تشير أوساط سياسية لصحيفة "الراي الكويتية" الى أن القمة تركتْ ندوباً عميقة في الجسم اللبناني عبّرت عن نفسها بالآتي:
* الاتهامات المتبادلة بالمسؤولية عن خفض مستوى تمثيل الدول، بين فريق عون الذي حمّل بري تبعات الخطأ الجسيم بحرق العلم الليبي وتالياً إظهار لبنان كدولة غير قادرةٍ وذلك في سياق مسعى لإفشال القمة وتسديد ضرْبة موجعة للعهد، وبين فريق رئيس البرلمان وحلفائه وبينهم قريبون من حزب الله اتّهموا الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على الدول العربية لعدم المجيء بثقلها الى بيروت.
وبين الاتهاميْن، تبرز مقاربةٌ تعتبر أن مشهديّة الحضور الباهت في قمة بيروت مردّه الى اقتناع لدى غالبية الدول العربية بأن لبنان ما زال يقع تحت تأثير النفوذ الإيراني، وتالياً أن هذه البلدان اختارتْ توجيه رسالة عدم رضى الى السلطات الرسمية في بلاد الأرز.
* ما أثارتْه اندفاعة وزير الخارجية جبران باسيل خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة دفاعاً عن عودة سورية الى الجامعة العربية من ردودٍ داخلية اعتبرتْ أنه لا يحقّ لوزيرٍ ان يرْسم سياسات الدولة ولا سيما في عناوين خلافية كبرى وانه لا يتحدّث في هذا الملف باسم لبنان بل باسم حزبه.
ورغم تعاطي البعض مع المواقف النافرة لباسيل في الموضوع السوري على أنها تعويضية عن عدم تأجيل القمة لضمان حضور سورية فيها، فإن علامات استفهام تُطرح حول تداعيات ما قام به وزير الخارجية على صورة لبنان ومراعاته للأولويات العربية.
وفي حين عَكَسَ كلام الرئيس المكلف سعد الحريري عن أنه "بغضّ النظر عن الحضور، فإن النجاح هو في عقْد هذه القمة لأن الهدف كان عدم عقدها"، بعض القطب المخفية في المعركة التي خيضتْ للإطاحة بالقمة، جاء كلام زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول "قوى ظلامية" أرادتْ تعطيل القمة ليعطي إشاراتٍ الى أبعاد ما فوق محلية وراء محاولة منْع لبنان من استعادة الاحتضان العربي.
واذ يسود الترقُب لما اذا كانت كلمة عون اليوم أمام العرب ستكمل ما بدأه باسيل في الموضوع السوري، علماً ان الرئيس اللبناني سيطلق مبادرة حول تمويل إعادة إعمار الدول التي شهدت حروباً في الأعوام الأخيرة، فإن الساحة السياسية تبدو أسيرة مناخاتٍ متضاربة حيال تأثيرات عاصفة القمة على الواقع اللبناني.
وثمة مَن يرى في هذا السياق، أن العلاقة ستكون أكثر ميْلاً للانفجار بين عون وبري وان رئيس الجمهورية يتجه الى مغادرة المنطقة المحايدة، ما يشي بأن الوضع الداخلي الذي يختصره مأزق تأليف الحكومة الجديدة يتّجه الى المزيد من التأزم وتالياً الى تمديد المراوحة القاتلة.
وفي المقابل، لا تستبعد بعض الأوساط أن يكون السباق الأميركي - الايراني الذي ارتسم في الأيام الماضية في لبنان وعليه حافزاً لمرونةٍ ما بدفْع من طهران يمكن ان يؤدي كسْر المأزق والذهاب الى تفاهمات تُفْرِج عن الحكومة لاعتبارات اقليمية وخصوصاً بعدما فُهم من زيارة ديفيد هيل لبيروت أن واشنطن تشجّع على وقف مسار التنازلات أمام حزب الله عبر تفعيل حكومة تصريف الأعمال.
وفيما لفتتْ في الساعات الماضية حركة وزير الخارجية المصري سامح شكري على كبار المسؤولين اللبنانيين والقادة السياسيين مشجعاً على الإسراع بتأليف الحكومة، رُبط إلغاء الحريري زيارته لدافوس، حيث سيقام المنتدى الاقتصادي العالمي، برغبته في الانصراف لمعالجة الاوضاع الداخلية بعد سلسلة النكسات التي أصابت القمة والوضع الحكومي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News