المحلية

الاثنين 20 آب 2018 - 01:00 LD

جنبلاط خائف على تيمور

جنبلاط خائف على تيمور

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

ثمّة قلق يحجّ الى دائرة آل جنبلاط في المختارة. يمكن الاستماع بتأنٍ الى هذا الخوف وهو ينطلق على شكل عبارات من لسان الكبار والصغار في الدارة، حتى أنه يسمع من فلتات لسان المحسوبين على البيك، بل هو نفسه يبدي قلقاً حيال نجله ووريثه، كيف لا وهو يرصد المتغيرات الطارئة لعل ابرزها اعادة استنهاض الدور السوري مجدداً.

في العقل الباطني لبيك المختارة ماثلة حادثة وفاة نجل الرئيس السوري حافظ الاسد، باسل، الذي قضى عام 1994 بحادث سير لف بكثير من الغموض الى حدود تناقل البعض رواية حول حصول عملية تصفية جسدية لوريث الرئاسة السورية. وقتذاك، كان الرئيس حافظ الاسد في بداية مشوار مرضه، وكان في باله أمراً واحداً، تدبير امر الوريث الشرعي.

ينقل عن أحد الدبلوماسيين الروس الكبار الذين كانوا ينسقون السياسات مع دمشق، ان الرئيس حافظ الاسد فجع بموت باسل الوريث اكثر من موت باسل الابن، لسبب واضح ان الاسد كان يمهد الترتيبات لتوريث نجله على قاعدة نقل السلطة بكل ما فيها من نظرة استراتيجية وسياسية، وهو كان يرى بباسل افضل من يكمل المسيرة، فأتته الضربة على الرأس وقد اسهمت، وفق قولهم، بتقوية عود المرض في جسده.

لدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط نفس الهاجس تقريباً، في ان يكون هناك من يتربص شراً بتيمور بصفته وريثاً للعرش كما جرى سابقاً التربص بجده كمال، وكل ذلك يزيد من منسوبه تنامي وتطور الدور السوري واحتمال عودته الى لبنان على شكل نفوذ مشابه للذي سبق. يتردّد ان الدار وردها "شيء من هذا القبيل" مضاف اليه اخبارات حول وجود نية لدى دمشق في الانتقام من جنبلاط شخصياً.

بمعزل عن شكل ومآل هذا الانتقام أو حدوده، تستشعر المختارة وجود "خطة" سورية لتحجيم زعيمها على خلفية مواقفه من مسار الاحداث في سوريا، وتعتبر أن ضلوع البعض في محاولات تقويض نفوذها في الجبل و "القفز" فوق نتائج الانتخابات التي ومن وجهة نظرها "ثبتت الحالة الجنبلاطية كحالة زعماتية اولى لدى دروز لبنان" يأتي كإجراءات يشتم منه بعد سوري يريد ادخال طائفة الموحدين في آتون شراكة ثنائية مع من باتت المختارة تعتبره "خصماً لدوداً" ويشن عليها حرب "بإيعاز خارجي"، من بوابة فرض نفسه وزيراً بالقوة.

انطلاقا من هذه التبدلات السياسية يفسّر خيار "التقدمي الاشتراكي" بالاستحواذ على كامل الحصة الدرزية وعدم ترك فسحة يتنفّس من خلالها غيرها، كمن يقدم على اجراء تدبير وقائي.

وليد جنبلاط يعرف كيف يحيك السياسة. الرجل ماكر سياسياً، الكل يشهد له بقدرة راداراته على التقاط الاشارات السياسية المنبعثة في الفضاء. سارع لتحديد الدواء للداء ليجد ان موسكو التي تربطها علاقات تاريخية مع آل جنبلاط، هي الضامنة ليس فقط للأقليات الدينية في المنطقة، بل لعائلة جنبلاط من ما تسميه "المكر السوري"، لذا وضع وليد جنبلاط نجله في عهدتها.

يسجل لوليد جنبلاط أنه أرسل وريثه النائب تيمور الى موسكو كي يلتقي هناك عدداً من المعنيين بالشأن الدبلوماسي. اراد من خلف الخطوة القول ان تيمور الذي افتتح عهده السياسي بزيارة اولى الى المملكة العربية السعودية بوصفها "قطباً عربياً"، يفتتح اليوم حياته النيابية المسؤولياتيه من روسيا الدولة المحور والقطب.

في جانب آخر اراد ان يفتح لتيمور باباً للعلاقات الواسعة في موسكو، بعد ان كان رئيس الاشتراكي قد طلب من موسكو حماية السويداء، في مقام ثالث اراد ايصال رسالة الى دمشق فحوها ان تيمور في حماية موسكو، ولموسكو ان تيموراً يحسب عليها كما افراد آل جنبلاط كعائلة سياسية.

من هنا تفسّر أوساط إهتمام الدائرة الدبلوماسية الخارجية الروسية بزيارة تيمور ثم ارسال دعوة رسمية لخصمه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان للحضور بزيارة رسمية الى موسكو.

ويتردّد لدى صالونات معنية، ان روسيا تعمل على خط ضبط ايقاع العلاقة بين الخصمين الدرزيين انطلاقاً من مكانتها لديهما، اولاً وثانياً ترتيب ورقة دروز لبنان ربطاً بالتغيرات متوقعة النضوج.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة