عون: علينا تثبيت لبنان وتعزيزه لمواكبة الحداثة

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حفل تدشين الصرح الطبي الجديد للجامعة الأميركية في بيروت على أن "لا شيء يعيد دور لبنان في محيطه والعالم، إلا نهوضه إلى ما كان عليه من ريادة ثقافية، وتربوية، وأكاديمية، وحضارية فلبنان كان ولا يزال، المستشفى، والجامعة، والكتاب، والصحيفة، والسياحة، والطبيعة، والانفتاح، وهذا هو اللبنان الذي علينا تثبيته وتعزيزه، لإبراز رسالته الإنسانية".

وأشار الى أن "دور القيمين على قطاع التمريض والاستشفاء والعاملين فيه، كبير ومؤثر، لأنهم رفاق الوجع والشدة ويتواجدون قرب الإنسان في أكثر نقاط البشرية حساسية وضعفاً وهي المرض؛ من هنا النظرة الى الطب والتمريض كرسالة، مع ما تعني الرسالة من إنسانية والتزام وتضحية، والتعاطي مع المريض كإنسان أولاً"، مشيراً الى أن "علينا تثبيت لبنان وتعزيزه لمواكبة الحداثة، ثقافة وعلماً، وهي التي تخطو بثبات خطوات عملاقة نحو المستقبل".

وأضاف:"نحن نفخر اليوم، بإضافة مدماك إلى صرح الصحة والاستشفاء في وطننا، في أحد أكبر المرافق الصحية في لبنان وأعرقها ونحن نفخر بوضع حجر الأساس للمركز الطبي الجديد للجامعة الأميركية في بيروت".

ولفت الى أن "آلاف الأطباء والممرضين درسوا في الجامعة الأميركية في بيروت؛ مئات الآلاف من المرضى تلقوا علاجاتهم فيها؛ وفي عز الحرب والدمار، قدم مشفاها خدمات لا تحصى للتخفيف من معاناة الجرحى والمصابين"، مشيراً الى أن "كل هذا، وما زالت تطلعات القيمين عليها كبيرة، وجهودهم في البحث العلمي وتطوير الخدمات، تتضاعف".

وأكد أن "الطب مهنة مقدَّسة، حدَّد لها أبقراط من خلال قسمه الشهير أسساً أخلاقية، وجعلتها الممارسة سلطة في لاوعي البشرية فالطبيب هو ممسك العلاج بالنسبة إلى المريض، وهذا يعطيه سلطة عليه، حيث ينتظر المريض منه حاجة هي الأكثر حيوية وأهمية في حياته، وهي الحاجة إلى الشفاء".

وشدد على أن "أهمية هذا الحجر الذي نضعه اليوم تكمن في إنه حجر لصرح سيكون مستشفى للشرق الأوسط في لبنان، بالإضافة الى ما سيقدمه من خير وعناية بصحة اللبنانيين وحياتهم.. إنه الحجر-الرسالة الذي يضيء شمعة جديدة فوق منارة لبنان، ويشحذ همم باقي الصروح الصحية من أجل التطور والارتقاء".

وأكد أننا "نطمح لتطوير القطاع الصحي في لبنان، وأن يتأمن للمواطن الاستشفاء في أفضل مستوياته، دون أن يكون قلقاً من الكلفة، أو محروماً من القدرة على العلاج، مهما كان نوعه ومدته، نطمح أن تكون أبواب المستشفيات مفتوحة لكل مواطن، دون أن يخطف الموت حياته على أبوابها".

وتابع:"نطمح أن نرفع مستوى المستشفيات الحكومية، تنظيماً وعناية ورعاية، تماماً كما هي الحال في كل البلدان المتطورة، لنعيد ثقة المواطن بالطبابة العامة، رافعين عن كاهله واحداً من أكثر الملفات التي ترهقه وتستنزف موارده المادية".

وتوجه بـ "لفتة تقدير إلى المستشفيات الخاصة في لبنان، على جهودها في الحفاظ على مستوى رفيع للاستشفاء، ساهم في تعزيز مركز بلدنا المتقدّم في المجال الصحي، وأدعوها إلى المحافظة على رسالتها الإنسانية، في خدمة المريض والمحتاج وحامل الأوجاع، للتخفيف من ألمهم، ومن الأعباء الثقيلة للاستشفاء".

وهنأ "كل جندي مجهول أو معروف، يقف خلف نجاح الجامعة الأميركية ومشفاها في بيروت ونهنّئ رئيسها وكل المسؤولين المعنيين فيها الذين يحتضنون مشروع المركز الطبي الجديد".

وختم:"هنيئاً لهم جميعهم، أحلامهم وطموحاتهم ورؤيتهم المستقبلية".

ومنح الرئيس عون رئيس الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور فضلو الخوري وسام الارز الوطني من رتبة ضابط متمنياً له دوام العطاء وللجامعة الاميركية المزيد من التقدم.