المحلية

الأربعاء 03 تشرين الأول 2018 - 01:25 LD

إسرائيل تخترق المطار؟

إسرائيل تخترق المطار؟

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

هَل ورِّط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "واقعة الخرائط" التي عرضها على شرفةِ الهيئة العامة للأمم المتحدة مدعياً امتلاك حزب الله مركز تخزين ومعمل تطوير صواريخ قرب مطار رفيق الحريري الدولي؟ هي واقعة انبرى الإعلام العبري للبحث عن خيوطها، أما الإرتباك الذي ظهر من خلالِ بعض الأقلام، فيدُل على الخطوةِ غير المُنسَّقة التي أقدم عليها نتنياهو.

في الوقائعِ لتلك الساعة، ظهرَ الترابط الحيوي بين ما أدلى به نتنياهو في نيويورك، وما كانَ يروّجه الناطق بإسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي عبر "تويتر". تَلازُم واضح وصلَ حد تبادل الأدوار بين الجانبين، ما أعطى إنطباعاً أن مصدر معلومات نتنياهو كانت أجهزة الجيش الإسرائيلي، وواقع الحال هنا يَفرض أن يكون الدَّور في تلزيمِ المعلومات يقع على عاتقِ المُخابرات العسكرية، فهل ورطته بمعلومات كانت تعلم مسبقاً أنّها مغلوطة، أم هي وقعت بدورها في مغالطةٍ فاضحة؟

الجميع يعلمُ أنّ نتنياهو داخل إسرائيل يُعاني مِن هبوطٍ حاد في مؤشر تأييده الشعبي بسبب اتهامات بإساءة الامانة واخرى تتصل بأدوار مالية مشبوهة لزوجته سارة، لذا يسعى نتنياهو في ظل ذلك الى محاولة الاستثمار في اساليب معهودة قد تعيد له بعضاً من الشعبية وتبعد عنه تجرّع الكأس المرة في الانتخابات المقبلة. في ذات الوقت، ثمة فريق واسع في اسرائيل، سيما داخل المؤسسة الامنية، لا يريد استمرار نتنياهو في الحكم بعد كل الويل الذي يجلبه.

رئيس الوزراء المأزوم له مصلحة في الخروجِ من الدائرة التي يتخبط بها، وبعض رجالات الأمن من النَّاقمينِ عليه لهُم مصلحة في إخراجهِ من السلطة، فهل جرى تمرير معلومات ملغومة إليه بقصد تصويره فاشلاً؟ أحد الخُبراء المُتابعين للشأن الإسرائيلي ينفي الفرضية رغم إحتمال وجودها. تبريره يقوم على أنّ الجيش الإسرائيلي كان شريك معنوي في الادعاءاتِ التي ساقها نتنياهو وَواكبه فيها، ولا مصلحة للجيش في الظهورِ ضعيفاً أمام الرأي العام. يبقى الشّق الثاني، هل وقعت أجهزة الإستخبارات التابعة للجيش في مغالطةٍ فاضحة لتقييم الوضع داخل ضاحية بيروت الجنوبية؟ في حالِ جرى تجاوز الإحتمال الأول ، فإن الإحتمال الثاني مُفترض الحصول!

كان لافتاً الإرتباك الذي ظهرَ على نتنياهو بُعَيْد جولة السفراء التي أعدتها وزارة الخارجية اللبنانية و أوقعته في نماذجٍ فاقعة من الضياع، كَطلبه مثلاً في معرضِ رده "التويتري"، على السفراء الغربيين والعرب الذين حضروا بأن يسألوا أنفسهم "لماذا إنتظر (لُبنان) ثلاثة أيام حتى نظّم الجولة؟" موحياً أن حزب الله قد قام بإخلاء الصواريخ ونزعها من المنطقة!

لم يلفت قادة نتنياهو العسكريون نظره إلى أن هذا النوع من الصواريخ يحتاج تفكيكه إلى أيامٍ طويلة لكونها تُنصب على مقالع ومنصات الكترونية جاهزة ولا يَتم نصبها بالطرق التقليدية، وكان التساؤل ما سلمنا جدلاً أن في إمكانِ حزب الله نزع مخزونه في أيام ، اين كانت الأعين الجوية الإسرائيلية من الإخلاء؟ هل يُعقل أن يتم إخلاء المُستودعات وهي تحت الرّقابة الجوية دونَ تصويرها أو بالحد الأدنى إستهدافها وفقَ قاعدة الإستهدافات المتَّبعة في سوريا؟ هناك جملة تساؤلات تضع كلام نتنياهو موضع شك وإستهزاء.

جملة أخرى من الضياعِ تجدر الإشارة إليها، فَصحيفة "هآرتس" التي سعت الى تبرير الدّعاية الحربية، ذهبت مِن أجلِ تثبيت نظرية نتنياهو وربط نادي العهد بحزب الله، إلى قيامِ الأول قبلَ أعوام بتسليم السيد حسن نصرالله كأس بطولة الدوري اللبناني...! ما هذا؟

عموماً، أعطت "قضية نتنياهو" مفاعيل عكسية، فبدل أن تُقدّم لهُ جرعة دعم يستفيد منها في الانتخابات، إنقلبت الآية وتسبّبت له بأزمة ثقة مع الجمهور والإعلام الإسرائيلي أدخله في تخبطٍ إنسحب على الإعلامِ كذهاب قناة "مكان" النّاطقة بالعربية إلى اتهامات بالكذّاب تطال نتنياهو!

هذه ورطة نتنياهو، ماذا عن ورطةِ لبنان؟ المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلي خاطبَ قبل أيام ركّاب رحلة طيران الشرق الأوسط ذات الرقم ٤١٩ القادمة من أبو ظبي داعياً إيّاهم للنظر مسافة ٥٠٠م لمشاهدة مصنع صواريخ حزب الله المفترض!

علمياً، لا يَقصد أدرعي نصح المسافرين أو لفت نظرهم الى خطورةٍ ما، بل إن دعوته أعمق من ذلك بكثير، ويمكن قراءة بنات أفكاره من طبيعةِ الخريطة التي نشرها، وتَضُم أسماء وأرقام ٤ رحلات جوية لشركة طيران الشرق الأوسط بالإضافة الى خريطةٍ جوية شبيهة بخريطة الرّادار عليها مسارات للطائرات، يبدو أنّه أخذها من موقعٍ يقدم خدمات جوية عبر الانترنت.

في هذهِ الإشارة جملة مواضع يمكن استنتاجها، توحي وكأن أدرعي يريد إيصال رسالة مفادها أنّ قواته تراقب وضع المطار وحركته الجوية عن كثب، وهي تمتلك معطيات ومعلومات ذات حساسية مهمة.

إلى ماذا يوصلنا هذا الأمر؟ يوصلنا الى شعورٍ بإحتمال وجود خرق أمني إسرائيلي للمطار، وطالما أن الجيش الإسرائيلي قادر على الوصول الى أرقام الرّحلات، من يضمن ألا يصل الى أسماء المسافرين، هذا يعني أن حركة الرُّكاب تصبح مكشوفة، وبياناتهم وبيانات الطائرات والمطار وكل شيء، بما فيها بيانات المسؤولين وحركة رحلاتهم، وهي أمور مرّت عنها ردود الفعل المحلية. وقد توقع مرجع أمني لـ "ليبانون ديبايت" إحتمال حدوث هذا الأمر، لكن لا دليل يؤكد أو ينفي ذلك".

وفي سؤالٍ متخصّص بالبرمجيات فَضل عدم ذكر إسمه ، أوضح أن "احتمال وجود إختراق قائم وقد يتوفر من خلالِ الولوج الى بياناتِ بعض الشركات الداخلية المُقدمة لخدمات المطار، وهو أمر يمكن حدوثه من قبل دول لديها إمكانيات الكترونية وتجند جيوشاً لذلك".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة