"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش
لم يكن ١٧ تشرين مجرّد عابرِ سبيلٍ، ولن يكون.
بالنسبة الى اللبنانيين، بعضهم يرى الثورة أمل التغيير الحقيقي، والقسم الآخر يعتبرها نقمة إضافية على الأزمة المعيشية والإقتصادية.
الأكيد، أنّ ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، ليس مثل باقي التواريخ، ولاسيما بالنسبة الى الأحزاب والقوى السياسية، خصوصًا المسيحية منها. وعلى هامشهِ، نشبت معركةٌ حقيقيةٌ ولكن مستترة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، معلومة المعالم وغير معروفةِ النتائجِ. من سينتصر في نهايتها وكيف سيخرج الطرفان منها؟ أجوبة بحاجةٍ الى البحثِ والوقتِ معًا.
يروّج بعض القواتيين لفكرة، أنّ هناك قسمًا من جمهور التيار الوطني الحر بدأ بمراجعة حساباته، وهو من غير الملتزمين في التيار.
واقعُ الأمر يقول، أنّ العونيين عمومًا وإن دخلوا مراجعة قد ينفصل بعضهم ولكنه بالطبع لن يتجه نحو الخيار المعاكس، بل إمّا أن ينكفئ أو يذهب لتحصيل مصالحه. قسمٌ كبيرٌ من الجمهور أيضًا يعتبر أن قطعَ الطرقات والإحتجاجات غير السلمية تسيء اليه وتشكل خطرًا على مصلحته. وهنا يقع البعض بحساباتٍ خاطئة. أما على جانب "القوات" فعقائدية حزبهم أشد صلابة.
يقول عضو تكتل الجمهورية القوية فادي سعد، أنّ الثورة وصوت الناس هما الأقوى في الشارع المسيحي، وليس التيار أو القوات.
يرى الرجل، أنّ البعضَ يسعى اليوم للتحايل على الناس وإخفاء صوتهم، من منطلقٍ وحيدٍ أنّ أهلَ السلطة دخلوا في حربٍ وجوديةٍ حقيقيةٍ للحفاظ على مكتسباتهم ووجودهم في السلطة، وهم باتوا مكشوفين.
وبالعودة إلى نظرة "القوات اللبنانية" لغريمها على الساحة المسيحية اليوم، يعتبر سعد في حديثهِ الى "ليبانون ديبايت"، أنه بالمفهوم التقليدي حكومة حسان دياب المزمع تشكيلها هي حكومة موالاة ومن يبقى خارجها هو المعارضة، وبالتالي، ليس هناك من مشكلة في أن يسمّيَ الوزير جبران باسيل الوزراء المسيحيين.
يتنبّأ سعد، بل يجزم، أنّ هذه الحكومة ستسقط لا محال أمام المجتمع الدولي من جهة وأمام الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي ستفشل بمواجهتها.
ويستغرب جدًا أداء التيار الوطني الحر، والوزير باسيل تحديدًا، معتبرًا، أن وزراء التكنوقراط الذين سيسميهم لن يكونوا مستقلّين، فيما كان مطلب الناس منذ البداية حكومة تكنوقراط ومستقلين.
يضيف سعد، أنّ "القوات" مرتهنة بحق لمطالب الناس فيما يعتبر التيار الوطني الحر وحزب الله أن مطالب الناس غير موجودةٍ ابدًا، على حدِّ وصفه.
على الضفة الاخرى، يبدو عضو تكتل لبنان القوي النائب إدي معلوف هادئًا. لا يعتبر إبن المتن، أنّ هذا الوقت مناسبٌ للحديث عن الصراع بين التيار والقوات.
الأهم اليوم برأيه، إنقاذ البلد وإيجاد حلولٍ اقتصادية. ورغم ذلك، يؤكد معلوف، أنَ شعبية التيار التي إمتحنها ثاني أسابيع الحَراك أثبتت أنها ما زالت كما كانت، ولكن الأهم اليوم معالجة ما يعاني منه الناس لا قياس أحجامهم وتوجّهاتهم.
يرفض ادي معلوف، التسليم بفكرة أنّ العلاقة بين التيار والقوات هي بأسوأ أيامها، بل أنّ القوات اختارت مسار المعارضة فيما التيار اختار تسهيل تشكيل حكومة على الشكل التي طالبت به القوات.
يغمز معلوف موضحًا، الفرق بين من يعارض سياسيًا ومن يجهد في تأليف وتركيب وإخراج الإشاعات.
وينفي، وجود حرب إلغاء من التيار على القوات وإنّما خلاف سياسي في البلد، مؤكدًا في الوقت عينه، أن الحملة على الوزير باسيل شعواء وكبيرة جدًا.
ويرى المعلوف، أن القوات استثمرت بشكلٍ كبيرٍ في مطالبِ الناس وأوجاعها وهو ما أسعفها شعبيًا في الفترة الأولى من الإنتفاضة، ليعود الرأي العام وبعد اتضاح الصورة وينتفض على قطع الطرقات، وهو ما سلكته القوات في عددٍ من المناطق. فيعتبر أن قطع الطرقات ذكّر الناس بماضي القوات ما عاد قلب الأمور عليها.
يذكّر المعلوف، أنَ القوات استمرت شريكة للجميع في الحكومة حتى ربع الساعة الأخيرة. ولا ينسى النائب الشاب كيف وافقت على الموازنة العامة في المجلس النيابي واعترضت عليها في الإعلام.
يرفض ميزان الربح والخسارة العمل في هكذا ظروف، وبالتالي يصعب قياس تأثير الأداء السياسي بعد ١٧ تشرين على التيار الوطني والحر والقوات اللبنانية قبل انتخابات نيابية جديدة، ولكن الأكيد أنّ المناكفات وروح التحدّي ما زالت هي الطاغية في وقتٍ يحتاج لبنان إلى تكاتفٍ لا تناحر واجتثاث حلول للوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والبطالة المستشرية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News