أشارت صحيفة "الراي الكويتية" إلى أنه "لم يكن تَواري الشمس خلف الغيوم المكفهرّة في سماء بيروت أمس، سبباً كافياً للمَشهد الداكن والمقفر والمُوحِش... ثمة مَن تذكّر بأنه في يومٍ مُشابِهٍ قبل خمسة أعوام اغتيل في وسط العاصمة وفي وضح النهار رجلٌ اسمه محمد شطح. لم يكن أحد يتوقّع أن هذا السياسيّ النبيل، الأكاديمي الحالِم والمُحاور الرؤيوي، سيكون الهدف الـ 11 للقاتِل المُتَسَلْسِل، الذي غالباً ما اختار ضحاياه بعنايةٍ منذ العام 2005 حين صدَرَ القرارُ الكبير بتفجير رفيق الحريري لوضع اليد على لبنان".
وذكرت أن "أكثر الاستنتاجات رواجاً آنذاك كانت أن دم شطح استُخدم لكسْر المأزق السياسي - الدستوري الناجم عن عجْز الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حينها تمام سلام عن إنجاز مهمته على مدى نحو 11 شهراً من الفيتوات المتبادلة التي انتهتْ بحكومةِ تسوية من 24 وزيراً (حكومة 8+8+8) سَلّمت عبْرها "14 أذار" بربْط نزاعٍ مع حزب الله وبإشاحة النظر عن تورُّطه العسكري في سورية دفاعاً عن نظام الرئيس بشار الأسد وفي إطار المشروع الإيراني في المنطقة.
ورغم ان قيادياً في تيارٍ سياسي بارز كشف عن خشيته من تكرار "سيناريو شطح" أو حدوث تطوّر ذات طبيعة دراماتيكية، أمنية أو مالية لاقتياد الجميع إلى حكومة إضطرارية، فإن أوساطاً سياسية واسعة الاطلاع تبدو أكثر ميلاً إلى انتظار ما سيؤول إليه خروج الجمر من تحت الرماد في العلاقة المهتزَّة بين الحليفيْن اللذين شكّل حلفهما قاطرةً للحياة السياسية، أي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و"رأس حربة" عهده، رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من جهة، وحزب الله من جهة أخرى.
وأشارت "الراي" إلى انه "لم يعد خافياً أن احتجاز عملية تشكيل الحكومة في "مترها الأخير" ولمرتيْن يعود إلى صراع، لم يعد مكتوماً بين "حزب الله" و"التيار الحر"، ويتجاوز بطبيعة الحال مسائل تكتية ترتبط بمقارباتٍ سياسية لعناوين داخلية، بل يتّصل بـ "القرار لمَن" وسط أزمةِ ثقةٍ فعلية بين الحزب ومَن يعتبره «الرئيس الظل»، أي باسيل، وهي الأزمة التي انفجرت بين "البيئتين" عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الشاشات أحياناً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News