المحلية

placeholder

محمد شقير

الشرق الأوسط
الأربعاء 20 شباط 2019 - 07:21 الشرق الأوسط
placeholder

محمد شقير

الشرق الأوسط

الحريري يفضّل الصمت...

الحريري يرفض "دخول سجال" حول التطبيع مع دمشق

كتب محمد شقير في صحيفة "الشرق الأوسط":

لن يبدّل تنظيم الوفود، أكانت وزارية أم سياسية، إلى دمشق، في أولويات رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يركّز حالياً - كما تقول مصادر وزارية لـصحيفة "الشرق الأوسط" - على تهيئة المناخات التي تتيح للبنان التقدُّم من مؤتمر "سيدر" بأوراق اعتماد تمكّنه من الإفادة من القروض الميسّرة والهبات التي رصدها له للنهوض الاقتصادي والتغلّب تدريجياً على أزماته التي كادت تدفعه إلى حافة الانهيار.

وتوضح المصادر أن الحريري رسم لنفسه الخط البياني الذي يؤهل لبنان لتوظيف ما تقرّر في مؤتمر "سيدر"، وهو "لن يلتفت إلى (الحرتقات) السياسية ولا إلى (العراضات) التي يمكن أن تصرفه عن الالتفات إلى أزماته، وتوفير الحلول لها، بدلاً من أن يغرق في المزايدات الشعبوية"، وتحديداً من قبل بعض الأطراف المنتمية إلى "محور الممانعة" الذي يشكّل في الداخل اللبناني امتداداً لإيران وللنظام في سوريا.

ولهذه الأسباب مجتمعة لن ينجرّ الرئيس الحريري - بحسب المصادر الوزارية نفسها - إلى سجال لا لزوم له، ويمكن أن يعيق ترتيبه لأولوياته، ويؤخر التحضير لوضع لبنان على سكة الإفادة من "سيدر" الذي يمنحه "الفرصة الأخيرة للنهوض بالوضعين الاقتصادي والاجتماعي؛ خصوصاً أن هذه الفرصة قد لا تأتي لاحقاً"، بحسب رأي المصادر ذاتها.

ولذلك، مَن يراقب حالياً المسار العام لسلوك الحريري سرعان ما يكتشف أنه يفضّل الصمت لئلا يقحم نفسه في اشتباك سياسي لا مبرر له، وهو يمارس الآن سياسة الصبر، ليس لأنه لا يملك ما يقوله حيال الخروق التي تصدر عن هذا الوزير أو ذاك، بمقدار ما أنه يحرص على حصر اهتمامه في التوجّه إلى الدول المانحة والمؤسسات والصناديق المالية التي كانت وراء إنجاح مؤتمر "سيدر" بغية تمرير رسالة "عنوانها الوحيد أن لبنان أخذ على عاتقه أن يساعد نفسه كأساس لاستجابة المجتمع الدولي لخريطة الطريق لإنقاذه، لأن الهيكل إذا سقط لا سمح الله سيسقط على رؤوس الجميع بلا استثناء".

وفي هذا السياق، يسأل بعض الأوساط عن الأسباب الكامنة وراء إصرار الحريري على عدم الدخول في سجالات مع وزراء في حكومته يرون أن لا حل لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم إلا بالحوار المباشر مع النظام في سوريا، وأن على لبنان أن يبادر إلى تطبيع العلاقات معه، لأن سوريا تقف الآن على عتبة الاستعداد لبدء إعادة إعمارها، وهذا ما يفتح الباب أمام الشركات اللبنانية لتكون شريكاً في هذا المجال.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة