"ليبانون ديبايت" – المحرر السياسي
لا يحمل البطريرك الماروني وَصْف "مجد لبنان أعطي له" من عَبَث بل من تاريخٍ حافلٍ في السعي أولاً إلى ولادة هذا الكيان، وثانياً في الحفاظ عليه عندما تشتدُّ الأزمات وتكثر الأطماع ولليوم لم يخذل أيّاً من البطاركة كنيسته وشعبه وامانة اسلافه.
في 1 أيلول 1920، انتصر البطريرك الماروني مار إلياس بطرس الحويك في معركة ولادة لبنان الكبير بعدما جاب أصقاع الأرض لتكريس إعتراف أُممي بحدود لبنان التي نعرفها اليوم ولُقِّب ببطريرك "لبنان الكبير"، وكان يُردِّد دائمًا: "أنا بطريرك الموارنة لي طائفة واحدة هي طائفة لبنان".
وفي 20 أيلول عام 2000، أطلق البطريك مار نصرالله بطرس صفير نداءه الشهير بعدما إستشعر ان الوضع في لبنان قد بلغ حدّاً من التأزم، وأصبح بعده من الواجب المُجاهرة بالحقيقة دون مُواربة او تحفظ. وبإعتراف الجميع، كانت صرخة البطريرك صفير بمثابة الشرارة التي أشعلت "انتفاضة وطنية" حقَّقت الاستقلال الثاني بدماء وتضحيّات اللبنانيين.
وفي 5 تموز عام 2020، ها هو البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يسير على خطى آباء الكنيسة، راسماً الحلّ لخلاص لبنان من الذل والجوع والحرمان الذي يعصف به.
وضع البطريرك الراعي، إصبعه على "جرح الوطن"، سياسيّون فاسدون مُرتهنون للخارج لاهثون خلف مكاسبهم الرخيصة وحساباتهم ومصالحهم، أعداء الإصلاح حلفاء المحاصصة وتوزيع المغانم، تسبَّبوا بحرمان لبنان من ثقة الأسرتين العربية والدولية.
ولم يكتفِ الراعي "الصالح" في توصيف الدّاء بل وصف الدواء، "تثبيتِ استقلالِ لبنان ووحدتِه، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلانِ حياده. فحيادُ لبنان هو ضمانُ وِحدته وتموضعه التاريخيّ في هذه المرحلةِ المليئةِ بالتغييراتِ الجغرافيّةِ والدستوريّة. حيادُ لبنان هو قوّته وضمانة دوره في استقرار المنطقة والدفاع عن حقوق الدول العربية وقضية السلام، وفي العلاقة السليمة بين بلدان الشرق الأوسط وأوروبا بحكم موقعه على شاطئ المتوسّط".
في زمن الحصار، قال البطريرك الراعي كلمته راسماً خارطة طريق لفك أسر لبنان والخروج من هذا النفق المُظلم الذي نعرف من أدخلنا اليه وسنتعرَّف في الأيام القادمة الى من لا يريدنا ان نخرج منه.
لا تصمّوا آذانكم أيّها اللبنانيون عن صرخة الراعي كي لا يَلْتهمنا الذئب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News