"ليبانون ديبايت" - وليد الخوري
أياً تكن المقاربات والميول والإدّعاءات، ومهما حاول البعض غسلَ يدهم من حزب الله "عن ملعنة" أو "خبث"، فإنه من الواضح أن الأزمة التي تفاقمت اليوم إنّما هي وليدة "ذوبان" الدولة في حزب الله وصعوبة التمييز الدولي للخط الفاصل بين الطرفَين، ما جعل لبنان بكامل مكوّناته يدفع في اللحظة الخطأ ثمن خيارات لم يكن شريكاً فيها، حيث يطلب من اللبناني "العض على جوعه وفقره ونهبه" بحجةً لطالما أثبتت الأيام سقوطها وما ولّدت سوى هزائم وخنوع واستعباد مفادها "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".
ولعلّ الوراثة لم تقتصر فقط على العنوان السابق ذكره إنما تخطّته الى ما هو أبعد، أي "نفخ الإنجازات والإنتصارات الوهمية" و "كذّب كذّب لتصدّق كذبتك"، ليصحوَ اللبنانيون على "خراب البصرة" وسقوط ما تبقى من حرية وكرامة إنسانية، قبل الحديث عن الوطني منها. فمِن مصر الى العراق، ومن سوريا الى لبنان، المعزوفة ذاتها وأن تغيّر المايسترو في الشكل، لاعباً على وتر السيادة الكذابة والوطنية المخادعة، في حفلة" تقية" ولّدت جبهة رفض وممانعة "ما إلها رب ولا دين"، تُجيز لنفسها المحظور على غيرها، مشرّعة تصرفاتها متّهمة الآخر بالخيانة والعمالة.
هكذا تعيش الساحة اللبنانية هذه الايام، خصوصاً بعدما نفض رئيس الحكومة عنه خوف سقوط حكومته، متجرّعاً "حليب السباع" من كأس أمين عام حزب الله، ونائماً على حرير نائبه المؤمن والواثق بتراجع السفيرة الاميركية دوروثي شيا التكتي، واعتبارها "فرمان المازح" كأنه لم يكن، باعتباره فعلاً أخاف واشنطن وأرعب عوكر، فنطق "شمشوم" من على منبر دار الفتوى، بلغة العدو، قبل أن يلاقيه بعد ساعات "عنتر الصناعة اللبنانية" بتغريدة لم يفهمها سواه.
في كل الأحوال يبدو أن ترددات كلام الحارة ونبرتها العالية، لا تجد صداها إلّا في السراي. فإذا نزلت جحافل الممانعة، وهنا لا أفهم الإستغراب من عدم حملهم للعلم اللبناني الذي من المؤكد لا لزوم له في هذه الحفلة، إلى ساحة عوكر، فاوض الرئيس دياب السفيرة شيا تحت الضغط والإرهاب المعنوي الذي امتد الى "الأكل القاطع" على اعتبار أن اللحوم خارج الأطباق الرسمية، فتكبر "الخسة" في الرؤوس الحامية فتخطئ القراءة والتحليل استناداً الى:
1-كل محاولات إظهار أن الولايات المتحدة الأميركية قد تراجعت، هي أحلام يقظة ستنقلب على أصحابها، اذا ما صدّقوا ما يتمنون. فمن كلام السفير شينكر، وتصاريح الوزير بومبيو، ومن زيارة الجنرال ماكينزي الى" بق فضلو خوري للبحصة"، المسار واضح ومعروف.
2-التعويل على الدور الفرنسي أسقطته باريس نفسها، مع تأكيد كل زوّار الإليزيه أن لا حل للأزمة إلّا برحيل الحكومة الحالية، المدعومة فقط من حارة حريك، "المستقتلة" لبثّ الروح فيها كونها "خرطوشتها" السياسية الأخيرة.
3-الزيارة الى الكويت والطريقة التي كشفت عنها الأنباء الكويتية، والجهة التي أوفدت "سندباد" تؤكد كلها أن التعويل على هكذا أمر ليس في محله أو زمانه، و"قرش واحد مش لح بنشوف، والقصة نفسها مع الدوحة وأميرها رغم "التشكرات السابقة" لقطر، التي لن تسمح لها تركيا قبل أميركا بدفع دولار واحد للبنان.
4-إستقبال المفتي لرئيس الحكومة هو مسعى إستباقي من مفتي الجمهورية لتطويق تداعيات الحكم الذي سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، والتي سيكون أول من يدفع ثمن حكمها ساكن السراي في ظل موجة الشارع السني القادمة.
5-التعويل على الحل الأمني في مواجهة الثورة وإقناع الناس بأن بركان شارع قد أقفل، وهو ما ستبّين الأيام القليلة المقبلة عقم المنظّرين له وفيه.
6-الرهان الفاشل على إعفاءات فيما خص لبنان تجاه قانون قيصر، وفي ذلك جهل في السياسة والاقتصاد والاهداف الاميركية، فبدل الاعفاء ينتظر لبنان سلة إجراءات تستند الى قوانين ليس ثانيها "ماغنتسكي"، الذي لن يوفّر مسؤولاً في كل مستويات الهيكل اللبناني.
8-وسياسة التوجه شرقاً "ما لح تقلع" بادئ ذي بدء لأن بيئة حزب الله لن تتحمل ذلك قبل غيرها، فأكثر من "جينز وكم شغلة تقليد الصين باب ثالث" ما "بتزبط"، فأين ستذهبون "بالهامبورغ" و"الشيروكي" وال "جي ام سي"، حتى "الام4 والتاو واللو"؟ ولكي لا ننسى آلاف الجنسيات التي وزّعها "العم سام". فهل هناك من هو مستعد لإبدالها بإقامة عند "كيم جونغ ايل"؟
عليه، أقلعوا عن "أفلامكم" وتضليلكم الاعلامي الذي لن يقدّم ولن يؤخر في عمر الحكومة الباقية فقط بقوة الزنود الصفراء ليس إلّا، والتي لن تستطيع تحمّل ثقل الأحداث لفترة طويلة، إذ لا بد "للعضلات" رغم المقويات الايرانية الشرعية ان تتلاشى.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News