"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح 
هل يبقَ الرئيس المُكلّف سعد الحريري بحصته الحكومية في الرياض التي دعيَ اليها على سبيل مؤتمر "مبادرة مستقبل الإستثمار" ويشكو للمعنيين هناك ما ابتلي به من القومِ الحلفاء، أم ماذا؟
تطبعُ زيارة الرّئيس الحريري الجديدة إلى السعودية علامات كثيرة. جاءت في وقتٍ يتردّدُ فيه أن ولادة الحُكومة باتت قاب قوسين أو أدنى، وأن ما يعكّر صفو إخراج مراسيمها بعض العقبات النّاتجة عن شهيةِ الإستيزار المفتوحة عند حلفائه. ولعلّ أبرز ما يمكن النّظر إليه، أن الزّيارة أتت بعد أيام قليلة على تسريب وكالة "رويترز" الذي طالَ واقعة ٤ تشرين الثاني سيّئة الذِّكر، مُشيرة إلى تعرّض الحريري للإهانة على يد سعود القحطاني المستشار الأول في الدّيوان الملكي والذّراع اليمنى لولي العهد محمد بن سلمان ودفعه للإستقالة.
جملة عوامل تدفعُ للتساؤل عن مغزى زيارة الحريري في هذا التّوقيت بالذات إلى الرياض، علماً أن الإحاطة التي حظي بها هناك، وإن جرى تضخيمها إعلامياً، بقيت أقل من المتوقّع، علماً أن الحريري إستقبلَ من قبل شخصية مستوى صف ثالث في الدّولة، هو نائب أمير الرياض. للإعادة نائب أمير الرياض وليس حتى وزيراً مفوّضاً!
وقد سبقَ زيارة الحريري إلى الرياض أن اعتبرَ في موقفِ "أن الإجراءات التي اتخذتها الرياض في قضيةِ مقتل الصّحافي السعودي جمال خاشقجي تخدم مسار العدالة والكشف عن الحقيقة" مندداً بـ "الحملات المغرضة ضد المملكة"، ما دفعَ معنيين لإعتبار هذا الكلام كـ "صك براءة من علاقةِ القيادة بقضيّة خاشقجي وقضيّته هو" بعد ساعات على تسريبات "رويترز" التي جاءت زيارة الحريري عقبها بما يُشبه "ترتيبِ أوراق".
حكومياً، ثمّة مَن ينقّبُ في بيروت بين الأوراق، عن علامات قد تفضي إلى نتيجةٍ ما قد تؤول إليها الزيارة. يركنُ هؤلاء إلى جملةِ عوامل إيجابية جرى تسريبها في طورِ زيارة الحريري إلى الرياض، كمثلِ تسريب خبر إعلامه أفراد كتلتهُ النّيابية خلال إجتماعهم نهار الثّلاثاء، أنّ الحكومة ستتألف في غضونِ الأيّام المقبلة، استُتبعَ ذلك بكلام جاهر به أحد نوابه المسيحيين، الذي قال أن "الحُكومة بين اليوم والغد".
الأجواء الإيجابية التي سوّقَ لها الحريري يمكن عطفها على كلامٍ إيجابي قَلَّ ما يصدرُ عن رئيس مجلس النّواب نبيه بري في مثلِ هكذا مواقف، إذ أعلن أن "أمامنا ٤٨ ساعة فاصلة وستشكّل الحُكومة". وفي تحليلِ جملة المواقف نصلُ لإستخلاص مفادهُ: "وَرد المعنيون كلمة السّر المُنتظرة"!
هذا الكلام دفعَ ببعض المعنيين بالتشكيل وآخرين عاملين على خطِّ التّأليف، للإعتقاد أن الحريري ذهبَ إلى الرياض منقبّاً عن إشارة سعودية تقودهُ إلى تحريرِ التّأليف، على هامشِ أعمال "مُبادرة مستقبل الإستثمار"، التي ذهبَ إليها مستثمراً سياسياً وليس مستثمراً إقتصادياً كون لا أموال، لا في جيبهِ ولا في جيبِ لُبنان.
وبالتأسيس على هذهِ الأجواء، توالت تساؤلات محدّدة. هل أن زيارة الحريري مرادُها السّعي لدى المملكة للطلب من الحلفاء التّسهيل بعدما لم يعد يجدُ إلى ذلك سبيلاً، وهذا يعني توكيل الرياض إيجاد مخرج لعقدة القوات اللبنانية؟ أم أنه توجّهَ إلى المملكة لنيل شفاعة التّشكيل وإشارة إيجابية ليحرّكُ بيدقٌ من المنطقةِ المحرّمة إلى المنطقةِ الحرّة؟ أم أنهُ زارَ الرياض بطلبٍ منها من أجلِ إسماعه رسالة ؛ أما أن تترك له تقدير الموقف، وهذا معناه غياب الإشارة ثم إضفاء مزيداً من الضّغطِ على الرّئيس المُكلّف، أو تضمين رسالة إليه قد تنسفُ كلّ الإيجابيات التي توفّرت في الإسبوعين الماضيين وتحملُ الجميع للعودة إلى المربّع الأول؟
في الشّقِ الأخير، يمكنُ الإستنجاد بكلام رئيس المجلس نبيه بري الذي حذَّرَ من "إنهيارٍ إقتصادي خلال أسابيع" ما لم يجرِ تأليف الحكومة هذا الأسبوع، ما معناه إن عدم عودة الحريري بإشارة "اوكي" سعودية، قد يحملُ التّكليف معه إلى نفقٍ مظلم جداً، وسيخضعُ للتأويلات منذ الآن ؛ هل سينتهي المطاف بالحريري بالدخول إلى السّراي كرئيس أصيل للحكومة، أم أنه سيُدفع إلى الإعتذار ما سيفتح الباب على أزمة سياسية أعمق من تلك التي نعيشها اليوم؟
دعونا نركنُ إلى الإيجابيات وهي كثيرة سرّبت إلى الإعلام في السّاعاتِ الماضية، ما حدا بمرجع للقول لـ "ليبانون ديبايت" أن الحُكومة "بين الخميس والسبت". وعند تذكيره بكلامه المشابه في الإسبوعِ الماضي أجاب: "لم يكُن الحريري يومها خارج لبنان، ولم تكن قضية خاشقجي في طورِ الإحتواء أو تكاد".
في غضونِ ذلك، قال مرجع في ٨ آذار لـ "ليبانون ديبايت"، أن "أجواء التّشكيل تقدّمت عن الأمس (الثلاثاء) لكنها ملفوفة بضبابية مضاف إليها أجواء حذرة" مُعتبراً أنّ "العقدة الأساس ليس نوعية حقائب القوات اللبنانية بل مُسايرة الحريري للقوات "المتدلّعة زيادة" وتبتغي الحصول على حصّةٍ جائرة". 
وكشفت معلومات خاصّة لـ "ليبانون ديبايت"، أن المدير العام للأمن العام اللّواء عباس ابراهيم، قامَ بدور وجهد كبيرين في السّاعاتِ الماضية عبرَ تقديمه إقتراحات في سبيلِ حَل بعض العُقَد الوزارية ووضعها في عُهدةِ قامة سياسيّة كبيرة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
                Follow: Lebanon Debate News