"ليبانون ديبايت" - ملاك عقيل
ليست المرة الأولى التي يلوّح فيها رئيس الحكومة حسان دياب بوجود تقارير بين يديه تفضح "معرقلي" خطة الحكومة وهذه المرّة من باب عرقلة المفاوضات في شأن المساعدات للبنان.
ويبدو أن الفريق الحكومي ليس بوارد التسمية وكشف لائحة "المعرقلين والمحرّضين" الذين يتوزّعون، وفق مصادر رئاسة الحكومة، "بين من يعرقل من داخل الإدارة وأفعالهم تدلّ عليهم وبين من يتقن النميمة والتحريض في الخارج لقطع حبل المساعدات عن لبنان". أما إذا بقّ أهل السراي "البحص" المتراكم فيمكن الحديث عن "فضيحة بجلاجل. لكننا لا نسعى الى الشعبوية. المهمّ أن يكفّوا شرّهم عنا"!
مع ذلك، اتهامات دياب تترافق مع "إنفراجات وحلحلة" خليجية وعربية يتحدّث عنها أهل السراي بتفاؤل زائد عن حدّه تدحضه حتى الآن الإشارات الآتية من صوب الخليج.
وهنا يجزم راصدو الحكومة "لا يتعلق الأمر بعدم حصول حلحلة فقط، بل عمليًا لا قدرة لمساعدة خليجية الآن. حتى الكويت لديها أزمة في ميزان المدفوعات، وقطر ممنوع أميركياً أن تقدم على خطوة في هذا السياق، أما الامارات والسعودية فلا شيء يوحي أنهما على استعداد لتقديم يد العون لحكومة حزب الله المحاصرة في ظل "الكربجة" على صعيد التغيير الوزاري وتغيير السياسات داخل الحكومة الحالية".
كما يشكّك هؤلاء في جدّية أي مؤشرات تفسّر في السراي على أنها مرونة غربية، تحديداً من الجانب الاميركي، "لأن واشنطن لم تغيّر موقفها بعد باعتبار الحكومة الحالية تحت سيطرة حزب الله الكاملة".
في مقابل هذا المشهد، يحضر الاستثمار السريع من جانب الحكومة في زيارات الموفد الرئاسي مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الى العراق وقطر والكويت وصولاً الى حلوله ضيفاً "فوق العادة" هذه المرة على طاولة السفير السعودي وليد بخاري ربطاً بما سبق العشاء من جولة خليجية وُضِع السفير في أجوائها وهي تنتظر الترجمة إن صدر القرار فعلًا بالمساعدة من "الأشقاء العرب". وقد أصاب ابراهيم حين أكد "أن السعودية هي المفتاح للدول العربية"، ففتح البوابة الخليجية، برأي كثيرين، يبدأ من الرياض وزيارة ابراهيم لها أمرٌ وارد!
والعارفون يجزمون "أن نطاق جولات ومفاوضات اللواء ابراهيم مع الدول المعنية تأتي في إطار ورشة كبيرة تحتاج الى جهد ووقت وخارطة عمل، وليس مجرد لائحة طلبات ومساعدات توضع على طاولة هذه الدول"، فيما يؤكد هؤلاء أن "ابراهيم يستعد لجولة أخرى قريباً".
ووفق المعلومات "فإن الردود القطرية واضحة لجهة الايجابية في التعاطي مع الطلبات اللبنانية وما بحث في الدوحة مع اللواء ابراهيم، أما بالنسبة للردّ الكويتي فمضمون المباحثات رفع لأمير الكويت لأخذ القرار، لكن هناك حماسة من قبل الكويت في ما يتعلق بموضوع النفط بناء على طرح ابراهيم بالاستيراد من دولة الى دولة، فيما لم يَطرح ملف الغاز مع الجانب القطري كما اشيع".
ويقول مطلعون في هذا السياق "ان حركة ابراهيم باتجاه دول الخليج تقوم على منطق تبادل المصالح بما يراعي الوضع اللبناني، وذلك بإعطاء فترة سماح للدفع".
ويشيرون الى "أن مدير عام الأمن العام في لقاءاته مع رئيس الوزراء الكويتي ووزير الخارجية الكويتي لم يدخل في تفاصيل مرتبطة مثلاً بالقروض أو بملفات مالية بل قارب المسألة من زاوية المصالح المشتركة بين لبنان والدولة المعنية ما يعكس ندّية في التفاوض تأتي معنوياً لصالح لبنان، وقد سَمع بوضوح من رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد تأكيداً "بأن نكون ايجابيين معكم بناء على رغبة سمو أمير الكويت".
وبالتالي لم يكن هناك، وفق المعلومات، أي حديث مباشر في ما يتعلق بودائع توضع في مصرف لبنان، وهي في هذه الحال ترتّب فوائد سيدفعها الجانب اللبناني، فالوديعة ليست مجانية، بل ترك اللواء ابراهيم للمسؤولين القطريين والكويتيين تقدير سبل المساعدة وما ينعكس أيضاً بالفائدة عليهم خصوصاً لجهة دعوته قطر والكويت ليكونا رأس الحربة في المشاريع الاستثمارية في لبنان".
وفق مصادر السراي، تتحضّر الحكومة لزيارة وفد قطري قريباً الى لبنان برئاسة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لم يحدّد تاريخها، لكن هناك إبلاغ شبه رسمي من جانب الدوحة بحصول هذه الزيارة في المدى القريب للإطلاع عن كثب الى حاجات لبنان.
ويبدو أن من ضمن النقاط التي سيثيرها الجانب اللبناني مع وفد قطر المساهمة في بناء معامل الغاز إستناداً الى فوز تحالفي "ايني" الايطالية و"قطر بتروليوم" بمناقصة التغويز FSRU. إضافة الى تحريك ملف تمويل مختبر الادوية، في ظل وجود اتفاق مع دولة قطر أعلن عنه وزير الصحة السابق جميل جبق في نيسان الماضي لتمويل مشروع المختبر المركزي في مستشفى رفيق الحريري في بيروت، مشيرًا يومها الى "تعهد القطريين دفع 10 ملايين دولار، لإنشاء وتجهيز المختبر المركزي".
كما تؤكد مصادر رئاسة الحكومة أن "التحضيرات بدأت لزيارة وفد لبناني الى العراق برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب وملف النفط في قائمة الاولويات إضافة الى تصدير الإنتاج الزراعي اللبناني".
وتشير المصادر عينها الى أن "عيد الأضحى قد يحمل معطيات ايجابية على صعيد مساعدة لبنان وذلك من ضمن حركة خارجية انطلقت بزخم كبير لإحتواء وضع لبنان"، لكنها تتخوّف من "تحكّم أزمة كورونا في أجندتها ومن سلسلة مطبات قد تطرأ وتفرمل هذه المساعي".
وتلفت في هذا السياق الى "الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الأسبوع المقبل الى لبنان وتسبقها زيارة الى العراق".
وتتعاطى الحكومة بحذر شديد مع مسألة أي وديعة خليجية لكن مصادرها تشير الى "مؤشرات ايجابية ومشجعة في هذا السياق تتقاطع مع تغيير واضح في أسلوب التعاطي الاميركي مع الحكومة وقد انعكس ذلك في لقاء السفيرة الاميركية دوروثي شيا مع رئيس الحكومة مؤخراً ولهجة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بتخفيف حدّة الربط بين الحكومة وحزب الله، وكأن هناك تسليم أميركي بالتعاطي مع الحكومة كأمر واقع قائم، والمطلوب منها إصلاحات قبل أي شيء آخر".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News