المحلية

الأربعاء 25 أيلول 2019 - 03:00 LD

اوتوستراد طرابلس - عكار.. هل ينتهي بعد أربعِ سنوات؟

placeholder

"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري

في السنوات الخمس الأخيرة، تحوَّلت عكار الى "قُبلة سياحية" للبنانيين القادمين من مختلفِ المناطقِ، وساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على دعمِ السياحة في تلك المنطقة التي ظلت بعيدة من أيّ نشاطٍ لاسبابٍ تتعلق بتأخّر الدولة في الدخول اليها عبر الاعلام والطرقات والمؤسسات التي تساهم في نشرِ المعرفة وربط الاطراف بالعاصمة.

كان للنزوح من الاريافِ الى المدنِ، الفضل الكبير بنشرِ الصورة الصادقة والصحيحة لتلك المنطقة، ونظّم عددٌ من العكاريين صفوفهم في إطار الجمعيات الاهلية التي عملت على استقطاب الوافدين من بيروت والبقاع والجنوب كما الجبل، من خلال السياحة البيئيّة والدينيّة وغيرها، الأمر الذي رفع مرتبة المنطقة ضمن لائحة "التريند" مستقطبة الاف السياح سنويًا.

لكن رغم كلّ هذا النشاط "الاهلي"، بقي همّ الطرقات الشغل الشاغل للسكان ولاسيما الخط المُمْتدّ من طرابلس الى "الكويخات"، حيث أنّ الطريق الذي يمرّ بمناطق المنية والعبدة فحلبا، يشهد زحمة سير خانقة تضاف الى تردّي احواله خصوصًا اوتوستراد المنية العبدة، فيما لا يزال مجلس الإنماء والإعمار يعمل على صيانته على مدى عشرين سنة وأكثر، وهذه الاشكالية "فرمَلت" الكثير من الرحلات التي يفضِّل منظموها تغيير مسارها باتجاه قرى الجنوب أو البقاع والجبل، هناك حيث يمكن القول أنّ الطرقات أفضل بكثير.

كما أنّ طريق طرابلس عكار والتي تُتعِب السائق نفسيًّا نظرًا لضغط السير الدائم عليها، دفعت أهالي المناطق العكارية الى "تخفيفِ" زياراتهم الى بلداتهم، إذ فضّلوا البقاء في بيروت أو القيام بمشاريعٍ بديلةٍ أفضل من "تعب الطريق".

منذ العام 2006، يحمل نواب المنطقة وتحديدًا النائب هادي حبيش ملف اوتوستراد طرابلس- عكار، ويجول به من مكانٍ الى آخر سعيًا لاقراره، الّا أنّ الظروف لم تكن ملائمة كما أنّ التمويل شكّل ايضًا عائقًا اساسيًّا، ولكن في السنوات الاخيرة، وُجِدَ التمويل عبر قرضٍ من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بقيمة 43 مليون دينار كويتي أي ما يوازي 142 مليون دولار، ليبصر النور أمس الثلاثاء في ساحة النجمة مع تصويت النواب على المرسوم رقم 4938 واقراره، فكان البشرى السارة لاهالي عكار وللوافدين اليها.

اقرار المشروع هو أوّل الغيث، ولكن ثمة "طريق طويل" لتنفيذ القرار وقد يستغرق حوالى الأربع سنوات، وفق ما يؤكِّد النائب هادي حبيش في حديثه الى موقع "ليبانون ديبايت".

ويشرح نائب "المستقبل" مسار الاوتوستراد الجديد والذي يبدأ من منطقة البداوي حيث ينتهي الاوتوستراد الحالي الممتد من بيروت - جبيل - طرابلس، ويتجه صعودًا على خطٍ موازٍ لاوتوستراد المنية ليمرّ في "جبل" تربل مرورًا بقرى ببنين، عرقا، منيارة، حلبا، الكويخات، وصولاً الى معبر العبودية على الحدود الشمالية وهناك يمكن للمواطن سلوك طريق العبودية باتجاه حمص السورية أو باتجاه منجز العكارية.

وعليه، تمّ تقسيم الاوتوستراد الى أربعة اقسامٍ: الأوّل من البداوي وحتى جسر البارد، والقسم الثاني من البارد وحتى جسر عرقا، والثالث، من جسر عرقا حتى بلدة الكويخات، أما القسم الرابع فمن بلدة الكويخات وحتى الحدود السورية.

يفرض المسار الجديد للاوتوستراد استملاكات جديدة قبل البدء بتنفيذ المشروع، ويكشف حبيش، عن اجتماعٍ يُعقد اليوم في مجلس الانماء والاعمار يضمّ نواب عكار مع مسؤولين في المجلس لمتابعة ملف الاستملاكات، لافتًا، الى أنّه عقد اجتماعًا مع وزير المال علي حسن خليل أمس الثلاثاء بعد الجلسة العامة، وتواصل خلال الاجتماع برئيس الانماء والاعمار نبيل الجسر وتم الاتفاق على ارسال كتابٍ من المجلس الى وزير المال يتم في خلاله تحويل المبلغ المتبقي من استملاكات الاوتوستراد للبدء بالمرحلة الاولى لهذا المشروع، وهنا حرص حبيش على تسليمه الكتاب باليد للوزير علي حسن خليل للاسراع به.

ويؤكد حبيش، أنّ "المرحلة الاولى ستكون من منطقة العبدة باتجاه الكويخات على أن يتبعها في المرحلة الثانية من منطقة الكويخات باتجاه العبودية والبداوي العبدة، على أن ينجز المشروع بعد أربع سنوات، إن لم يطرأ أي تعديل مفاجئ على الطريقة اللبنانية".

تراهن منطقة عكار على وعودِ رئيسي الجمهورية والحكومة واصرارهما على اطلاق المشاريع الحيوية لهذه المنطقة المنسية لعقودٍ، ولكن ثمة دوافع أخرى خلف هذه "الهجمة" على المنطقة التي تنتظر "الربيع السوري" عله يزهرِّ طرقًا ومصانع تجعل من عكار نقطة "ترانزيت" بين لبنان وسوريا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة