"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش
لم تكن عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت فاتحة أمل بالحلول كما رَوَّج مقرَّبون إليه طوال الأسبوعِ الماضي.
في تواصلٍ بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ومرجعية سياسيّة مساء الثلاثاء، رفضَ الحريري بشكلٍ حاسمٍ إعادة طرحِ إسمه لرئاسةِ الحكومة، بعدما كان قد حصلَ تمهيدًا لذلك من قبل رؤساءِ عددٍ من الكتل.
لرفضِ الحريري هذه المرّة، هناك أسبابٌ داخليةٌ وليس فقط اقليمية ودولية. حيث أنّه على الرغم من تعريةِ ظهره دوليًا إلّا من رعايةِ "الأم الحنون" فرنسا، وفقدانه لأشكالِ الدعمِ العربي كّها، يرى إبن الشهيد رفيق الحريري، أنّ الأزمة أكبر من أن يقودها، أو أن يورِّطَ نفسه فيها. مُتَيقِّنٌ هو، أنّ الفشلَ سيُلازم عمل أيّ حكومة، ولو تمّ تشكيلها من أنجحِ وأنزهِ الوزراء في العالم.
ربّما يدرك إبن أبيه، أنّ ما تركه من ترؤسهِ للحكومة، ومن سبقه من فريقهِ، لا يمكن لحكومةٍ واحدةٍ تغييره، لا بل أنّ وحولها قد تُغرق حتى أصحاب النوايا الطيّبة. ما يطرح السؤال التالي، "لماذا عاد الحريري إلى بيروت؟".
في تصريحٍ بعد لقائهِ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يقول رئيس تيّار المستقبل، أنّ عناصرَ التيار ما زالت في منازلها. ويلمِّح، الى أنّ استخدامهِ للشارعِ اقتربَ، ولكن تجاه من؟ هل سيتظاهر لإسقاطِ حكومة خلفه حسان دياب الذي أثبَت تحرّره من ضغوطِ من قاموا بتسميتهِ؟ أم بمواجهةِ التيار الوطني الحر الذي يبدو بأنّ الحريري سيصوّب عليه في المرحلة المقبلة.
مصدرٌ مستقبليٌّ، يشير، الى أنّ "المستقبل يعدّ العدّة للإنتقام من الوزير باسيل، الذي يتَّهمه الحريريّون بأنّه الكامن وراء كلّ ما يحصل".
في مختلفِ الأحوال، يتصرَّف الحريري من منطلقِ الخاسر الذي لا يريد التنحي جانبًا، بل إحداث أكبر قدرٍ من الخرابِ المُترافِق مع استلامهِ لقب الرئيس "السّابق" للحكومة.
على ضفّةِ المساعي الجدّية، يتَّجِه رئيس الحكومة المُكَلَّف حسان دياب اليوم الخميس إلى قصر بعبدا من أجل تقديم تشكيلةٍ نهائيّةٍ مُرضَى عنها حركيًّا وباسيليًّا، مُطعَّمة بشخصياتٍ من المستقلِّين الإختصاصيين الذين قد يتم نسبهم إلى الحَراكِ الشعبي.
وفي التفاصيل، فإنّ 10 أسماء تقدَّمت النائب بولا يعقوبيان للرئيسِ المكلّف عبر وساطةِ أحدِ النوّاب (الأمنيين) الفاعلين على خطِّ استقبال سِيَرِ المستوزرين الذاتية، إذ عرضَ دياب هذه الأسماء على رئاسة الجمهورية وعددٍ من الأفرقاء لا كي ينال موافقتهم عليها وإنّما عدم معارضته لها.
في هذا الإطار، يفيدُ مصدرٌ من فريق الثامن من آذار، بأنّ دياب قد تلقّى نصيحة من النائب جميل السيّد بضرورة تليين موقفهِ لإنجاحِ التشكيل، لأنّ عودة الحريري إلى بيروت ليست من فراغٍ، وعلى أساسِ ما وصلَ لدياب من السيّد تم بالفعل تسريع "الطلقِ الحكومي" تمهيدًا لولادة واحدةٍ من أصعبِ حكوماتِ لبنان.
وعن مهمّةِ الحكومة وامكانِ نجاحها، يكشفُ المصدرُ لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ القيادة القطرية أبلغَت مرجعيّات لبنانية نيَّتها مساعدة لبنان عبر ارسالِ وديعةٍ إلى المصرفِ المركزي تُساهم في تثبيتِ سعرِ الصرفِ وتدعم إلتزامات الدولة الداخلية والخارجية، وهي ستكونُ بحسبِ المصدرِ، بمثابة "أولى مكافآت تشكيل الحكومة اللبنانية".
انطلاقًا من هذه الوقائع، يبقى السؤال، "هل سيكون للبنان في السّاعاتِ المقبلة حكومة، أم أنّ الشارعَ سيشهد تصعيدًا غير مسبوقٍ بمجرّد انتهاء مهلة الثماني وأربعين ساعة التي منحها الحَراك وبعض الأحزاب لدياب؟"... حتّى السّاعة، المؤشّرات كلّها تدلّ على أنّ الحكومة باتت في طورِ الخروج الى الحياة بـ"خلقة كاملة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News