"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري
مستفزٌ بدا مشهد الطائرات الاسرائيلية التي تُخيِّم فوق الاجواء اللبنانية منذ "تهديد" أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بضربها، وتكاد "رادارات" الجيش اللبناني تسجل أعلى نسبة من الخرق الجوي منذ سنوات عدة، وهو الامر الذي يمكن تفسيره بأنّ اسرائيل تريد من حزب الله اطلاق "الرصاصة الاولى" لتبدأ هجومها عليه.
هذا التفسير مرده لدى بعض الجهات الدبلوماسية، الى وقائع يمكن أن تكون لصالح اسرائيل لا الحزب، لاسباب بعضها سياسي وبعضها الآخر اقتصادي.
سياسيًّا، يقول هؤلاء، أنّ ايران تريد أن تبقى الجبهة الجنوبية في لبنان وصولاً الى الجولان هادئة لأنّ الاوضاع في سوريا تحديدًا، بحاجة الى ترتيب أوراق، إذ أنّ الجميع مشغول بجبهة ادلب، وأي حرب اليوم على الجبهة الجنوبية في الجولان وجنوب لبنان يمكن أن تُشتِّت قدرة التحالف المنضوي تحت راية النظام وايران كما روسيا.
وبالتالي، فإنّ اسرائيل ستكون المستفيد الأوّل من فتح الجبهة التي تستنزف حزب الله وايران كما النظام الذي يريد للحدود مع الجولان أن تكون هادئة وهذا الامر تُصرّ عليه أيضًا روسيا، اذ أنها اشترطت منذ اليوم الاول على دخول "السوخوي" ارض المعركة في "عاصمة الامويين"، أن ينأى النظام بعملياته عن اسرائيل، وظهر ذلك جليًا في ابعاد كل الفصائل الايرانية من "الفاطميين" الى "حزب الله" وغيرهما عن الحدود الجنوبية في سوريا وتسليمها الى ضباط روس ومن النظام.
وعلى عكس اسرائيل، فإنّ ايران لا مانع لديها من أي حرب تنطلق من الخليج العربي، وهي تسعى الى هذا الامر من خلال الهجوم الحوثي اليومي على السعودية والذي يستهدف المنشآت النفطية والمطارات بالإضافة الى مرافق حيوية اخرى في المملكة، ويعتمد "الحوثي" أيضًا على الطائرات المسيرة لشنّ هجومه.
وكما اسرائيل "مُستَفِزّة" على الجبهة الجنوبية وتردّ بعشرات الخروقات اليومية عبر الـ "M.k"، أو "أم كامل" كما يسمّيها أهل الجنوب، فإنّ ايران تعتمد هذا الدور في مضيق هرمز، وردّت بشكل سريع على احتجاز سفينتها من قبل حكومة جبل طارق باحتجاز سفينة بريطانية وهي اليوم تفرض "هيبتها" على المضيق، محذرة من أي اعتداء غربي على اسطولها.
أما في الشق الاقتصادي، فإنّ أي حرب مقبلة بين لبنان واسرائيل لن تكون سهلة وستكون الاكثر كلفة على لبنان وقد تفوق حجم الخسائر التي مُنيَ بها خلال الحرب الاهلية، كما أنّ قوة الردع لدى الحزب قادرة على افشال الهجمات الاسرائيلية بنسبٍ محدّدة.
اضافة الى ذلك، فإنّه لا يمكن اغفال القدرة العسكرية لجيش العدو القادر على قصف لبنان من الاراضي الفلسطينية المحتلة، وازاء أي تطور ميداني "مكلف" لن يكون أمام لبنان الاّ تمويل نفسه بنفسه.
حيث أنّ مقولة "شكرًا قطر" التي ذاع صيتها بعد حرب تموز 2006 نتيجة التبرعات والهبات التي قدمتها الدوحة لبيروت وتحديدًا لسكان الضاحية والجنوب، ستغيب في هذه الحرب لجملة اعتبارات ابرزها تغير "العقلية" القطرية التي باتت تُظهر ما كانت تُخفيه عن الحزب الذي أصبح بعد الحرب السورية وبرأي إعلام الجزيرة "ميليشيا حزب الله" بعدما كان بالنسبة اليها في العام 2006 المقاومة الاسلامية. ايضًا ذلك يمتد الى كلّ دول الخليج التي تسعى اليوم الى تفكيك "منظومة حزب الله الارهابية".
وعليه، فإنّ العاملين السياسي والاقتصادي يعكسان "توازنًا" في الرغبات بين اسرائيل وايران مع فارق جغرافي واضح، اذ ترغب الاولى بفتح جبهة الجنوب، فيما ترى الثانية، أنّ الاولوية اليوم للحرب في الخليج وتحديدًا المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإنّ توقيت ردّ الحزب "المحدود" نسبيًّا، لن يكون في الايام أو الاسابيع المقبلة وربما يأخذ بعض الوقت لترتيب الاولويات التي تبدأ من ادلب السورية لتصل الى رأس "الاتفاق النووي الايراني" الذي يُعد البوصلة لأي تطور في الشرق الاوسط.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News