"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
صفعتان وجّهتا إلى وجهِ جمهور نادي النجمة غروب الإثنين. الأولى جاءت على أرضِ الملعب بعدما خسر النبيذي في قمّة مباريات مرحلة الذهاب بنتيجة قاسية، ٣-٠، أمام خصمه العهد ليفقد بالتالي الصدارة ويخسر "لقب الشتاء". الثانية جاءته ليلاً من قِبَل رئيس النادي، أسعد الصقّال، الذي أعلن عن ولادة تحالف يجمعهُ بغريم النادي التاريخي، الأنصار، ما سقطَ على الجمهور بعيار الصّدمة وسط سؤال خرجَ من أنين المعاناة: "ما الذي يفعلهُ الصّقال بالضبط؟"
رجل الأعمال الضّليع في سوقِ المولدات، ربما لم يعد يجد التّرياق المناسب لصهر خصمه العهد وتبديد قوة تيّاره النّشطة على الترددات العالية. وعلى قاعدةِ صقل المتضرّرين من النادي الأصفر، يُعلن الصقال عبر "ليبانون ديبايت" أنه أطلق "معركة التحالفات بوجه العهد الذي يعتمدُ أسلوب غير تقليدي في الفوز".
الجمهور الذي أم المدرجات منذ العصر، نظر إلى مباراته مع العهد على أنها نزال بطعم الثأر. ما أوحى إلى ذلك الدّرجة العالية من الإحتقان التي شهدتها المدرجات، والتي تُرجمت بقصف من عيارات كلامية ثقيلة عند دخول لاعبي العهد للقيام بعمليات الاحماء قبل المباراة. أرادَ النبيذيون اذاً أن يعودوا منازلهم بطعم النّصر ومسح الخيبات الماضية، ويؤسسون منها للعبور إلى مشروع تجريد النادي الأصفر من لقبه، لكن أتت الرياح كما لا تشتّه السفن!
يرفضُ الصقال أن ينغمس في شرحِ الفوز الغير تقليدي "لكوننا تحدّثنا عنه سابقاً"، أما عن التحالف فيفسره بأنه "ذات بعد رياضي شخصي بيني وبين (رئيس نادي الأنصار) نبيل بدر، وهو لخدمة معركة كف يد تلاعب العهد، فلماذا افتعال كل هذه الضّوضاء؟"
هناك من في الجمهور انتابه السّخط من "فعلة الصقال" التي صُنّفت تحت خانة "المذهبية". رئيس النادي المتهم بـ "المذهبة" يطالبُ جمهوره بوضع خطوته تحت مجهر التّمحيص قبل إطلاق الإتهامات العشوائية، لا بل يؤكد أنه لم يُثبت عليه أن تصرّف من منطلقات مذهبية أو طائفية أو سياسيّة طوال وجوده في كرةِ القدم، خلافاً لما يتهمُ به، بل يزيد واضعاً خطوته مع الأنصار ضمن خانة "المصلحة".
ولكي يحمي نفسه، يعرّج الصقال على خطوةِ مماثلة أقدم على فعلها نادي العهد قبل عام مع الأنصار. آنذاك تحالفَ الطّرفان ضد النجمة، فلماذا لم تأخذ الأمور بغير مسارها؟
يغيب عن رئيس النادي الوضعية "المشبوهة" التي أعلن من خلالها التّحالف، كما الوضع العام في البلاد المُنقسم طائفياً وسياسياً. يأخذ الجمهور عليه أن خرجَ إلى قناة المستقبل ذات الميول السّياسية المعروفة، ليعلن تحالفاً مع نادي الأنصار المحسوب على جهةٍ سياسية يتقاسمان التأييد لها، علماً أن رئيس النادي الأخضر، هو اليوم في مُستهلِ رحلة تصحيح الوضع مع الرّئيس سعد الحريري، وعليه يعتبرُ أفراد من الجمهور أن الإطار الذي أعلن في كنفه التّحالف والشكل الذي أتى به، موضع شبهة.
ينسحبُ الشّك على نيّاتٍ الصقال. ثمّة من رفع صوته من الجمهور لينذر أن تحالفاً من هذا القبيل مع فريق ذات لون سياسي واجتماعي ومذهبي محدّد على قناةٍ تحمل نفس الصّبغة، قد يثيرُ جمهور النادي المحسوب بنسبة كبيرة على جهةٍ مذهبية وسياسية وطائفية أخرى، وهذا أمر معروف، ليصور في أذهان البعض أن إدارة النادي تريدهم وقوداً للحرب مع أبناء جلدتهم، ما قد ينفّرُ قسماً لا بأس به من مدرجات النبيذي صوب الأصفر، طالماً أن الملعوب طائفي ، ما يعني أن تصرّفات الصقال تقلل مساحات الهوة بين الجمهورين الذين لن يكونا خارج بيئتهما الإجتماعية في حالِ دخل العامل السّياسي على الخطِ وحصل إستهداف العهد وفق منطق "تصفية الحسابات السّياسية"، ما له أن يفرزُ المدرجات وثم ينقلها نتيجة الشّحن إلى بوسطة "عين رمانة ثانية" ستنزلق سريعاً من الملعب إلى زواريب الأحياء.
الصقال ينفي التُهم كلياً، لا بل يرفضها ويرمي تهم المذهبة والطوئفة على نادي العهد، وبل يغوصُ أكثر صوب إتهام النادي الأصفر بإدخال المذهبة إلى كرة القدم، ومحاولة خلق أعراف مرفوضة جملة وتفصيلاً، معيداً التأكيد أن "نادي النجمة وجمهوره هما خارج أي اصطفاف طائفي وهُما عنوان للتنوع".
وحتى يكون دقيقاً، يذكرُ رئيس نادي النجمة وقائع حول مساعي تخوضها وجوه من النادي الخصم لتقليب أشخاص مؤثرين في جمهور النجمة على ناديهم وإدارتهم، مستخدمين لعبة الحقن الطائفي وإستخدام وقائع ليست موجودة من أجلِ الإستثمار، كإدّعاء قبض الصقال لأموال من جهةٍ حزبية لقاء إستخدام النادي في مواضيع سياسيّة، وهو ما قاده إلى إفشال لقاء كان منوي عقده بين أفراد من جمهوري الناديين.
ينتابُ الصقال القلق من بعض المشجعين والأشخاص المؤثرين لدى جمهوره الذين تم إختراقهم، وفق توصيف الصقال، وباتوا يلعبون أدواراً مشبوهة قد تؤثّر على صفاء ذهن جمهورنا. يصلُ به حد القول صراحة، أن جمهور نادي النجمة تعرض لإختراقات واسعة في صفوفه من قِبَل أشخاص يدّعون حب النجمة لكنهم مجنّدين من قِبَل الطّرف الآخر لغرض "تمزيق الصفوف"، شغلهم الأساسي العمل على تقليبِ الجمهور النبيذي ضد ناديه، وتخدم "مشروع ضرب النادي" الذي يتهم "إدارة العهد" بتنفيذه كمشروع يرادُ له لوأد النجمة!
يذكرُ الصقال في معرضِ رد الإتهامات عنه، أن افتتحَ مكتباً للجمهور في الضاحية قبل أن يفتتحُ آخر مماثل في بيروت، وهو يتّجه صوب إفتتاح مكاتب أخرى في المناطق، فكيف يكون هذا الشّخص مذهبياً وطائفياً؟
أحوال النجمة :
يقرّ رئيس نادي النجمة أسعد الصقال لـ "ليبانون ديبايت"، أن الفريق ليس في أفضلِ أحواله أبداً، لا بل ظهر بمستوى سيء خلال مباراة العهد، بل تذهبُ حدوده للإعتراف بمشكلة داخل النادي "وما حصلَ في المباراة بهدلة"، لكنه يعد الجمهور بأن لديه تغييرات سيجري تطعيم النادي بها ما لها أن تُعطي صورة مختلفة في مرحلةِ الإياب.
وحولَ ما جرى خلال المباراة "السوداء"، أقرَ بوجود هفوات وغياب التجانس بين عدد من اللّاعبين والمدرب، وأن المشكلة محصورة ببعد تقني، نافياً ما يترددُ حول وجود أسباب مالية نتيجة "بل الكل قبض مستحقاته". وفي تحليله، أن الفريق تعرّض لهدف مبكر، وكان يجبُ أن يستيقظ الفريق بعد الهدف مباشرة، لكن حصل العكس وبقي الفريق تحت تأثير الصّدمة التي تطوّرت إلى "مشكلة نفسية" على أرضِ الملعب لم ينفعُ معها "الكي" طوال المباراة.
رسالة الصقال إلى الجمهور
توجّه رئيس نادي النجمة عبر "ليبانون ديبايت" إلى جمهور ناديه بدعوته إلى "وقوفهم خلف ناديهم في هذهِ المرحلة وعدم التّلهي بأمور جانبية يريدنا الخصوم أن نغرق فيها" مذكراً أنه "باقٍ من عمر الدوري ١٢ مباراة وإن الأمور لم تُحسم بعد، وهذه ليست المرة الأولى التي يخسرُ فيها النادي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News