افتتح الرئيس أمين الجميل اليوم، مؤتمر بعنوان: "هل للمسيحيين مستقبل في الشرق الأوسط؟" الذي عقد بدعوة من "بيت المستقبل" بالتعاون مع مركز "ولفريد مارتن للدراسات الأوروبية" و"مركز القدس" في بيت المستقبل سراي بكفيا، تمت في خلاله مناقشة مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط. وضم نخبة من الناشطين السياسيين والمثقفين ورجال الدين من لبنان والأردن ومصر والعراق وسوريا وفلسطين المحتلة.
والقى الرئيس الجميل كلمة، اعتبر فيها أن "ما حصل خلال السنوات التسع الماضية يحتم طرح مستقبل المسيحيين ما أصاب المسيحيين جراء أحداث السنوات الأخيرة، أصاب المسلمين أيضا. بل ما تعرض له المسلمون قد يكون أشد قسوة. إنما الأثر الذي يصيب المواطن المسيحي أكبر لأن النتائج أدت في أماكن كثيرة إلى إقتلاعهم حتى بات وجودهم على المحك".
وسأل: "في المقابل، ما هي قراءة المسلمين للدور المسيحي؟ وما هي واجباتهم إزاء هذه القضية؟ وهل يعتبر المسلم العربي أن الوجود المسيحي هو عنصر إغناء وإضافة ضرورية للإسلام العربي بخاصة، بحيث لم يكن المسيحي يوما عنصر عرقلة أمام طموحات وأهداف الإسلام العربي، بل كان مكملا وداعما ومروجا. وهل كانت بصمات التجارب المرة التي مر بها العالم العربي خلال القرن المنصرم وخلال العقد الأخير من هذا القرن، إيجابية أم سلبية؟ هل تغير شيء لدى المسلم؟ هل الدروس كانت كافية؟".
وقال: "إلى المسيحي والمسلم نقول: متى تترسخ القناعة بالمواطنية وتصبح الشعارات حقيقة ولا يعود الانتماء الديني والهوية الدينية فوق الهوية الوطنية أو إضافة لها أم إنتقاصا منها؟ عندها تسقط مقولة الأقلية والأكثرية المبنية على الهوية الطائفية. وحبذا لو نستطيع من خلال هذا المؤتمر فهم أسباب تقهقر الوجود المسيحي وسبل الحد منه. قد تقولون إنني طرحت أسئلة دون محاولة الإجابة عليها.. أساسا، لا تملك جهة واحدة أجوبة مطلقة، إنما يمكن لمثل هذه اللقاءات التي تجمع خبرات وتجارب وشهادات متنوعة أن تفتح نافذة جدية لنقاش معمق وصادق".
وقالت الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط ثريا بشعلاني: "يرفض المسيحييون العنف وينبذون التطرف وهذه الأمور لا تمت اليهم ولا الى الاسلام بصلة. وبقدر ما يحاول المسلمون التخلص من هذه المفاهيم يسعى المسيحييون ايضا الى مناهضة هاتين الآفتين. ولقد اختار المسيحييون العيش مع اقرانهم في الوطن الواحد ضمن دولة ديموقراطية تسود فيها سيادة القانون. تبقى فلسطين المحتلة واحقاق العدالة لشعبها وتأمين عودة اللاجئين وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس من أهم الاهداف التي نعمل عليها. كما نسعى الى بناء نموذج للعيش معا في سوريا والعراق ومصر ودولة أخرى".
وألقى ممثل مركز "ولفريد مارتن للدراسات الأوروبية" فيت نوفوتني كلمة، أكد فيها ان المركز "لطالما حاول رفع الصوت في اتحاد الاوروبي لتسليط الضوء على الوضع الصعب للمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط". وقال: "نواجه حاليا في اوروبا عددا من التحديات ابرزها ازدياد الشعبوية لاسباب عدة، اولها الازمة الاقتصادية وموجات الهجرة غير المسيطر عليها والتي فاجأت العديد من الدول الأوروبية، كما نواجه صعوبة في دمج الأعداد الكبيرة للاجئين، مما يضعنا امام تحديات كبيرة، اهمها خوف مستجد بالنسبة الى اوروبا".
اما مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، فقال: "لا شك أننا جميعا نتشاطر القناعة ذاتها، بأن مسيحيي بلداننا قد تعرضوا وإن بتفاوت بين بلد وآخر، ومن زمن إلى زمن، لصنوف شتى من التمييز والاستهداف، أدناها التمييز في الدساتير والتشريعات والممارسات، وأشدها هولا حروب الإبادة والتهجير المنهجي المنظم من قبل جماعات دينية متطرفة عنيفة... ولا شك أننا جميعا نتشاطر القناعة ذاتها، بأن من المحال استمرار الحال على هذا المنوال، فهذه المنطقة لن تكون ذاتها من دون مسيحييها، ولا يمكن لكل ذي عقل وبصيرة وضمير، أن يتصور هذا المشرق من دون مسيحييه".
اما المتحدث الرئيسي في المؤتمر، عضو تكتل "لبنان القوي" النائب نعمة افرام، فقدم دراسة تاريخية مسهبة عن دور المسيحيين في المنطقة على مر العصور، وسأل: "هل المنطقة ذاهبة لمزيد من التفكيك والتفكك؟ هل سنكون امام مؤتمر فرساي جديد ومعاهدة سيفر جديدة؟ وهل سيكون لنا كلمة مرة اخرى نحن المسيحيين في مسار تشكيل المنطقة مما يحمي وجودنا الفاعل والحر والسلامي؟ ام إننا سنتحول تحفا واقليات في وقت تهاجر فيه الأغلبية الى الغرب؟ وهل سيوازي ذلك توجه غربي لتقليص المسلمين من على اراضيه؟ فنمسي امام فرز حضاري مخيف؟".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News