ليبانون ديبايت - علاء الخوري
تحاول بكركي العودة الى الحراك الداخلي بعد انقطاع فرضته حركة الاحزاب السياسية التي تمددت في مؤسسات الدولة على حساب الكنيسة وعمدت الى توظيف مناصريها ومؤيديها في الادارت العامة.
تلك التوظيفات لم تكن على المستوى المطلوب فهي خضعت لسياسة الصوت الانتخابي فخضع النواب المسيحيين الى اجندات أحزابهم وفي بعض الاوقات الى ديمغرافية المناطق التي يمثلونها في مجلس النواب، فبعضهم توسط لتوظيف مؤيدين له من طوائف أخرى وبعضهم ظل منكفئاً ولم يكلف نفسه عناء خفض البطالة في بيئته.
كل ذلك يحصل وبكركي "تتفرج" على "الاحباط" الذي يفتك بالشارع المسيحي، وصوت رئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضرا "يصدح" في أروقة الاحزاب السياسية المسيحية من دون اي نتيجة.
وفي بلد تتحكم به الطائفية وتنتشر فيه "الارساليات" الدينية بين الطوائف، لا يمكنك أن تتحدث عن علمنة من طرف واحد، فاما دولة مدنية للجميع تتساوى فيها الحقوق والواجبات واما مراعاة هذا التقسيم الطائفي في مؤسسات الدولة كافة، وبالتالي رفض التوظيف وفق مبدأ "صيف وشتاء تحت سقف واحد".
استشعرت بكركي خطر التوظيف في ادارات الدولة وتشهد مؤسسة لابورا على الشكاوى التي تصلها من الموظفين غير المدعومين وكيف أن زملاءهم في طوائف أخرى يتصرفون "بفوقية" عليهم لأن لديهم "ضهر" يعتمدون عليه في حال وجهت صوبهم اصابع الاتهام، وفي لابورا الكثير من التقارير عن موظفين متورطين ويمارسون "التجارة" في الملفات وعلى "عينك يا تاجر" وعندما يأتي التفتيش للتدقيق معهم يصلهم الجواب عبر الهاتف: "هذا الموظف محسوب علينا".
وفي ظل هذه التركيبة لن تستطيع بكركي ان تؤثر في الحالة التي وصلنا اليها ولاسباب كثيرة بعضها يتعلق بالظروف السياسية المتحكمة في البلاد حيث بات الصرح خارجها، وبعضها الآخر يتعلق بديمغرافية المجتمع اللبناني والتي شهدت تحولا جذريا في السنوات العشر الاخيرة، حيث تعرض المسيحيون لانتكاسات بالجملة ولهجرة منظمة باتجاه دول الخليج أو الى اوروبا وكندا وغيرها من الدول.
وما يحصل في الجامعة اللبنانية أو وزارة المال من توظيفات لا تراعي التوازن الطائفي يدق ناقوس الخطر وهو جرس انذار لواقع مسيحي مأزوم يرسم صورة سوداوية للسنوات العشر المقبلة في منطقة تشهد صراعا طائفيا ومذهبيا قد يبلع الاقليات الدينية اذا لم تقدم هذه الاخيرة رؤية استراتيجية واضحة للمنظومة الاجتماعية التي تدور في فلكها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News