"ليبانون ديبايت" - بيار ساروفيم
أسقط رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل بـ"الضربة القاضية" التحليلات والشائعات التي تحدثت خلال الأشهر القليلة الماضية عن اتجاه لدى حزب الكتائب الى بناء تفاهمات وتحالفات جديدة مع كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر تترجم انعطافة جذرية في سياسة الكتائب المعارضة والتحاقا كتائبياً متأخرا بصفقة التسوية الرئاسية التي أدت الى محاصرة الكتائب سياسيا وإداريا وبالتالي الى تراجع عدد أعضاء كتلتها النيابية من خمسة نواب في المجلس السابق الى ثلاثة في المجلس الحالي، وتغييبها عن التعيينات وابعاد محازبيها ومؤيديها عن العديد من المواقع الإدارية.
ولاحظ المتابعون للحركة السياسية لرئيس الكتائب أن النائب سامي الجميل خرج عن صمته خلال الأسبوعين الماضيين بشكل تدريجي ومدروس ومتأن.
وفي لقاء مع ممثلي ومراسلي الصحف العربية في لبنان قبل نحو من عشرة أيام كان الجميل واضحا في تحميل مسؤولية ما آلت اليه الأمور في لبنان من تسليم لقرار الدولة الى حزب الله وصولا الى الأزمة الإقتصادية المتفاقمة والفساد المستشري الى أركان التسوية، ولا سيما الى من تنازل تدريجيا لحزب الله من أركان قوى 14 آذار الذين بادلوا السيادة والدستور والعمل المؤسساتي بمواقعهم الرئاسية والحكومية والنيابية، وتخلوا عن السياسة الخارجية والدفاعية لحزب الله في وقت انصرف بعضهم الى الصفقات المالية وبعضهم الآخر الى البحث عن سبل تكبير حجمه الحكومي ومغازلة حزب الله من خلال صرف النظر عن سلاحه غير الشرعي على أمل الفوز برضاه في الإنتخابات الرئاسية المقبلة.
وما لم يقله الجميل في حديثه الى الصحافة العربية قاله في مجلس النواب خلال الجلسة التشريعية الأخيرة التي أظهر فيها أن لا نية لديه ولا قرار لدى حزبه بترك موقعه في قيادة "المعارضة النيابية" وإن تراجع عدد نواب الكتائب من خمسة الى ثلاثة. فقد أثبت الجميل بمداخلاته وموقفه من القوانين التي أقرت أن شيئا لم يتغير في خياراته وأن كل ما سبق التداول به من شائعات عن نيته التفاهم مع التيار الوطني الحر تارة او القوات اللبنانية تارة أخرى أو إدراج الكتائب في خانة العهد ورئيس الجمهورية مقابل الحصول على مقعد وزاري أو الإلتحاق بالصفقة الرئاسية والحكومية لم يكن يرتكز على أي أساس من الصحة.
وتوج الجميل مواقفه المعروفة في افتتاحه المؤتمر الإقتصادي الذي نظمه المجلس الإقتصادي والإجتماعي في حزب الكتائب أمس. فبمجرد تنظيم المؤتمر شكلا، بدا أن الجميل متمسك بخيار المعارضة في هذه المرحلة بالذات. أما المضمون فأظهر أن الكتائب غير موافقة على المسار السياسي والإقتصادي والإصلاحي الذي يعتمده أركان التسوية وأن "خريطة الطريق" التي رسمها الجميل للحلول تختلف تماما لا بل تتناقض مع ما يعتمده المشاركون في صفقة التسوية المستمرة في ذيولها وانعكاساتها على الوضع اللبناني برمته.
وفي رأي قيادي كتائب بارز، فإن الجميل أسقط بمواقفه الأخيرة "المناورات" التي خاضها أركان التسوية في محاولة للضغط على الكتائب من أجل الإلتحاق بمعسكر أحد الفريقين: القوات اللبنانية أو التيار الوطني الحر في مواجهتهما لبعضهما البعض، وبالتالي فإن "فترة السماح" التي تمثلت بصمت الجميل وابتعاده بعض الشيء عن الأضواء بعد الإنتحابات النيابية الأخيرة التي أسيء فهمها واعتبرها البعض دليل ضعف وإرباك، انتهت لتبدأ معها مرحلة جديدة من مراحل المواجهات التي دأب الجميل على خوضها مع أركان الحكم من موقعه المعارض!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News