المحلية

placeholder

صفاء درويش

ليبانون ديبايت
الأحد 23 شباط 2020 - 04:00 ليبانون ديبايت
placeholder

صفاء درويش

ليبانون ديبايت

هجومٌ على بيت "التيار": اقحام الآثار بالخلافِ السياسي

هجومٌ على بيت "التيار": اقحام الآثار بالخلافِ السياسي

"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش

بعد أشهرٍ على انطلاق ورشةِ عمل المقرّ المركزي للتيار الوطني الحر في نهر الكلب، خرجت إلى الضوء اتّهامات كثيرة ساقها ناشطون تؤكّد أنّ المقرَّ يُبنى فوق منطقةٍ أثريةٍ، حيث يُدمّر عبرها جزءًا كبيرًا من تاريخ لبنان المنحوت والمحفور على صخور المنطقة.

وبعيدًا من أنّ مصدر هذه الإتّهامات كان موقع حزب الكتائب اللبنانية والوزير القواتي السابق ريشار قيومجيان ما يوحي أنّ الحملة هنا سياسية، كان لا بدّ من الوقوف على الحقيقة فيما يجري.

قبل عامين على انطلاق الحفر، بدأت لجنة المنشآت في التيار الوطني الحر برئاسة المهندس فادي حنا بالتحصل على الرخص اللازمة لبدء أعمال الحفر. حصلت اللجنة حينذاك على رخصةٍ من لجنة التنظيم الأعلى التي وقع جميع اعضائها على الموافقة بالشروع في ورشِ العمل مع ابداء الملاحظات وهو الأمرُ الذي إلتزم به المهندسون وأكثر حيث تبتعد أعمال البناء عشرين مترًا عن المعالم الأثرية.

هذه اللجنة والتي تضم نقيب المهندسين المنتمي إلى المجتمع المدني جاد تابت، والذي وقّع بدوره على الرخصة موافقًا على المشروع، تضم أعضاء ينتمون إلى مختلف الأفرقاء السياسيين وكذلك مستقلين من المجتمع المدني. هذا وتحصّلت اللجنة على رخصٍ من اتحاد بلديات المتن الشمالي ووزارتي البيئة والثقافة في عهد الوزير غطاس خوري.

يضاف إلى ذلك، أنّ التيّار يعمل على عذم ظهور الموقع على الطريق العام كما سيعمل على إحاطته بالأشجار للحفاظ على جمالية المكان.

الجدير ذكره هنا، أنّ المقرَّ لا يقع لا على الطريق العام ولا على البحر كما تروّج الحملة نفسها، بل هناك عقارٌ كاملٌ يحول بين الطريق والمقر تظهره الخرائط ويمكن لأي زائرٍ الإطّلاع على ما يحصل على الأرض بعدما أظهرت اللجنة شفافيةً مطلقة في التعاطي مع أسئلة الصحفيين والمواطنين.

المثالُ الأبرز على ذلك هو موقفُ الصحفية المخضرمة مي أبي عقل والتي تعتبر من المتخصصين في موضوع الآثار والثقافة والتي تتقصى عن هذه المواضيع منذ ٢٥ عامًا في صحيفة النهار، والتي فنّدت براءة التيار من التعدّي على آثار لبنان بعد ساعاتٍ على اتّهامها ايّاه بالعكس، وذلك بعد مراجعتها الجهات المعنية واطلاعها عن كثبٍ على حقيقة عدم وقوع الأعمال الجارية في تلة نهر الكلب في داخل النطاق الأثري للموقع المدرج على لائحة الجرد العام بموجب القرار رقم ٥٠٦ بتاريخ ١٩٣٧.

ما لم تلحظه الحملة، أنّ التيار وبالتنسيق مع الهيئة العليا للآثار يعمل على إقامة استراحةٍ ومركزٍ يشرح من خلاله محتويات المكان وما نُحتَ على الصخور حيث ستقع حدود بيت التيار، والتي تُبرز تاريخ لبنان وتاريخ جلاء الجيوش الأجنبية عنه وذلك انطلاقًا من ما يؤمن به التيار وما ينادي به الرئيس ميشال عون منذ زمن.

كذلك، يضغط التيار من أجل إقامةِ مشروعِ موقفٍ للباصات على طريق زكريت لتشجيع قدوم الرحلات للتعرّف على المعلم الأثري التاريخي الوطني الذي أُهمِلَ لسنين.

بعد هذا الأخذ والرد كلّه، يعيد العونيون الحملة عليهم إلى إفلاس المهاجمين الذين عجزوا عن إثباتِ خللٍ بأيّ ملفٍّ سياسيٍّ وأي ضلوعٍ للتيار ورئيسه بملفِ فسادٍ، فأرادوا التصويب على المقر لإستعطافِ اللبنانيين، فكانت المفاجأة بانتظارهم اليوم، بأنّ التيار كان قد سبقهم وأكمل عدّته القانونية والأخلاقية والوطنية حمايةً لآثار لبنان وتاريخه.

حتى جولة التحريض المقبلة، ينتهي التيار اليوم بضميرٍ مرتاحٍ من عاصفةِ الإشاعات حول مقرّه النموذجي ويستريح بإنتظار قادم المعاركِ التي يخوضها هو للحق في وجهِ ما يعتبره باطلًا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة