كأن لبنان لا تكفيه الحرائق السياسية التي أشعلها رئيس وزير الخارجية جبران باسيل في خطابه الذي ألقاه لمناسبة مرور 29 عاماً على إخراج العماد ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا، ليفاجأ بالحرائق الطبيعية التي اندلعت على غفلة والتهمت نيرانها مساحات خضراء في عدد من أقضية جبل لبنان واضطرت الحكومة إلى الاستعانة بمروحيات قبرصية لمحاصرتها والسيطرة عليها ومنعها من التمدد إلى مناطق أخرى. وذلك بحسب مقال للكاتب محمد شقير في صحيفة "الشرق الاوسط".
لكن السيطرة على الحرائق السياسية لا تزال تواجه صعوبات، بعدما ترتبت عليها تداعيات من خلال ردود الفعل التي استهدفت باسيل على ما ورد في خطابه من دون سابق إنذار أو بالأحرى لم يكن مبرراً، وهذا ما دفع بنائب رئيس الحكومة غسان حاصباني وبوزيري "اللقاء الديمقراطي" أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور إلى الرد عليه بشدة غير مسبوقة في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت مساء أول من أمس، من دون أن يحرّك باسيل ساكناً للرد على الحملات التي استهدفته.
ووفقاً للكاتب، فإن جلسة مجلس الوزراء عُقدت، "في أجواء مكهربة" لا تعود إلى ما قاله باسيل فحسب، لأن هناك من كان له بالمرصاد، وإنما إلى "لجوء البعض إلى ابتزاز الحريري لدى استكمال البحث في مشروع الموازنة للعام 2020، وتحديداً من خلال تبادلهم المزايدات الشعبوية وتراجعهم عن بعض البنود التي كانوا وافقوا عليها وأدرجوها في صلب أوراقهم الإصلاحية التي لا تزال تناقشها اللجنة الوزارية للإصلاحات المالية والإدارية".
وكشفت المصادر نفسها، أن "حزب الله" من خلال وزرائه في الحكومة لم ينفك عن مطالبته بزيادة الضرائب على المصارف بذريعة أنه يتوجب عليها التضحية أسوة بالآخرين. وبكلام آخر، فإن وزراء "حزب الله" يتعاطون مع المصارف لدى بحث مجلس الوزراء في زيادة الواردات المالية لخفض العجز على أنها "البقرة الحلوب" وبات مطلوباً منها الاستجابة لزيادة الضرائب على أرباحها".
وتردد أن مغادرة الحريري للجلسة كانت وراء رفعها مع بداية البحث في مشروع الموازنة، وبالتالي فإنه سيبادر إلى التواصل مع أبرز المكونات في الحكومة تحضيراً للجلسة التي تُعقد غداً الخميس، وسيكون له الموقف الذي قد يفاجئ الجميع في حال أن النقاش لم يسلك طريقه باتجاه إنتاج موازنة فيها من الإنجازات التي يحملها معه إلى اجتماع الهيئة الاستراتيجية لمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" المقرر في 15 تشرين الثاني المقبل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News