي لشراء الأرض باسم رئيس بلدية "المكنونية" جوزيف عون ولم يلقَ عرضهم جواباً، وعن طريق الصدفة علم أحد الوكلاء القانونيين لـ"فهد الحريري" بالموضوع وعرض مساعداتهم، فأبدوا رغبتهم بلقاء فهد حيث مكان إقامته في باريس من أجل شرح الحيثيات، وتم التقدّم بعرض جديد ورفع المبلغ من ٧ ملايين دولار إلى ١٠ ملايين، فمضت الأيّام ولم يأتِ الجواب.

وعادت قضية "كفرفالوس" إلى الأضواء مجدّداً قبل عدة أشهر، عندما علم أبناء القضاء عن قيام شركة تدعى "OAK HILLS" بهدف استثمار العقارات واستصلاحها للقيام بمشروع ادّعوا أنه زراعي، ما ترك شكوكاً لدى أبناء كفرفالوس والقرى المجاورة وخوف من ضرب منطقتهم، وتحويل أرضها إلى مكان للكسارات والمقالع تحت جنح "استصلاح العقار"، وخاصة مع بدء الحديث عن الكمية الضخمة التي تقدّر بـ ٤ ملايين متر مكعب من الصخور والأتربة التي تقدّر بملايين الدولارات التي ستنتج عن هذا الإستصلاح، ما يجعل المشروع برمّته كسّارة مخفية.

وحصل النائب السابق أمل أبو زيد خلال هذه الفترة على مستند، كان من المفترض أن يبقى سرياً، أو على الأقل ضمن دائرة ضيقة جداً، وهو "رخصة نقل ستوك" صادر عن وزارة الداخلية لمدة سبع سنوات، يجيز لشركة "OAK HILLS" نقل الصخور والحجارة والأتربة الناتجة عن عملية استصلاح الأراضي في المشروع إلى مكان آخر.

أطلع أبو زيد كل من رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش ورئيس بلدية كفرفالوس بول الشماعي على "رخصة نقل ستوك"، وأبلغهما أن الهدف الأساسي لهذا المشروع هو الذي يتّضح يوماً بعد يوم أنه "كسارة مقنّعة" بهدف استخراج الصخور لبيعها للشركة المنفّذة لمشروع سد بسري.

علماً أن أبو زيد، كان قد أبلغ مسبقاً أصحاب المشروع والمعنيين، ويومها كان لا يزال نائباً، عن رفضه أي مشروع بهدف إقامة مجمّعات سكنية، أو كسّارات أو مقالع تشوّه البيئة، وتحوّل حياة سكان البلدات الوادعة إلى جحيم. وتحرّك، بالتنسيق مع حرفوش والشماعي، باتجاه النائب بهية الحريري التي قطعت وعداً بمعالجة الموضوع بالتعاون مع الرئيس سعد الحريري، وطلبت من وزير الداخلية نهاد المشنوق إلغاء "رخصة نقل ستوك" نظراً لحرصها على وحدة أهل المنطقة و"كرمى لعيون أبناء جزين الأعزّاء" وهي لا تريد لأي شخص وبغض النظر عن الأهداف أن يتسبّب بتوتّرات ومشاكل "نحنا بغنى عنها".

ولكن المفاجأة كانت بشن حملة مبرمجة على أبو زيد وحرفوش من قبل بعض السياسيين، ولغايات إنتخابية في حينها، مستخدمين عدداً من المواقع الإلكترونية للإدعاء أنهما عرّابا صفقة بيع الأرض من قبل الحريري إلى رجل الأعمال الشيعي محمد الدنش بالتعاون مع الشماعي، الذي اتهم بشقّ طرقات بين كفرفالوس وصفاريه تمهيداً للمشروع.

واتخذت قضية كفرفالوس منذ انطلاقتها مسارين متناقضين من أجل كشف حقيقة المشروع ودرء خطره عن المنطقة، مسار يقوده اتحاد بلديات جزين، عماده عقد لقاءات مكثفة مع أصحاب المشروع والإستعانة بخبرات من أجل مراجعة دراسات الأثرين البيئي والإجتماعي للمشروع مع خبرات داخلية وخارجية ،ومتابعة المشروع ضمن الأطر التي يكفلها القانون، ومن ضمنها صلاحيات البلديات المعنية بما يحدث داخل نطاقها، وأفضى هذا المسار إلى وعد من قبل القيّمين على مشروع كفرفالوس بتقديم الدراسات للإتحاد، الذي ينظر في ضوء ما سيقدّم له إلى الخطوات التي سيقوم بها.

وأكدت أوساط أبو زيد لـ"ليبانون ديبايت"، أن الإتهامات الموجّهة له بأنه يقف خلف المشروع، أو أنه من المسهّلين لقيامه، هو اتهام سياسي مردود لأصحابه، فتاريخه يشهد بأنه من أشدّ الناشطين في ملف استرجاع أراضي المسيحيين على امتداد لبنان من أجل تجذيرهم في أرضهم، وهو أبعد ما يكون عن تهجيرهم، فكيف يفرّط بارض منطقته، لا سيما وأنه بالإضافة إلى منزل الأسير وتلة الوروار، ساهم أبو زيد في شراء مدرسة الحضارة في لبعا.

وعن انتشار صور لأبو زيد برفقة الدنش، أكدت الأوساط نفسها، أن هناك علاقة شخصية قديمة بين الرجلين، وهناك أيضاً اختلاف سياسي بين الصديقين لم يفسد في الودّ قضية، وأبلغ أبو زيد في أكثر من مناسبة صديقه الدنش، أنه لن يسمح بتحويل مشروع كفرفالوس إلى مجمّعات سكنية، ولن يسمح أيضاً بإنشاء كسّارات ومقالع.

وفي مقابل المسار الذي ينتهجه اتحاد البلديات، يتحرّك النائب زياد أسود إعلامياً، مُطلقاً العنان لتغريداته عبر موقع "تويتر"، بالإضافة إلى محاولاته أن يحصل على وكالات قانونية للدفاع عن البلدات المتضرّرة أمام المراجع المختصة، إلا أنه جوبه برفض من معظم البلديات، نظراً إلى استفزازاته المتكرّرة للشارع الصيداوي.

وفي مراجعة تاريخية لعقارات كفرفالوس، يتبيّن أنها كانت ملك لآل سالم الذين قاموا ببيعها لآل جنبلاط، ومن ثم انتقلت إلى آل الحريري في سبعينيات القرن الماضي، وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، انتقلت إلى نجله فهد. وهناك معلومات غير مؤكدة، أن الرئيس سعد الحريري قد اشتراها من شقيقه بطلب من النائب بهية الحريري لتسهيل معالجة الموضوع إذا اقتضى الأمر.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة