د حماصني وإرشادات عن أمراض اللثة

بمناسبة يوم صحة اللثة العالمي لعام 2020 وتحت شعار "لا لنزيف اللثة"، تحتفل اكثر من 40 دولة في العالم بهذا الحدث الذي ينظمه الاتحاد الاوروبي لأمراض الانسجة ما حوّل السنية، ويشارك لبنان للمرة الثانية في هذا الحدث العلمي الهام. كونهُ أصبح عضواً في الاتحاد.
هدف هذه الحملة هو زيادة التوعية حول أهمية التنبه للنزف اللثوي الذي يدل عادةً على وجود التهابات في اللثة او العظام حول السن او الزرعات السنية، كما يمكنه ان يشكل إشارة لوجود أمراض جدية وخطيرة مرتبطة بالصحة العامة.
أمراض اللثة والعظم حول السن عادة لا ينتج عنها الم، لذلك لا يتنبه لها المريض، وتكون ناتجة عن تراكم للپلاك، هذه الطبقة اللاصقة الغنية بالميكروبات التي تتراكم في حال غياب التنظيف المستمر، والتي تسبب التهابات في اللثة وتقرحات، تتطور احيانا لتصبح تآكل في العظم المحيط بالسن، وينتج عنها نزف في اللثة، يشعر به المريض عند غسل الأسنان بالفرشاة او عند تناول مأكولات صلبة مثل التفاح او الجزر..
هذه الميكروبات منها الضارة ومنها الضارة جداً والخطرة، التي تنتقل عبر الدم من الفم الى العديد من أعضاء الجسم مثل القلب والرئتين والكلى والرحم.. مسببة فشلاً في عمل هذه الأعضاء وإصابتها بأمراض مختلفة.
من المعلوم طبياً ان اللثة لا يجب ان تنزف، اذا لم يكن هناك سبب مباشر مثل طبقة الپلاك، فالخطر الكبير هنا هو وجود نزيف لثوي بغياب هذه الطبقة المسببة، والذي يكون إشارة لوجود أمراض اكثر أهمية وخطورة مثل أمراض الدم كالسيلان والسرطان او السكري ومرض ضعف المناعة عند الانسان..
ان غياب النزيف في اللثة إشارة الى صحة الفم المرتبطة بصحة الجسم بشكل عام ووجود النزيف متعدد الأسباب، منها الخطرة مثل الالتهابات ومنها الأخطر التي تكون إشارة لوجود أمراض خطيرة في جسم الانسان.
اخيراً، وبوجود الكورونا والأزمة العالمية، لا يجب ان ننسى وجود باقي الأمراض التي تعتبر الوقاية منها خير علاج، كزيارة طبيب الأسنان للكشف الروتيني واستباق الإصابة بالمرض.
لا لنزيف اللثة.. نعم لصحة الفم والوقاية من الأمراض
#د.فاطمة مشرف حماصني، أخصائية في أمراض وجراحة اللثة وزرع الاسنان. نائب ورئيس سابق للجمعية اللبنانية لأمراض الانسجة الداعمة للسن