"ليبانون ديبايت"
بكثيرٍ من الهدوء وبعيدًا عن أيِّ إنفعالٍ، نجحَ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل خلال الأيام القليلةِ الماضية، في إحباطِ المحاولات الهادفة الى دقِّ إسفينٍ بينهُ وبينَ الثورة وناشطيها.
فمنظومةُ السلطة تسعى جاهدةً منذُ مدةٍ لفكِّ الإرتباط بين الكتائب والثورة، وبين النائب سامي الجميل والثوار. ذلك أنَّ الجميِّل باتَ بحكم إدائهِ السياسي والنيابي أكثرَ قبولًا في صفوفِ شريحةٍ واسعةٍ من الثوار خلافًا لأركانِ منظومةِ السلطةِ والتسوية. فمن خلالِ حملهِ مطالب الثوّار وأهدافهم وتطلُّعاتهم، في مواقفهِ وإقتراحات القوانين التي تَقدَّم بها الى مجلس النواب لا سيَّما منها تقصير ولاية المجلس بما يسمحُ بإنتخاباتٍ نيابيةٍ مبكرة، باتت الشريحةُ الأكبر من الثوّار ترى فيه جزءًا من الثورة وركنًا أساسياً من أركان تحركاتها، في وقتٍ تزدادُ العزلةُ الشعبيةُ لأركانِ منظومة التسوية الآخرين من سياسيينَ وحزبيين.
ولأنَّ هدف السلطة هو تشتيتُ الثورة ومكوِّناتها لا سيما من خلال إبعاد الكتائب عنها، كانت محاولة إستفزاز الجميل والكتائبيين من خلال الدعوة الى التظاهر أمام منزله في سن الفيل، وهو ما قابلهُ الجميِّل بهدوءٍ وحكمةٍ، معتبرًا أنَّ ما قام به البعض من الذين يتحركون بخلفياتٍ سلطويةٍ لا يُمثِّلُ معظم ناشطي الثورةِ وهو يهدفُ الى التشويشِ على التحركات التي كانت مقرَّرةً يوم السبت الماضي والتي نسَّقها قسمٌ واسعٌ من ناشطي الثورة مع حزب الكتائب والجميل بأدقِّ تفاصيلها.
وما أن سقطت هذه المحاولة، حتّى برزت محاولةٌ جديدةٌ من جانب السلطةِ ومنظومتِها لإختلاقِ مواجهةٍ بين الكتائب وناشطي الثورة من غير الحزبيين، بتسريبِ معلوماتٍ عن أنَّ الكتائب تسعى لإستغلالِ تحرُّكاتِ السبت الماضي لرفع شعاراتٍ سياسيةٍ على علاقةٍ بنزعِ سلاح حزب الله، خلافًا للعنوان الأساسي للتظاهرة الذي حدَّده الناشطون والمتمثِّلُ بالمطالبةِ بإنتخاباتٍ نيابيةٍ مبكرة.
المروِّجون لهذه التسريبات أرادوا إصابةَ عصفورين بحجرٍ واحد:
1- زرعُ الشرخِ بين الكتائب والداعين الى تظاهرة السبت في حال تأثَّر الداعون الى التظاهرة بهذه المعلومات.
2- أو زرع الشرخ بين الكتائب والمجموعات الشعبية والشخصيات السياسية التي تعتَبِرُ نزع سلاح حزب الله وتنفيذ القرار 1559 مدخلًا الى الحلولِ السياسيةِ والإقتصادية والمالية والإصلاحية المطلوبة.
لكنَّ الجميِّل والكتائب خرجا مرةً جديدةً من الفخِّ الذي نُصِبَ لهما وللثورة... فالتزم الحزبُ ومناصروه ومحازبوه بعنوانِ التحرُّكِ الذي هو الدعوةُ الى إنتخاباتٍ نيابيةٍ مبكرة وفقاً لدعوةِ المُنظِّمين، وشدَّد الجميِّل من خلال الحلقةِ التلفزيونيةِ في برنامج 2030 على تظهيرِ موقفِ الكتائب الثابت من إعتبار سلاح حزب الله عائقًا أساسيًا أمام الحلولِ المطلوبة مما فكَّكَ الألغام التي سَعَت السلطةُ الى زرعها بينَ الجميِّل و"المجموعات السياديّة"، وسمَحَ للكتائب بالحفاظ على مسارها ومسيرتها المبنيَّينِ على رؤيةٍ متكاملةٍ للحلولِ الجذريَّةِ، وعلى تفهُّمٍ لمطالبِ مختلفِ شرائحِ الثورةِ ومكوِّناتها بعيدًا عن التسويات والصفقات التي لفظها اللبنانيون.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News