"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش
بعدَ ازديادِ الضغوط الإقتصادية على لبنان ودخول البلاد في أزمة مالية ونقدية ضربت ودائع المودعين في المصارف وخفّضت الحد الأدنى للأجور وأضعفت القدرة الشرائية لدى المواطن، بات اللبنانيون بأمسّ الحاجة لخطوات انقاذية تعيد الأمور لما كانت عليه، أو على الأقل تقيهم خطر الإنهيار الكبير.
الخطّة الإقتصادية التي أقرّتها الحكومة وكل التعديلات عليها قد لا تنفع وحدها في إعادة ترجيح كفّة الإستقرار النقدي والإقتصادي، بل أن البلاد باتت تحتاج مع كل الجهود المبذولة إلى إعادة ترميم الثقة على الصعيدين الشعبي الوطني من جهة والدولي لدى الحكومات الغربية والأوروبية من جهة اخرى، والتي قد تكون مساعداتها المالية واحدة من الحلول المساعدة على الخروج من الأزمة.
وفق هذا المبدأ انطلق قطاع الإنتشار في التيار الوطني الحر، وبالتنسيق مع كتلة لبنان القوي، في جولات حول العالم هدفها تلميع صورة لبنان لدى حكومات العالم، من خلال إظهار الجهود الحقيقية المبذولة لمكافحة الفساد على طريق إعادة بناء الدولة. كما تهدف هذه الخطوة إلى إظهار التنوّع الموجود على الساحة اللبنانية، والذي يسعى الإعلام الموجّه دائمًا لإخفائه، وذلك في سبيل محو صورة الحزب الحاكم الواحد في لبنان، وهو الصبغة التي يسعى البعض لضرب أسس الجمهورية من خلالها.
لهذا الغرض قام التيار الوطني الحر بترجمة قوانين مكافحة الفساد التي أعدّها نواب تكتّل لبنان القوي لخمسة لغات أساسية هي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والصينية وذلك من أجل عرضها على الحكومات ومجالس النواب والشيوخ في الدول الكبرى.
يعتقد التيار أن إبراز قوانين كقانون رفع السرية المصرفية على كل العاملين في القطاع العام وكذلك قانون استرداد الأموال المنهوبة ومكافحة تبييض الأموال سيدعم موقف لبنان للحصول على دعم مالي خارجي، لا سيما في الولايات المتحدة لدى الجمهوريين والديمقراطيين، وفي فرنسا ودول أوروبا لدى أحزاب الوسط واليسار واليسار الديمقراطي. يهدف التيار في حملته أيضًا لإظهار وجهه الحقيقي كحزب متسلح بالخطط السياسية والإقتصادية المنهجية القائمة على تطوير الحياة الإجتماعية والتنموية في البلاد، وليس ميليشيا كما يحاول البعض تصويره. ضمّن التيار وفوده إلى دول الولايات المتحدة كندا وأستراليا وأوروبا شخصيات حزبية تنتمي إلى مختلف الطوائف اللبنانية بغية إظهار صورة تعكس تنوّعه وتميّزه عن باقي الأحزاب اللبنانية.
سيربط البعض بين توقيت هذه الخطوة وما يُحكى عن عقوبات قد تُفرض على التيار ورئيسه نتيجة تحالفهما الوثيق مع حزب الله، وقد يعتبر أن هذه المساعي هي لمنع اقرار هكذا عقوبات. هذا الأمر قد يكون ضمن مخططات التيار ولكن في الواقع فإن عرض قوانين مكافحة الفساد وإظهار الجهود الحقيقية لإيجاد حلول في لبنان يضرب عصفورين بحجر واحد: تحسين صورة السلطة عمومًا وجني مكتسبات يحتاج إليها كل لبناني، وتصحيح صورة قد تكون خاطئة عن التيار الوطني الحر ونشاطه السياسي.
هذا ودعا مسؤول قطاع الإنتشار في التيار الوطني الحر الدكتور مارك زبّال باقي الأحزاب اللبنانية إلى أن يتوجّهوا إلى دول العالم من أجل نقل صورة لبنان الحقيقية وكذلك لتعريف الدول والحكومات عن سير عملية مكافحة الفساد لافتًا إلى أنّه يتفهّم عدم قيام البعض بذلك نتيجة اعتبار نفسه ملطّخًا بالفساد، معتبرًا أن التيار الوطني الحر يتشرّف بكونه خاليًا من الفساد وبكونه خطا خطوة تعرض للمجتمع الدولي كيفية تطبيق قوانين مكافحة الفساد وكيفية إعادة بناء الدولة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News