استفاقَ العالم الجمعة على خبر اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي.
هذه العملية، أفرزت ردود فعلٍ عربية ودولية تتفاوت بين المهدّئة والمندِّدة والمحذِّرة من تداعيات "التصعيد الاميركي" في المنطقة، فيما ترى واشنطن عمليتها بمثابة اجراء دفاعي عن مصالحها.
موسكو حذّرت، من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، بعد مقتل سليماني، ووصفت وزارة الخارجية الروسية، العملية بـ"مغامرةٍ ستفاقم التوترات في أنحاء المنطقة". مضيفةً:"سليماني خدم قضية حماية مصالح إيران القومية بإخلاص. تعازينا الصادقة للشعب الإيراني".
بدورها، طالبت واشنطن رعاياها في العراق بمغادرة الأراضي العراقية فورًا.
ووصفَ بيان لوزراة الدفاع الأميركية، مقتل سليماني بإجراء دفاعي اتخذه الجيش الأميركي بناءً على توجيهٍ من الرئيس لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج، مشيرًا، إلى أنّ "سليماني قائد تنظيم إرهابي قامت أميركا بإدراجه على اللوائح الإرهابية".
بيان لوزارة الدفاع: اتخذ الجيش الأمريكي إجراء دفاعياً لحماية الأفراد الأمريكان في الخارج بناء على توجيه من الرئيس، وتم قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وهو تنظيم إرهابي قامت أمريكا بإدراجه على اللوائح الإرهابية. @DeptofDefense https://t.co/g7r3o37vs8
— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) January 3, 2020
وفي موقفٍ أميركيٍّ مستنكر للعملية، دعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إدارة ترمب إلى إطلاع المشرعين على الفور على تفاصيل الضربة الجوية الأميركية التي أسفرت عن مقتل سليماني وما يعتزم البيت الأبيض فعله بعد ذلك.
وقالت بيلوسي في بيان، "في وقت الغارة الجوية الليلة تزيد من احتمالات التصعيد الخطير للعنف. لا يمكن لأميركا والعالم أن يتحملوا تصاعد التوترات إلى درجة اللاعودة".
وأضافت، إنّ "الضربة نفذت من دون تصريح باستخدام القوة العسكرية ضد إيران ومن دون استشارة الكونغرس الذي يجب اطلاعه بالكامل وعلى الفور على هذا الوضع الخطير والخطوات التالية التي تدرسها الإدارة، بما في ذلك التصعيد الكبير في نشر قوات إضافية في المنطقة".
من جهتها، اكتفت فرنسا، بالطلب من رعاياها مغادرة الاراضي العراقية، في حين دعت الصين إلى "الهدوء وضبط النفس".
كما دعت الخارجية الهولندية مواطنيها إلى مغادرة الاراضي العراقية في أقربِ وقتٍ.
ودان العراق الهجمة الأميركية التي استهدفت أرضه وأسفرت عن مقتل سليماني، ووصف رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي الهجمة بالـ"عدوان".
وأصدر المرجع الشيعي وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على حسابه عبر "تويتر"، أمرًا بجهوزية "المجاهدين" وجيش الإمام المهدي وغيره من الفصائل العراقية المسلحة المتحالفة معه بهدف "حماية العراق".
ووجه الصدر تعازيه للجمهورية الإسلامية الإيرانية في التغريدة، واصفًا مقتل سليماني، بـ"استهداف الجهاد والمعارضة والرح الثورية الدولية".
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) January 3, 2020
من جهته دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق، علي السيستاني، الأطراف كلّها إلى ضبط النفس والتصرف بحكمة.
بدورها، دانت سوريا عبر إعلامها الرسمي الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة في العراق.
كما أدانت حركة حماس الفلسطينية "العربدة والجرائم الأميركية"، محملة الولايات المتحدة، مسؤولية "الدماء التي تسيل في المنطقة العربية" .
وحمَّلت حماس واشنطن، "المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، خاصة أنها بسلوكها العدواني تؤجج الصراعات من دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها".
وضمن المواقف الايرانية البارزة، عقب استهداف سليماني، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن إيران و"الدول الحرة" في المنطقة ستنتقم لمقتل سليماني.
وتوعد المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، الولايات المتحدة الأميركية "بانتقام قاس" ردًا على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.
وحذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أنّ مقتل سليماني، يمثّل "تصعيدًا خطيرًا للغاية ومتهوّر".
كذلك توعّد محسن رضائي، رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري، الولايات المتّحدة بـ"الانتقام" لمقتل سليماني.
الـــمــــزيــــــــــد
