شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أن حرية التعبير في لبنان مصانة بموجب الدستور "لكنها وصلت ويا للاسف، في احيان كثيرة الى حد الشتيمة والاساءة الى الاشخاص"، معتبراً ان "سقف الحرية الذي يجب عدم تخطيه، هو الحقيقة التي يجب ان تحترم من الجميع".
واكد عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا ضم شبانا وشابات من تسع دول عربية شاركوا في برنامج " زمالة رواد الديمقراطية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا" الذي اقامته منظمة world learning الاميركية على ان لبنان "لم ينخرط بحلقات الدم والنار التي تحيط به وابتعد عن السجالات المتصلة بما يجري حوله"، مشيراً الى انه "اثار قضية فلسطين في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة لانه يوليها اهمية خاصة وللاسف لم نسمع اصواتا اخرى تدعم فلسطين وكأننا بتنا وحدنا في الساحة".
وتحدثت مديرة مكتب لبنان في منظمة world learning الدكتورة وفاء قطب، شاكرة للرئيس عون استقباله للوفد، وشرحت الاسس التي تقوم عليها المنظمة، والمبادىء التي تروّج لها، وهي تعزيز الديمقراطية في مختلف دول العالم من خلال مساعدة الجيل الشاب الذي يشارك في المنظمة، على نشر هذه القيم في الدول التي ينتمي اليها.
ثم تحدثت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة السيدة كلودين روكز، وعرضت المشاريع التي تقوم بها الهيئة من اجل تحسين وضع المرأة اللبنانية، ولفتت الى انه من بين المواضيع التي تلاحقها الهيئة، موضوع زواج القاصرات ووضع القوانين اللازمة لذلك، اضافة الى مواضيع عديدة اخرى من شأنها تعزيز حقوقها في المجالات كافة.
بعد ذلك رحب الرئيس عون بالمشاركين، لافتاً الى الجهود التي تبذل من اجل اعطاء المرأة حقوقها، رغم بعض المشاكل التي يفرضها التنوع اللبناني طائفياً واجتماعياً، متحدثا عن حضورها في مختلف القطاعات والنسبة الكبيرة لمشاركتها في المهن، والعمل على زيادة الحضور النسائي في الاحزاب لضمان تحقيق اهدافها بفضل الدعم الحزبي لها. وتحدث عن الوضع الديمقراطي في لبنان، مشيراً الى ان حرية التعبير وصلت الى حدود عالية جداً بلغت حد الشتيمة والاساءة الى الاشخاص معتبراَ ان سقف الحرية الذي يجب عدم تخطيه هو الحقيقة التي يجب ان تحترم من الجميع، لافتاً الى ان حقوق المواطنين لا تزال مرتبطة بالنظام الطائفي المعتمد في لبنان.
وتطرق عون الى المواضيع المدرجة على جدول اعمال المنظمة ومنها قضية النازحين، معتبراً ان "اللبنانيين باتوا يعيشون في ازمة وبطالة قوية بسبب النازحين واللاجئين، ما ادى الى الوصول الى بطالة مقيمة، ناهيك عن عدم الحماس الدولي في عودة النازحين واللاجئين الى بلادهم|.
ثم تحدث وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، عارضاً ما يقوم به الرئيس عون من جهود من اجل ترسيخ الديمقراطية في لبنان، واشاد بما تقوم به المنظمة من اجل نشر الديمقراطية خصوصاً لدى الجيل الشاب. وشرح كيف ان رئيس الجمهورية وحده الذي يقسم اليمين على الحفاظ على الدستور والقوانين ومصلحة المواطن وسلامة لبنان، وهو ما يجعل من اللازم توفير وسائل دستورية للرئيس ليحافظ على قسمه.
ولفت جريصاتي الى انه في لبنان هناك "معركة وهمية" اسمها معركة الحريات وهدفها "ليّ الذراع السياسي"، فلبنان البلد الاكثر تقدماً في حرية التعبير وهناك قوانين بالغة التشدد في فرنسا والولايات المتحدة حول كل ما يتعلق بالاخبار الكاذبة، فيما الدستور اللبناني يكفل حرية التعبير، كما ان الرئيس عون ومنذ تسلمه لمهامه، اعطى توجيهاته الى وزير العدل بوجوب عدم التوقيف الاحتياطي بمسائل التعبير عن الرأي حتى لو فيه اساءة الى رئيس الجمهورية، وليس هناك اليوم اي موقوف احتياطياً بهذه التهمة.
وعلى الاثر دار حوار بين الرئيس عون والحضور ردّ خلاله رئيس الجمهورية على اسئلتهم المختلفة، فأكد رداً على سؤال حول موقف لبنان من القضية الفلسطينية، انه يولي اهمية خاصة لهذه المسألة، "وقد القيت كلمة في الامم المتحدة تضمنت موقفاً مديناً للامم المتحدة واسرائيل بسبب هذه القضية، وتوجهت الى رؤساء الدول الحاضرة سائلاً اياهم عن مدى المنطق في ان يستفيق الفلسطينيون وقد خسروا وطنهم وهويتهم بين ليلة وضحاها، وتكلمت عن القدس والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة".
واضاف الرئيس عون: "بالامس، خضنا مواجهة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وادعاءاته الكاذبة واتهاماته الفارغة ضد لبنان لتبرير اي هجوم محتمل. وللاسف لم نسمع اصواتاً اخرى لدعم فلسطين، وكأننا بتنا وحدنا في الساحة".
ورداً على سؤال حول موضوع التنمية المستدامة في المناطق الجبلية، لفت الرئيس عون الى ان لبنان اعتمد لفترة طويلة من الزمن على الاقتصاد الريعي غير المنتج، و"منذ بداية العهد الحالي تم العمل على خطة من اجل الانتقال الى الاقتصاد المنتج وقد باتت جاهزة وهي في انتظار تشكيل الحكومة لاقرارها. وقال ان لبنان عانى من الركود الاقتصادي ما انعكس ازمة عمل، وهي حالة نلاحظها في العالم اجمع. واضاف: "نحن محاطون بحلقات من الدم والنار، ولبنان لم ينخرط بهذه الحلقات كي يبتعد عن السجالات في هذا الموضوع".
ورداً على سؤال حول الجهود التي تبذل من اجل الخروج من النظام الطائفي للاحوال الشخصية، اشار الرئيس عون الى انه اول من وقّع على مشروع القانون الهادف الى الخروج من هذا الواقع، لكن احداً لم يؤيده في هذا المسعى، "لكننا سنواصل العمل من اجل اقرار هذا القانون".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News