المحلية

الخميس 23 نيسان 2020 - 02:00

يداي ماذا ارتكبتي ؟

يداي ماذا ارتكبتي ؟

"ليبانون ديبايت" - شادي هيلانة

"لا تفرك عينيك" تعلمناها عندما كانت الأمراض شائعة وباقي الأمراض السارية والمعدية, من النكاف إلى شلل الأطفال وغيرها, وما علمونا أساليب الوقاية وأهميتها, فكنا نشرب الماء من ذات الحنفية, ولا نفهم أبسط شروط النظافة والوقاية من الأمراض, بل أن الأمراض كانت معشعشة في صفوفنا خصوصا في فصل الشتاء, الذي يأتينا بأنواعها لكنها ما تمكنت من قتلنا أو بموت بعضنا, ويبدو أننا قد إجتزنا المراحل العمرية الحرجة التي توافدت فيها الأمراض المستوطنة في البلاد خصوصا السنتين الأوليتين من العمر.

وبعد أن دارت عجلات العمر وتنوعت محطاته, وجدتنا فجأة نحترز من اليدين لأنهما العامل الفعال والخطير في نقل وباء لم تعهده البشرية من قبل.

فالجميع ينادي وفي أقوى المجتمعات وأكثرها تطورا, إحترز من يديك, لا تقرّبهما من وجهك, إغسلهما, وإغسلهما وطهرهما, فاليدان يشنان العدوان على صاحبهما الإنسان!!

لا تلمس عينك وأنفك وفمك, تعلم كيف تطرد شر اليدين عن وجهك, وإن لمست شيئا فاغسلهما وطهرهما!!

وما تعوّد البشر على هذا السلوك, ولا يمكنه أن يقيّد يديه ويضعهما في الأصفاد, فكيف سيأكل ويقضي حاجاته الأخرى.

إن البشر بلا يدين يكون عاطلا عن الحياة التي عهدها.

فكيف يمكنه أن يدرّب اليدين ويحدد حركاتهما ويقمع إستجاباتهما الإنعكاسية التي تعوَّد عليها؟

إنّ البشرية في محنة سلوكية شديدة, مما يعني أن الحد من إنتشار هذا الوباء سيكون صعبًا وقاسيًا, وربما سيؤدي إلى تداعيات غير محسوبة.

فهل سيستطيع البشر القبض على يديه بيديه؟

إنه موقف محيّر وتوجّه سلوكي غير مسبوق , يحتاج إلى مجاهدة ورياضات نفسية وسلوكية متكررة , وإقناع أكيد بأن اليدين عدوتان للحياة.

ترى هل سيتمكن البشر من قمع يديه؟!!

وإن الوباء يسري كالنار في الهشيم!!

وعند رب الأكوان مخرجها !!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة