"ليبانون ديبايت"
مشروعٌ جديدٌ تضيفه جمعيّة "مارش" الى لائحة إنجازاتها الإجتماعيّة، مع انشاء "BEDCO باب الدهب"، في أوّل مبادرة اجتماعيّة للمقاولات والانشاءات في لبنان، تهدف الى خلق فرص عمل للشباب المهمّش في طرابلس، في مجال الإعمار.
"BEDCO" التي حصلت على الدعم من السفارة البريطانية في لبنان، هي مؤسّسة خدمات للبناء لا تبغى الربح، وتضمّ موظفين هم من شباب وشابات عاصمة الشمال.
ومع اطلاق المشروع من السرايا الحكوميّة برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، تحدّثت مديرة "مارش" ليا بارودي عن رؤية وأهداف المشروع وميزاته الإجتماعيّة.
وقالت:"الهدف الأساسي من هذه المبادرة، يأتي في سياق استثمار كلّ الطاقات، وتوظيفها من أجل الإستدامة، فكان انشاء الشركة لتوظيف شباب من مناطق محرومة، يعاد أيضًا اعمارها من الأرباح".
وأشارت، الى أنّ "أصعب ما تعرّضت له، تمثّل في الطاقة السلبيّة عند بعض الأشخاص الذين يردّدون قول "ما رح تقدري تعملي شي، والدولة منا قادرة تغيّر...".
وأضافت في هذا السّياق:"خيبة الأمل تجلب خيبة الأمل والكراهية تجلب الكراهية والأمر نفسه بالنسبة الى الطاقة السلبيّة وما الى هنالك، تمامًا كالأمل الذي يجلب الأمل والطاقة الإيجابية التي تجلب الطاقة الايجابية، وذات الشيء فيما خصّ المحبة... من هنا أتمنى على كلّ شخص ألا يُخرج أحسن ما فيه، بل يساعد الآخر حتى يخرج أجمل ما عنده".
ثم تحدّث مدير "بدكو" مصعب سعيد، شارحًا تفاصيل المشروع الذي يقدم خدمات المقاولات بأفضل الاسعار الممكنة وبتقنية عالية.
وأشار، الى أنّ "كل ارباح المشروع تذهب الى مشاريع انمائية تنموية اخرى في طرابلس، وتحديدا باب التبانة وجبل محسن".
من جهته نوّه السفير البريطاني، بـ"مشروع باب الدهب من اجل بناء السلام بين المجتمعات". وقال:"نرى شبانا ورجالا ونساء من منطقتي التبانة وجبل محسن، يتآزرون ليواصلوا بناء مجتمعاتهم حجرًا بعد حجرٍ والاستثمار في اقتصادهم لاسيّما من تلك المناطق المحرومة".
وأشار، الى أنّ "طرابلس بحاجة الى الوظائف والحكومة وضعت هذا الهدف في صلب اعمالها".
هذا والقى الحريري كلمة قال فيها:"بداية، أهمّ ما في هذا الموضوع أنّ المرأة هي التي استطاعت أن تقوم بهكذا مشروع".
وأضاف:"شكرا ليا بارودي، لقد كان إيماني بك كبيرًا جدًا، وأعرف أنك كرست حياتك للعمل مع هؤلاء الشباب والشابات في المناطق التي كانت متقاتلة، فيما لم يكونوا على علم لماذا هم يتقاتلون. وأنا من الأناس الذين لم يعرفوا حينها لماذا كانت كل هذه الأحداث تحصل. فليس هناك فرق بين منطقة وأخرى في لبنان، والمشكلة كانت كلها في السياسة وفي عقليات متحجرة وقديمة، وقائمة على كراهيات يجب أن ننتهي منها".
واعتبر أنّ "الحروب ربما انتهت في مكان ما، لكن لا بد من أن نجعل الشباب والشابات يتواصلون مع بعضهم البعض ويتعارفون ويتحادثون ويعرفون أن لبنان بلد متنوع، والشباب في باب التبانة ليسوا مختلفين عن الشباب في جبل محسن والعكس كذلك. كلهم أناس وعائلات وأخوة وأمهات وأصدقاء. ربما كان البعض يحاول أن يزرع الكراهية، لكنك ليا، مع جمعية مارش، واليوم مع BEDCO، تمكنتم من إزالتها، وربما علينا الآن العمل على تصنيف BEDCO من الشركات التي يجب أن تعمل ضمن مشاريع سيدر، لكي تكون لها مكانة كبيرة".
وتابع:"إذا كان هناك ما يفخر به المرء هو أنكم كشباب وشابات، تخلصتم من كل هذا التاريخ الذي زرع في عقولكم، بأنكم لا يمكنكم أن تتحدثوا مع فلان أو لا تستطيعون أن تذهبوا إلى تلك المنطقة، في حين أنه لا يزال حتى الآن هناك سياسيون غير قادرين على التخلص من بعض هذه الأفكار، لأنها مزروعة فيهم، والبعض منهم لا يزال يعيش على الخصومة القديمة التي حصلت بسبب الحرب الأهلية في لبنان ودمرته، وانتهت بأن اجتمع الجميع على طاولة واحدة لحل الموضوع. ولكن تبقى المصالحة الحقيقية حين نرى أشخاصا مثل ليا بارودي يقومون بمثل هذا الجهد، وكذلك كل من يعمل في جمعية "مارش"، والشكر موصول أيضا للسفير البريطاني. ونحن كلبنانيين علينا أن نستثمر في أشخاص مثل ليا بارودي، لأنهم أحدثوا نقلة نوعية في العلاقة بين أبناء هذه المناطق".
وختم قائلا:"وصيتي لكم أيها الشباب والشابات، أنكم مهما رأيتم ومهما سمعتم، كوّنوا رأيكم الخاص، فكل شخص يريد أن يزرع رأيه الخاص فيكم، ولا سيما من السياسيين، لكن كل واحد منكم لديه رأيه، وهو سيد نفسه. تعلموا واكبروا في هذه المجتمع اللبناني، وأنا أؤكد لكم أننا كدولة، وأنا كسعد الحريري، سنبقى ندعم هذا المشروع".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News