"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
أمضى مسؤولو حزب الله، وزراء ونواب وقياديين، العيد في مجالسهم بينما يمضي السواد الاعظم من نظرائهم العطلة خارج البلاد. اصلاً لم يعهد على الحزب ان امضى مسؤولوه العيد في الخارج نتيجة عدة اعتبارات. وفي وقتٍ غاب "حديث الحكومة" عن مجمل مجالس السياسيين بفعل الغياب، غط في مجالس الحزب ليحتل حيزاً مهماً.
في المقابل، شهد قصر بعبدا نفس الحراك تقريباً. هناك شعور يطغى حول ان مسألة تأخير التشكيل تحمل اسباباً مبطنة لاستهداف عهد الرئيس ميشال عون، وهو ذات الشعور الموجود في الضاحية. ونظراً لاتساع دائرة المشاعر الملفوفة بالسواد، انهمك فريق في البحث عن حلول للانسداد الحكومي إنسجاماً مع اجواء جرى تعميمها حول نفاذ وقت الانتظار ما فسر على انه دخول القصر عصر مقاربة مختلفة للازمة. انه تلازم المسارات بين بعبدا والضاحية الذي لا يقاس بقرب المسافة الجغرافية فقط.
ينظر حزب الله الى أزمة تشكيل الحكومة على انه فعل مقصود يرتبط باجندات اقليمية مفروضة على الرئيس المكلف. لم يخف المسؤولين امام زوارهم خلال "جلسات العيد" ان السعودية تتحمل وزر هذه الازمة وتتخذ من التعطيل نهجاً بفعل ربط مقصود بين ملفات المنطقة، إذ ان السعودية تريد تسوية بالجملة لكل الملفات العالقة وليس تسوية بالمفرّق. وحتى يتحقق ذلك تراهن على الوقت.
لكن السعودية ليست هي "كل الازمة"، فقد اعرب عدد من المسؤولين عن وجود "دور ما" للرئيس المكلّف لكونه لا يبادر صوب حليفه بل ينتظر منه ان يبادر صوبه، وهو له مصلحة في ارضاء الرياض وتنفيذ ما املته عليه خلال محنته الشهيرة، ما بات يعني ان الرئيس سعد الحريري يشتري المزيد من الوقت ريثما يحصل على تفويض خارجي بالتشكيل.
يشير أحد المسؤولين الى سعة صدر حزب الله وحلفائه التي دلّت عليها فترة 3 اشهر ونيف من اعلان نتائج الانتخابات. فعلى الرغم من اننا فريق منتصر له الحق في تفسير النتائج، لا زلنا ننتظر غيرنا. وعند سؤاله عن المدة التي سيدوم عليها هذا الانتظار يجيب: "اننا منتظرون صابرون لكن ليس في قاموسنا مفردات انتظار الى ما لا نهاية".
يتقاطع هذا الكلام مع اوساط قريبة من مراجع معنية في التشكيل، ردّدت أيام العيد لزوارها والساءلين أن الرئيس المكلف و "بكل صراحة لا يملك إلا خيار التشكيل الآن مكرهاً كان ام مجبرا، وليس من المصلحة لايٍ كان وبخاصة له ان يراهن على مزيد من الكسل وإلا فإن الخيارات السياسية والدستورية تصبح متاحة للخروج من الشلل.. فلا يعاتبنا".
يفهم من هذا الكلام ان المعنيون الرئيسيون بتشكيل الحكومة، يبحثون ما بين الخيوط تحضيراً لمواجهة عجز الرئيس المكلف التي باتت مقارنةً بالمتوفر، أمراً حتمياً.
يراهن حزب الله أن المغامرة السعودية حدودها القصوى الخريف المقبل، وبعد ذلك تصبح محرجة من الاستمرار في ظل عدم خضوع الحزب وحلفاؤه لمسلسل الضغط وفرض الشروط. من هنا يفهم سر سكوت حزب الله وانتظاره كل هذه المدة.
في المعلومات، ان الرياض اقنعت دولاً معنية انها تخطّط لتأخير التشكيل بغية ادخال تعديلات على التوازنات التي افرزتها صناديق الاقتراع، وقد منحت بعض الوقت المشروط من اجل تحقيق ما تحدثت عنه. لكن وفي حال نفاذ الوقت دون حصول اي تبدل، فستجد الدول التي اعطت موافقتها مضطرة للسير بالمتوفر. وتأسيساً على ذلك يمكن فهم غاية بعض الدول من تمرير رسائل حث على شكل دعوات للاسراع بالتشكل من دون التدخل بشكل حاسم للاسراع في التشكيل.
نسبة لذلك حزب الله يدرك ان التشكيل سيحصل مهما تأخير الوقت، لان ثمة دولاً لا مصلحة لها في انزلاق لبنان نحو أزمات مضافة الى الازمات الموجودة كي لا تتحول مزيداً من الاعباء، لذا يتوقع ان يدخل المسار الدولي الضاغط في الملف الحكومي عصر التنفيذ حين يثبت لدى الدول ان لا طائل او افادة من استمرار التأخر وستبادر فوراً الى التحرك لانتزاع حكومة ضمن الشروط المقبولة.
هذا من وجهة النظر العامة، ام من وجهة نظر حزب الله، فإن المعنيين الرئيسيين المتضررين من استمرار عرقلة التأليف، بات لديهم تصور واضح عن كيفية الخروج من أزمة تعطيل التشكيل. وبحسب المتحدثين بهذا المذهب، "الحل كفيل بانتزاع التأليف من التكليف، لكنهم يتركون الحديث الى أيلول المتوقع ان يكون مبلولاً بالتشديد والتشدد السياسيين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News