المحلية

الجمعة 01 أيار 2020 - 04:00

دياب يسجّل في مرمى باسيل

دياب يسجّل في مرمى باسيل

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

لم تَكن جلسة مجلس الوزراء المنعقدة أخيراً في السراي الحكومي عادية، لا من حيث الشكل ولعِبها على الأعراف التي كانت قائمة، ولا من حيث المضمون بتوجيهها ضربة قوية لوزير الخارجية السابق ومشروع الكهرباء خاصته، وعماده انشاء معمل للتغويز في سلعاتا، لم يوفّر طرفاً داخلياً أو خارجياً لتنفيذه بكلفته العالية.

في حجة الوزير باسيل في إنشاء معمل سلعاتا الكثير من القوة، فطالما أن المحاصصة جرت على اساس طائفي، سنيّ في دير عمار وشيعيّ في الزهراني، فمِن حقِّ المسيحيين أن تكون لهم حصتهم.

ولكنّ السؤال المطروح والذي قد يكون شكّل ثغرة سمحت "بالتقويص" على نائب البترون، لماذا اختار قضاءه لانشاء المعمل حيث الحاجة لشراء مئات آلاف الامتار بأكثر من 250 مليون دولار، كما يبيّن كتاب رفعه مدير عام كهرباء لبنان، في الوقت الذي تملك فيه الشركة المساحة المطلوبة في منطقة مسيحية اخرى. لكن ذلك لا ينفي أيضاً حقّ الوزير باسيل في السعي وراء مصالحه الانتخابية، واستخدام كل الوسائل المتاحة التي سبقه اليها من يتهمه بها اليوم.

بكلِّ الأحوال، ما الذي جرى في جلسةِ الحكومة في السراي؟

الواضح أن الرئيس حسان دياب كان يخفي شيئاً ما عقب مغادرته جلسة مجلس الوزراء ما قبل الاخيرة التي انعقدت في بعبدا والتي أثير فيها الموضوع نفسه ما دفع برئيس الجمهورية الى الرد على احد الوزراء بالسؤال "عا شو اعتراضك؟" قبل ان تنفضَّ الجلسة. وما حصل بالامس كان محاولة "استغياب" للرئيس عون حيث عمد رئيس الحكومة الى طرح الموضوع على التصويت، ما شكّل مفاجئة لوزراء بعبدا وميرنا الشالوحي مسبباً إرباكاً، تَمثّل في "الاخذ والرد" الذي حصل بين دياب ووزيرة محسوبةٍ على باسيل، ما دفعها الى تغيير تصويتها لصالح الرفض.

في السياسة، وبعيداً عن الحسابات الاقتصادية، التي لا مكان لها، تبيّن عملية التصويت وتحليلها ان ثمّة من أراد "تلقين" النائب البتروني درساً، حيث كان سيد السراي رأس الحربة في الهجوم، مستفيداً من انعقاد الجلسة برئاسته، وهو ما قرأ فيه كثيرون "تحدياً" من دياب لرئيس التيار الوطني وما يمثله، خصوصاً ان المعلومات المتوافرة تتحدث عن عدم وجود كيمياء بين الاثنين، و"اكثر من عتب" من دياب، بعد مواقف "الصهر"، من مسألة الخطة الاقتصادية للحكومة وانتقاداته الواضحة لها، والاهم موقفه في مسألة تعيين محافظ لبيروت حيث يلعب النواب البرتقاليون الارثوذوكس دوراً اساسياً ومحركاً في المعركة وصل الى حدِّ الصدام المباشر بين نائب رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة. وقبل ذلك وذاك"ميوعة" موقف دياب عملياً في مسألة تغيير حاكم مصرف لبنان رياض سلامةن بحسب ما ترى أوساط ميرنا الشالوحي.

هكذا يكون الرئيس دياب قد سجّل هدفاً "محرزاً" في شباك النائب باسيل، وردّ له "الأجر" في الملفات الخلافية الثلاث، ولكن السؤال الأهم يبقى عما سيكون عليه ردّ فعل رئيس الجمهورية، خصوصاً اذا ما قرأنا جيداً تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التي "كسرتها وجبرتها" في نفس الوقت مع بعبدا كما السراي، وإن كانت حساباته الخاصة المتعلقة بالطائفة هي المرجحة.

ترى هل يردُّ جبران يوم غدٍ الاحد فيعيد تكريس "الستاتيكو" الذي طالما كان معمولاً به بحصر النقاش والتصويت في المواضيع المهمة على طاولة بعبدا؟ ولصالح من لعبها الرئيس دياب، تسوية لحسابات داخلية مع جبران أم ورقة على طاولة النقاش والتفاوض مع صندوق النقد؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة