"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري
يميلُ "هواء معراب" هذه الأيّام نحو "التمرّد"، حيث أنّ التطوّرات الحكوميّة، فرضت مسارًا مغايرًا قرّر "الحكيم" سلوكه، من أجل مواكبة ما يجري والبقاء في دائرة المنافسة "الطبيعيّة" مع القوى والأحزاب الأخرى.
ولم يعد خافيًا، بأنّ أداء وزير الخارجية جبران باسيل وإن كان بنظرِ البعضِ ولاسيّما معراب "شعبويًّا"، دفعَ "القوات" الى تغيير النهج الذي كان متبعًا من قبل، فلا مسايرة أو مهادنة، بل قرارات حاسمة يمضي بها الوزير "القواتي" الى النهاية ولو كلَّف الامر خصومة مع الحلفاء.
ويأتي في هذا السّياق، إصرار وزير العمل كميل أبو سليمان على قراره المتعلّق بتنظيم العمالة الفلسطينيّة في لبنان، إذ أنّه على الرغم من كلّ التظاهرات التي خرجت في المخيّمات والكلام الرسميّ عن تسلّم الحكومة هذا الملف، بقيَ متمسِّكًا بموقفه ولم يتراجع عنه، بل على العكس، ثمّة توجيهات حزبيّة تشدّد على ضرورة متابعة القضية، على اعتبار أنّ أيّ تراجع سيُسجّل على "القوات اللبنانية"، وسيخرج الوزير باسيل الذي ينتظر هكذا قرار، ليشنّ حملة "المزايدة" على معراب ويعود الى معادلة "بيي أقوى من بيّك".
هذا الأمر، لن يسمح به رئيس "القوات" سمير جعجع الذي قدّم الكثير من التنازلات منذ أن "حصد" المقاعد النيابيّة في الانتخابات الأخيرة. وعليه، فإنّ أيّة خطوة سياسيّة أو موقف يُقدِم عليه حزب القوات سيُحسَب له ألف حساب، في ظلّ احتدام المنافسة على السّاحة المسيحيّة وتحديدًا مع التيّار الوطنيّ الحرّ.
وفرض حراك الوزير باسيل، ايقاعه على نشاطِ جعجع، الذي استدرك بأنّ مقاربة الأمور اختلفت في السنوات الأخيرة، وبات من المهمّ مواجهة التيّار بعقليّة واقعيّة، ترجمتها تكون داخل مؤسسات الدولة ونفوذ الحزب داخل الإدارات، والكلام عن بطولات "القوات" لشدّ عصبِ الجيل الجديد لم يعد كافيًا، وسوق العمل لدى الشباب بات أولويّة على "حلمٍ يموت على الشعارِ".
من هنا، بدا حزب "القوات"، أكثر واقعيّة، ما دفع جعجع الى التنازل عن كثيرٍ من "اللاءات" التي كانت برأيه مستحيلة، إذ دخل حزبه الى وزارة الصحة العامة وسارع الى فتحِ ملف التعيينات في دوائر الوزارة التي اعتمدت على "الكفاءة" داخل الحزب، مع مراعاةٍ لبعض القوى التي يريد جعجع التقارب معها وابرزها حزب الله الذي أكد مرارًا موقفه الإيجابي من المعاملة التي كان يلقاها في زمن القوات في "الصحة".
"المارد المتمرّد"، لن تكون سهلة عليه المرحلة، فهو الذي "جرّب المجرّب" مرّتين، ويدرك أنّ الألغام الرئاسيّة كثيرة، وأنّ المشوار لم يعد "نزهة"، حيث أنّ لعبة المحاور تفرض نفسها اليوم وهي الأبعد الى خطه، وهو إن استطاع "اسقاط" فارس سعيد في جبيل ليثبت زعامته في بلاد الفنيق، فإنّ امام "سفينته الرئاسيّة" مهمّة صعبة لاختراق "مضيق هرمز" ومنع احتجازها، وهذا الأمر مرهونٌ بالتطوّرات التي من المبكر الحديث عنها، بيد أنّ جعجع يردّد في مجالسه، أنّ وصوله الى بعبدا يتطلّب فوز محوره والاّ فإنّه يفضّل الظهور بموقع "الشريك في ايصال الرئيس".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News