ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان يوحنا رفيق الورشا وبولس عبد الساتر ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، رئيس بلدية العاقورة الدكتور منصور وهبه، رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري وحشد من المؤمنين.
أكد الراعي في عظته: "إن الأزمة السياسية التي تشل حياة الدولة عندنا في لبنان، وتتسبب بأزمة إقتصادية ومالية ومعيشية خانقة، مردها ظلمة الضمائر المأسورة بالمصالح الشخصية والفئوية والمذهبية والولاءات الخارجية. والكل على حساب قيام دولة المؤسسات والقانون، كما هو ظاهر في عدم إمكان تأليف الحكومة بعد مضي خمسة أشهر كاملة على التكليف، وستة أشهر على الإنتخابات النيابية".
وتابع: "إذا بنا أمام سلطتين مشلولتين: السلطة التشريعية والسلطة الإجرائية، وبالتالي أصبحت الوزارات والإدارات وخدمة القضاء سائبة ويطغى عليها تدخل السياسيين، وينخرها الفساد. وبات القانون والقضاء يطبقان على هذا المواطن دون ذاك، وعلى فئة دون أخرى. أما مال الخزينة فيتبدد، والدين العام يتفاقم، والبلاد على شفير الإفلاس، بحسب تحذيرات البنك الدولي، وشبابنا أمام آفاق مسدودة. فحذارِ فوق ذلك من الإنقسامات والنزاعات المذهبية التي قد يعمل البعض على تأجيج نارها، بعدما خمدت عندنا، والحمد لله، فتزيد من عرقلة تأليف الحكومة".
وأكمل أن: "لا بد والحالة هذه من العودة الى الحقيقة التي تحرر وتجمع، وهي حقيقة تعلنها الكنيسة من دون أية مصلحة أو لون سياسي أو ديني. ولأنها كذلك، فهي مبنية على صخرة الإيمان والحقيقة، ولذلك هي حرة وشجاعة ومتجردة. الحقيقة هي الوطن الذي يعلو فوق كل شخص وحزب ودين ومذهب. وهو بيت الجميع الذي يؤمن لهم الحياة الكريمة والبحبوحة والخير والكرامة وحرارة العيش السعيد، كما البيت الوالدي. أما أساسات هذا البيت الوطني المشترك فهي الدستور والميثاق الوطني اللذان عليهما تبنى السلطات، وبخاصة اليوم السلطة الإجرائية التي هي الحكومة. فلا يمكن تأليفها، بحسب ما يتفق عليه السياسيون النافذون، بل بحسب ما يقتضيه الدستور والميثاق. والحقيقة هي أن الهدف الأساسي من وجود الدولة والسلطة السياسية فيها هو الخير العام الذي منه خير كل مواطن وكل المواطنين.
وختم الراعي العظة بالقول إن: "العمل السياسي لا ينتهز انتهازا، بل يستوجب تثقيفا وتربية ملائمة، بحيث تستنير ضمائر الملتزمين بالشأن السياسي، وتوجه قواهم ليكونوا في خدمة تنمية الشخص البشري تنمية شاملة، وتأمين الخير العام. وبهذه الصفة، يصدر العمل السياسي من قلوب يسكنها الحب، كما يؤكد قداسة البابا فرنسيس. أما البابا القديس يوحنا بولس الثاني أكد بدوره على الرباط القائم بين العمل السياسي ووصية المحبة. فالحب، يقول، يرفع إلى القمم الأعلى في خدمة الشأن العام. ولقد شدد سينودس الأساقفة الخاص بالشبيبة على ضرورة تنشئة الشبيبة وتربيتها على الالتزام الاجتماعي والسياسي. وسنعمل مع الجامعات وسواها على تأمين هذه التربية في أقسام ومواد خاصة من ضمن كليات ومعاهد".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News