المحلية

الجمعة 01 أيار 2020 - 04:00

بهاء يتودّد إلى شاكر البرجاوي

بهاء يتودّد إلى شاكر البرجاوي

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

ما برحَ شاكر البرجاوي فكرة العودة من "منفاه" إلى طريق الجديدة التي خرجَ منها عسكرياً عام 2012 في أواخر شهر رمضان المبارك فحضرَ "ضيف شرف" على مائدة إفطار "عريضة" في صبرا مدعواً من قِبل حشدٍ من الأنصار وهي ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة. صحيح أنه حين فرغَ من إفطاره غادر المكان لكنّ حضوره في المنطقة ما زال موجوداً.

صحيح أن ثقلَ "التيار العربي" الذي يرأسه البرجاوي ليس كبيراً ولا يُضاهي وجود تيار المستقبل المتسلح بالحضور ضمن تركيبة الدولة والدعوة الطائفية وسابقاً ذرّ المال في العيون، لكنه يعتمد على العناصر المؤمنة بهوية بيروت لا "الموظفين غب الطلب". حضور "أبو بكر" في العاصمة كان وما زال موضع جذب لأكثر من طرف داخلي ليس آخرهم سعد الحريري. خلال فترة من الفترات عمل تيار المستقبل على محاولة استمالته قبل أن ينفجر "الغرام المستحيل" بينهما إلى معارك دامية سجلت في عمق الطريق الجديدة. مُذ ذاك نشأ العداء بين الطرفَين وما زاد من عمقه سريان الدماء في عروقه.

لكنّ بهاء الحريري شاء تخطي كل المحظورات لدى البرجاوي معيداً أمجاد استمالته مرة جديدة، مستفيداً من العداء القائم بين "أبو بكر" وسعد الحريري على نية استثماره في الصراع مع شقيقه الأصغر، فأوكلَ إلى بعض المحسوبين عليه العمل على استمالة شاكر البرجاوي "بأي طريقة"، منها منحه جواز سفر العودة إلى بيروت بتأشيرة دخول "حريرية" بعد ان أُخرج بتأشيرة مماثلة، لكن ابو بكر بالنسبة اليه ان العودة لا تتم من خلال مشبوهين، وبهاء لا يفرق كثيرًا عن سعد إلّا في الشكل.

التواصل الذي جرى بين شاكر البرجاوي وأحد المكلفين من قبل بهاء الحريري مرّ سريعاً، وكان الجواب من قبل البرجاوي بأن لا إمكانية أبداً لوضع اليد مع أحد يحمل بذور الحريرية السياسية. المسألة بالنسبة إلى "أبو بكر" ليست شخصية بل مردها إلى أسباب سياسية واضحة، فبيروت جرّبت ورثة آل الحريري والنتائج كانت كارثية من 7 أيار إلى الحالة التي نشهدها اليوم.

يُدرك أبو بكر أن ما يريده بهاء منه ليس سوى "وظيفة" ضمن مشروع المواجهة الذي دشّنه مؤخراً بوجه أخيه، أي أن لا أسس سياسية واضحة له، ولو كان بهاء من أصحاب أفكار التحرر من نير التابعية الطائفية أو بالحد الأدنى عمل على رأس فريق غير مشبوه لكنا قد فكّرنا في التعاون معه، أمّا تكون الغاية هي الاطاحة بوريث لتنصيب وريث آخر مكانه فهذا لا وزن له عندنا.

ليس سراً أن بهاء الحريري يبحث عن نبش الفوضى في بيروت وسائر المناطق السنية. الفريق الذي ركّبه ومنحه دفّة إدارة الشغل يوحي بذلك، بالاضافة إلى محاولات استنهاض همم بعض "الشبيبة الحريرية" السابقة من الذين استخدموا خلال مراحل محددة من قبل تيار المستقبل. صحيح أن اسلوب بهاء مختلف ويثير الحساسية، لكن لدى البرجاوي هو مجرّد "فاشوش" لا قيمة له، و"يلي جرّب بيروت كان عقلوا مخرّب".

استلهامه "البيعات" الجماعية من التنظيمات الجهادية "الاخوانية" عبر الهاتف وإرسالها إلى المصدر ثم عرضها للبيع في سوق المنتديات، لا يخرج عن سياق المصالح التركية التي يُعاد ترتيب أوراقها في سوريا، شيء على الارجح يثير نقزة ليس فقط لدى البرجاوي بل عند سائر المهتمين بالشأن البيروتي، الذين باتوا على بيّنة من أن "مشروع بهاء" قد يكون أخطر من تولي "سعد" الادارة في فترة من الفترات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة