"ليبانون ديبايت"- علاء الخوري
لا تُبشِّر زيارات المسؤولين الاميركيين الى بيروت بالخير، ولاسيما في هذه المرحلة التي يُمارِس فيها الاميركي لعبة "عضّ الاصابع" مع ايران حيث ينتظر كلّ طرفٍ صرخة الآخر.
لبنان واحدٌ من تلك الاصابع التي يُمارِس عليها الثنائي "الاميركي - الايراني"، المزيد من الضغوطِ بغية قطعها والحصول عليها ووضعها بعد ذلك على "مشرحة المفاوضات" التي ستقطِّع الكثير من الاصابع في المنطقة.
في هذا الوقت، يبقى عامل الوقت أساسيًّا وفي قلبِ الصراع، ويسعى في خلاله الاميركي الى تضييق الخناق على "أذرعِ طهران" وأبرزها حزب الله الذي بات بنظرها القوّة الاكبر على السّاحة اللبنانيّة والتضييق عليه لن يكون عبر بيئته المحصَّنة، بل بتوجيه ضربات مؤلمة الى مختلفِ الشرائحِ اللبنانيّة التي لن تصمد طويلًا أمام العقوبات الاقتصادية الآتية عبر المحيطات لتحطّ على قطاعات الانتاج وتشلّها، ويتفرَّد الاميركي بمعاقبة القطاع المصرفي ليشكِّل الضربة القاضية التي ستغرق لبنان.
وما إن خرجَ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مطمئنًا، الى أنّ "الدولار متوفرٌ في لبنان والمصارف تلبّي حاجات المواطنين من هذه العملة ولا ضرورة لاجراءاتٍ خاصة والتهويل إعلامي فقط"، كان مصدرٌ لبنانيٌ مطلع على مضمون محادثات مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلينغسلي "يُبشِّر" عبر احدى الوكالات الاجنبية برزمة عقوبات اميركية على أي فريق يقدِّم دعمًا عينيًّا لحزب الله، سواء عبر الأسلحة أو المال أو أيّ وسائل مادية أخرى".
تصريح المصدر المطلع والقريب من رئيس الحكومة كما تردَّد، يردّ بطريقة غير مباشرة على تطمين الحاكم، اذ أنّ العين الاميركية ترصد أكثر من "هدفٍ اقتصاديٍّ"، مثل الطائفة المسيحيّة التي ترجِّح ضلوع بعضها بعمليّات "غسل أموال" لصالح حزب الله. كما أنّ الخطورة في كلام بيلينغسلي تكمن في الاهداف التي صوَّب عليها الرجل وقد تشمل مقرّبين الى حزب الله من سياسيين ووزراءٍ ونوابٍ اضافة الى مصارفٍ تحوم حولها شبهات، وهذا الامر يُشكِّل قفزة نوعية أميركية باتجاه لبنان وتحديدًا على الاطراف التي كانت حتى الامس القريب بعيدة من مرمى العقوبات.
ولعلّ الرسالة الاميركية من "حجبِ" تأشيرة الدخول الى الولايات المتحدة عن وزير الصحة جميل جبق الذي من المفترض أن يكون ضمن الوفد الرئاسي اللبناني لاجتماعات نيويورك، مؤشرٌ عن اتجاهات واشنطن المستقبلية، حيث أنّ جبق الذي يضع "ربطة العنق" في اطلالاته هو وزيرُ حزب الله بالنسبة الى الاميركيين وإن لم يحمل بطاقة، وفرملة مشاريع البنك الدولي في وزارته ترجمة أيضًا للرسائل الاميركية السّابقة عن أن "لا اموال دولية لوزارة يدخلها حزب الله"، وهذا الامر يلمسه اليوم جبق.
أما في واشنطن، فإنّ اللوبي اللبناني القريب من ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يلعب دورًا كبيرًا بتحديد بنك الاهداف "المفترض" أن تكون قريبة من حزب الله لوضعها في المرحلة المقبلة على لائحة العقوبات، وقد تشمل أسماء من طوائف متعدِّدة قريبة من الحزب، وزيارة المسؤول الاميركي الى بيروت جاءت في اطار التلميح لهكذا خطوة اذا لم تتغيَّر السياسة المتبعة وتحديدًا داخل الحكومة مع تأكيدِ الاميركيين أهمية تجنّب رئيس الحكومة الحوار مع الحزب على قاعدة أنّ أي اجراء يتخذ ضد الحزب يفيد لبنان بالنسبة الى الاميركيين، أما مساعدته فلها تداعياتها الكبيرة والتي ستطاول "رؤوسًا كبيرة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News