افتتح حزب "الكتائب اللبنانية" بعد ظهر اليوم الجمعة متحف الاستقلال في حارة صخر بمشاركة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي جال برفقة الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل على اقسام المتحف الذي يخلد ذكرى الاستقلال، ودوّن كلمة على السجل الذهبي للمتحف.
وبعد قص شريط الافتتاح من قبل الرئيس الجميل ورئيس الكتائب سامي الجميل والبطريرك الراعي، توجه الرئيس الى الراعي بالقول، "برعايتكم تكتمل فرحتنا في إفتتاح "متحف الإستقلال".
وأضاف "وأنتم الجالسِ على كرسي صرحٍ يجسّدُ هو الآخرُ معلماً من معالمَ نضالِ هذا البلد في سبيلِ تحقيقِ رسالتِه الثلاثية الأبعاد: حريةُ الإنسانِ وكرامتُهُ، استقلالُ الأرضِ والسيادةُ عليها، والتمسكُ بالتعدديةِ الثقافيةِ والدينيةِ والانفتاحُ على الآخر".
وتابع: "كان سلفكم غبطة البطريرك أنطوان عريضه الساعي الدؤوب لهذا الإستقلال، والمدافع عنه، شهـدَ أيضاً على مسيرة وتضحيات الكتائب اللبنانيّة ورئيسها، الشيخ بيار الجميّل، ورسائله الخطيّة من أهم أمانات "متحف الإستقلال".
وذكّر الرئيس الجميل، ان "ممّا جاء في إحدى رسائله بتاريخ 15 آذار 1955:"أملنا أنكم تبقون سياجاً للبنان ودروعه في الملمات وتصمدون في إيمانكم به حقيقة أصيلة ما إنحرفت لها نفس على جورِ مستبد ولا تبدًل لها إطار على طغيان فاتح وما تعثّرت خطى إنسانيتها في غياهب الزمن".
ولفت الى أنّ "متحف الاستقلال شاهدٌ على تاريخِ لبنانَ الثقافيِّ كمخترعٍ للأبجديةِ التي ما تزالُ رموزُها محفورةً على ناووسِ أحيرام، وكحجرِ زاويةٍ في النهضةِ المشرقيةِ مع احتضانِهِ لأولَى المراكزِ العلميَّةِ في الشرقِ الأوسط، ومتحف الاستقلال مذكّر بلبنان الفكرة، لبنان النموذج والرسالة، لبنان الحوار والتواصل، لبنان المدرسة والجامعة، لبنان الأدب والشعر والفن".
واضاف، "قال ميشال شيحا:"لأننا صلة الوصل، سنصاب عند كل انسلاخ بالوجع". وكم كانت الانسلاخات كثيرة وكم أصبنا بأوجاع وألمت بنا المآسي. ومع ذلك، وحتى في أحلك أيام الحرب، لم ينقطع يوماً التواصل بين اللبنانيين شعباً وقادة سياسيين وزعماء روحيين".
واشار الى ان "يومها كانت الطرقات مقطوعة لكن قنوات التواصل لم تنقطع لأن إرادة التواصل كانت قائمة. كانت أصوات الصواريخ والقنابل والرصاص تملأ سماء لبنان وأرضه، لكنها لم تعلُ على صوت الحكمة والضمير".
وسأل: أين مدارسنا وأين جامعاتنا وأين أحزابنا وأين حركاتنا الطلابية والنقابية؟ أين لبنان الحيوية والدينامية،أين أفكارنا وبرامجنا؟ لماذا تقزيم هذا الوطن وهو الكبير بدوره ورسالته؟ أين لبنان الفكرة ولبنان تجربة الاختلاط والتنوع والتعددية؟ أين لبنان الرسالة؟ ".
ولفت الى اننا "حولنا هذه الفكرة إلى مجرد متخيّل يعكس حلماً أكثر مما يعكس واقعاً معاشاً، وتحذيرنا اليوم هو من مغبة التطبيع مع الوضع الراهن وخطورة الاستسلام إليه".
واعتبر الجميل ان "بافتتاح هذا الصرح، أرادت الكتائب، بقيادتها الشابة أن تعرّف أجيالاً من الشباب اللبناني على لبناننا الذي لم يكتب لهم أن يعاصروه، وأرادت أن تذكر من عاصره بالكنز الذي كان بين أيدينا والذي نخشى عليه الآن، وأرادت التذكير بأنه من المعيب على اللبنانيين الذين "ملأوا الدنيا وشغلوا الناس" وحازوا عبر تاريخهم على شرف النضال من أجل الحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال، أن يفشلوا في حاضرهم بحيازة شرف ممارسة الحرية والديمقراطية والتمسك بالسيادة والاستقلال".
وحول رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، قال:"بهذا الزمن الصعب، أتوجّه الى رئيس الكتائب المقدام، الشيخ سامي الجميّل، وأشدّ على يده، وأذكّره بقول علي بن أبي طالب: "لا تستوحش طريقَ الحق، من قلّة السائرين فيه".
وختم: "نقف اليوم قاب قوسين من مئوية قيام لبنان الكبير، لنذكر عبر "متحف الإستقلال" أن صفة "الكبير" لا تعني فقط المساحة الجغرافية بل تعني، بالنسبة "للبنان الرسالة" أيضاً مساحة الحرية ومساحة الديمقراطية ومساحة التعددية ومساحة العيش الواحد والهوية الواحدة".
بدوره، قال البطريرك الراعي:"اختصر ما قاله الرئيس الجميّل أننا عندما نقول الكتائب نقول استقلال لبنان فهي التي هيأته منذ سنة 1936، وهي التي ولدت رسميا في الدولة اللبنانية وأقر بها في سنة الاستقلال عام 1943، وهي حتى الساعة تناضل من أجل لبنان السيد الحر المستقل".
واشار الى انه "إذا كان الحزب اختار أن يكون معارضا فحفاظا على استقلال وكرامة لبنان ورسالته وقيمته ولهذا نحن نخشع أمام 5000 شهيد ماتوا لنحيا وناضلوا وضحوا بحياتهم ليستمر شعب لبنان على ارض لبنان".
واعتبر الراعي ان هذا "المتحف فكرة رائعة منكم لأنه امثولة للتاريخ فهو ليتعلم أجيالنا تاريخنا وبداياتنا ومعنى حضورنا".
وقال: "اليوم الحقيقة نسيت لأننا نعاني من ولاءات وانتماءات من أجل بلدان أخرى ولهذا تناضل الكتائب واختارت الخط ولو كان على حسابها لأن الشهيد ضحى بنفسه ولا بد من التضحية من اجل الحقيقة الثابتة"، مشدداً على ضرورة "المحافظة على المواطنة السياسية لا المذهبية كي لا نضيع قيمة الوطن الحبيب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News