محادثات رسمية لبنانية ـ يونانية في قصر بعبدا

وصل رئيس جمهورية اليونان بروكوبيوس بافلوبولوس وقرينته السيدة فلاسيا بافلوبولو، يرافقهما رئيس بعثة الشرف وزير العدل البرت سرحان، قبل ظهر اليوم الخميس الى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث كان في استقبالهما رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون.

وأقيمت للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمي التي بدأت بعزف النشيدين الوطنيين اليوناني واللبناني، ثم استعرض الرئيسان عون وبافلوبولوس ثلة من حرس الشرف.

بعدها، صافح الرئيس اليوناني أعضاء الوفد اللبناني، ثم صافح الرئيس عون أعضاء الوفد الرسمي اليوناني.

وتوجه الرئيسان عون وبافلوبولوس إلى "صالون السفراء" حيث عقدا جلسة محادثات ثنائية أعقبتها محادثات موسعة في حضور الوفدين الرسميين اللبناني واليوناني.

وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، لفت ​عون​ في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني إلى أن "المحادثات التي اجريناها في منتهى الانسجام مع العلاقات التاريخية بين بلدينا منذ اطلق الاغريق على ​البحر المتوسط​ تسمية "البحيرة الفينيقية" وفي التاريخ الحديث، توطدت العلاقات مع استقرار جالية يونانية ناشطة في ​لبنان​ وجالية لبنانية فاعلة في اليونان".

وأشار إلى "اننا نتطّلّع الى لقاء القمة بين لبنان واليونان وقبرص الذي ستستضيفه العاصمة القبرصية لتوطيد مختلف اوجه التعاون وهو تعاون توطد مع اللقاء الوزاري الثلاثي في ​بيروت​ ويواكبه ممثلون عن ​القطاع الخاص​ في الدول الثلاث ما يشكل جسر تواصل خصوصا اذا ما تشاركنا الخبرات في مجال قوانين البحار".

وأضاف: "اكدت لرئيس اليونان على حق لبنان باستخراج النفط والغاز ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، وشددت على رفض الانضمام الى اي منتدى او آلية تعاون تشارك فيها اسرائيل، لا سيما منتدى غاز شرق المتوسط"، مشيراً إلى "أنني شكرت للرئيس الصديق، وقوف بلاده الدائم الى جانب لبنان، وحضورها مؤتمر "سيدر"، ومشاركتها ضمن المكوّن البحري لقوّات "اليونيفيل"، وكررت له دعم لبنان لليونان في المحافل الاقليمية والدولية".

وتابع الرئيس عون: "اغتنمتُ فرصة اللقاء لأطلع فخامته على المبادرة التي اطلقتها من على منبر الامم المتحدة بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان، طالباً دعم بلاده لتحقيقها"، مشيراً إلى "اننا استعرضنا ملف النازحين الشائك، فأطلعت الرئيس على الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة وجود اكثر من مليون و800 الف نازح التي تضاف الى ملف اللجوء الفلسطيني المزمن. الامر الذي يستلزم مسؤولية مشتركة تقوم على العمل السريع لاقفال الملف بتسهيل عودتهم الى المناطق الآمنة في سوريا".

وقال: "شكرت الرئيس اليوناني على موقف بلاده بشأن القدس وموقفها بشأن الجولان السوري. وشددت على أن قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل نقض فاضح لمرتكزات الشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة ويهدد سيادة لبنان الذي يمتلك أراضٍ قضمتها إسرائيل".

من جهته، لفت رئيس ​اليونان​ إلى "أنني أشعر برضى كبير وعطف وكبير لزيارة ​لبنان​ بعذ هذه الدعوة اللطيفة، تحدثت عن صداقتنا، صداقة ترتكز على روابط مهمة للغاية، روابط تظهر من خلال فترات معينة سرناها سويا على نفس طرق التاريخ، إذا نظرنا أكثر في عمق وحاولنا ان نرى ما هي المسألة الأهم التي تجمعنا نلحظ ان العنصر الاساسي الذي نتمتع به هو الحوار بين الحضارتين والشعبين"، مشيراً إلى أن "ما يربطنا ويجعل من صداقتنا عميقة هو المسار المشترك طوال القرن كوننا نتمتع بقيم ومبادىء مشتركة لأننا دولتين قامتا بحماية قيم ومبادىء اساسية للانسان".

وأكد "اننا نود ونرغب وان نتحدث مع كل الحضارات، وهذا مثال نقدمه للشعوب الأخرى، وقد حان الوقت لأنني أمثل ​الاتحاد الأوروبي​ أؤكد وأشكركم على ما يقوم به لبنان في هذه المسألة الكبيرة التي توتجه ​الشرق الاوسط​ وعبء ​النازحين​ نحن ممتنون لما تقومون به والشعب أظهر مثال كبير للانسانية والتضامن"، مشيراً إلى أن "​أوروبا​ في الواقع لم تكن حاضرة كما يجب منذ بدء النزاع في ​سوريا​ ولو احترمت أوروبا تاريخها وتدخلت في الوقت المناسب لكانت هذه الحرب انتهت في وقت مبكر وبأضرار أقل بكثير ونحن صريحين دائما ونسمح لأنفسنا ان ننتقد أنفسنا".

واعتبر بافلوبولوس أن "الوقت لم يتأخر ومستعدون ان نغير المسار ومستعدون لأن نبذل ما نستطيع القيام به لانهاء هذه الحرب، والاتحاد الأووربي سيقوم بذلك واستنادا لهذه الحرب دون أي معنى في الشرق الاوسط سنتمكن منوضع الاسس الضرورية للحؤول جون وقوع حروب جديدة"، مؤكداً "اننا ندعم لبنان لكي يستعيد ازدهاره ويتمكن بموجب القوانين الدولية ان يحصل على كل حقه بما يتعلق بسيادة اراضيه، وسنطلب بشكل ضروري تطبيق القانون الدولي على الجميع بشكل متساو".