"ليبانون ديبايت"- ملاك عقيل
شهدت الأيام الماضية هجومًا عنيفًا غير مسبوق من الجيش الالكتروني "الباسيلي" ضد النائب العميد المتقاعد شامل روكز. ليس في الأمر أي جديد في أجندة الصراع الذي بات علنيًا بين الطرفين باستثناء المؤازرة "الالكترونية" من جانب بعض مؤيّدي حزب الله للنائب جبران باسيل بوجه نائب كسروان. مؤخرًا بات روكز مادة دسمة للتداول على غروبات "العونيين" في إطار "الذمّ" والتخوين والدعوات لوضعه عند حدّه!
لكن معلومات موثوقة تؤكّد في هذا السياق أنّ لا ايعاز من حزب الله للدخول على خط "أزمة الصهرين" دعمًا لباسيل، مع تسجيل عدم وجود أي موقف سلبي من شامل روكز.
ويكشف مطلعون أن "نقاشًا يجري داخل حزب الله في كيفية التعامل مع التداعيات السلبية لحالة جبران مسيحيًا على الحزب. فنواة ورقة التفاهم عام 2006 قامت على أساس تأمين ميشال عون وتياره الغطاء المسيحي لحزب الله، وهو واقع اهتزّ بشكل كبير، ووصل الى حدّه الأقصى داخل بيئة "تيار باسيل" بتوجيه انتقادات علنية وقاسية للحزب، كلّلها باسيل بنفسه عبر وصف حزب الله بقوى الامر الواقع المتواطئة في ملف التهريب عبر الحدود".
ويشير هؤلاء الى ما تمّ تداوله على "غروبات واتساب العونيين مؤخرًا حول جداول تكشف التوزيع المناطقي والطائفي لجباية الكهرباء واشتراكات صندوق الضمان بما يكشف خروج بيئة حزب الله عن موجبات الانضواء تحت سقف الدولة".
عمليًا، شكّل استحقاق السادس من حزيران الموعد المفترض لتظاهرة حاشدة في وسط بيروت الفتيل الذي أشعل بركان الغضب "الباسيلي" بوجه صهر رئيس الجمهورية الغريم السياسي لرئيس التيار الوطني الحر، مع العلم أن روكز لن يكون مع مجموعة العسكريين في عداد المشاركين في تحرّك يوم غد السبت.
فالتسريبات جزمت بمشاركة روكز بالتحرّك الذي دعت اليه أحزاب "الكتائب" و"حزب سبعة" و"أنا خط أحمر" ومجموعات ثورية أخرى تسلّل منها مطلب نزع السلاح غير الشرعي والانتخابات النيابية المبكرة والانقلاب على الحكومة والعهد!
وإنقضاض المؤيّدين لرئيس التيار البرتقالي على روكز أتى عقب الإعلان الصريح للأخير عن توجّهه لكودرة مجموعات من العسكريين المتقاعدين بالتنسيق مع المعارضة العونية وقوى في المجتمع المدني لرفع جملة مطالب بهدف تصويب الأداء وطرح برنامج عمل بديل أزاء فشل السلطة القائمة في في معالجة رواسب المرحلة السابقة.
ويسجّل في هذا السياق تسابق كل من روكز وباسيل على استقطاب شريحة أكبر من الضباط السابقين، وقد شهدت الأيام الماضية اتصالات من جانب الطرفين بعمداء وضباط في الجيش بهدف لمّ الشمل ودعوتهم الى اجتماعات للنقاش في ملفات سياسية واقتصادية.
في المقابل، تشير معلومات الى أن اجتماعات حصلت مؤخرًا لكوادر في أحد فنادق المتن تضمّ مهتمّين بالشأن العام ورجال اعمال وحزبيين سابقين وكادرات وسطية وعليا في كافة المجالات كانوا يدورون في فلك المزاج العوني وتداعوا في هذه المرحلة الى الالتقاء بشكل دوري بعد انتفاضة 17 تشرين وقد يشكّلون الرافد الرابع للمجموعة المؤلفة من "العسكريين المتقاعدين" والمعارضة العونية وقوى مؤثرة في "حراك 17 تشرين".
وفي ظل هذا الواقع تنحو العلاقة بين باسيل وروكز الى مزيد من السوء. ففي مقابل الانصهار التام بين رئيس الجمهورية وباسيل تكرّست القطيعة بين الرجلين وبين روكز حتى على مستوى اللقاءات العائلية والمناسبات الاجتماعية.
ويبدو لافتًا الغياب التام لميراي عون عن الشاشة وعن الجلوس الى يمين والدها. العارفون يجزمون ان ميراي استسلمت بالكامل لواقع "أن رئيس الجمهورية سلّم باسيل كل شئ وجعل منه رهانه الأكبر والأوحد للمرحلة المقبلة". هي عملية تسليم وتسلّم مبكرة لم تحصل في تاريخ الجمهورية اللبنانية، بتأكيد العارفين.
أما الكلام في مقلب "الباسيليين" فينفي الروايات المتداولة عن سيطرة جبران على القصر ومنّ فيه، معتبرين هذا الترويج في سياق "الاغتيال المعنوي والسياسي المتمادي له". هؤلاء يقرّون في المقابل "بالعلاقة السيئة مع روكز الذي انقلب على أهل بيته ومن ساهم بوصوله الى البرلمان". الغضب الباسيلي وصل الى حدّ وصفه بـ "يهوذا الاسخريوطي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويذهب الباسيليون بعيدًا في القول "بأن ثمّة من يحاول إقناع شامل روكز بأنه مشروع رئيس جمهورية، وهذا أمرٌ بعيد عن أي منطق وأقرب الى الهذيان طالما أن روكز نفسه لا يضمن احتفاظه بمقعده النيابي في ظل مطالبته بتغيير قانون الانتخاب".
ويعتبر هؤلاء أن "حركة روكز المتواصلة لايجاد إطار تنظيمي من العسكريين ضد باسيل والعهد شكّلت مقتلًا له وهي محكومة بالفشل، مع العلم أن جَمع ضباط سابقين لهم مصالحهم السياسية والشخصية في مشروع واحد إضافة الى طباعهم الحادة أمر بالغ الصعوبة وكيف إذا كان الهدف "إسقاط البلد" كما قال روكز بنفسه، فيما بعضهم يفضّل إعتزال الشأن العام من الجلوس على طاولة برئاسة قائد فوج المغاوير السابق".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News