المحلية

الأحد 19 تموز 2020 - 03:00

بومبيو لـ دياب..فهمتوا أو بعيد؟

بومبيو لـ دياب..فهمتوا أو بعيد؟

ليبانون ديبايت - وليد الخوري

ما من عاقل في لبنان خطر بباله ان يعلن رئيس الحكومة حسان دياب من الديمان غير ما أعلنه. فالرجل الذي "ما صرلو بالقصر إلّا من مبارح العصر" ما زال باكراً بالنسبة له أن ينضم لنادي رؤوساء الحكومات السابقين، في انتظار اتمام الـ 3٪ المتبقية بعد إسقاط المؤامرات الكونية.

كذلك بالنسبة للإستقالة، بعدما "ما بقي بالميدان إلّا حديدان"، في معادلة "مورفي - الاسد" بنسختها الشرقية المقلدة بلهجة حارة حريك الحالية "إمّا دياب أو الفراغ"، كان من المنطقي جداً ان يدفع الريس تهمة هيمنة حزب الله عليه، عملاً بمبدأ النفي من باب تأكيد "الاسطوانة المكسورة".

وكما أرقام كورونا المتصاعدة "كالصاروخ" ،كذلك أوهام حكومة الدياب، التي باتت تعرف أكثر من الاميركيين أنفسهم موقف واشنطن الحقيقي... فليلى عبد اللطيف الحكومية.
فمن بومبيو الى شينكر مروراً بالجنرال ماكينزي، حفلة تقاذف للحكومة اللبنانية تارة في لعبة كرة سلة ترفعها وطورا لعبة كرة قدم تنزلها. وحدهم من هم داخل "خسة السراي" يرفضون التصديق.

طبيعي ان لا تفهم تصاريح" الاصدقاء الاميركيين" كونها بلغة العم سام التي غابت عن كثيرين من محظيي السراي، وان حفظوا الكثير، لكن الغريب ان لا يستوعبوا النسخة الملبننة منها، متخفين خلف اصبع الطمع الاسرائيلي، لارهاب المعارضين وهز عصا العمالة. "فالاخوان" في السراي غريبو الاطوار والطباع من جماعة "تيس وحلبه".... حتى سوداوية كلام مديرة صندوق النقد الدولي قرأ فيها رئيس الحكومة "ايجابية"، كما سبق وقرأ المواقف الاميركية، بعد تعنيفه السفيرة شيا.

وما زاد الطين بلة، الجولات الخليجية لسندباد، الخارجي منها والداخلي، وكأننا به امام احد تلك الملفات التي سبق وعمل عليها على قاعدة المصالحات بتبويس اللحى، رغم ان كلامه من دارة اليرزة خالف في الشكل والمضمون كلام امين عام حزب الله، وان كانت النوايا واحدة، حيث لا حول ولا قوة الا بالرياض "مفتاح القلب والروح"، في زمن اجتماعات القمم على موائد الطعام حيث تضيع العقول عندما تجوع البطون، فيصبح كله واردا، حتى الدجاج بصير لحمة والمشاوي منسف، في السفارة، الكبة والكفتة بصيروا لقطين والطاووق، في السراي، و"الكل عم يضرب".

في كل الأحوال، وأياً كانت القراءات الدونكيشوتية، ومهما حملت بساط الريح سندباد بعيداً، العنوان والمضمون باتا واضحين، والحل معروف، سواء تراجع "الراعي" ام لا، استقال دياب ام لم، فبومبيو قالها" على راس السطح، لا قيامة للبنان او انقاذ له إلّا: حكومة تكنوقراط جدية ، حزب الله خارجها تركيبة وتأثيرا، إصلاحات جدية، ومساواة بين اللبنانيين في الواجبات والحقوق، والاهم عدم الرهان الفاشل على تقطيع الوقت املاً في ان تقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية الموازين، لان الملف الايراني بمتشعباته وخصوصاً الجزء اللبناني منه محط توافق جمهوري - ديمقراطي.

فشروط واشنطن كانت حاضرة بقوة في لقاء المقر الصيفي للبطريركية المارونية، وهي في اساس مواقف بكركي التي لا يمكن تجاهلها او الاستهوان بها، فالتقارير التي تصلها من الخارج تؤكد على جدية التحذيرات، كما ان مجلس المطارنة يضغط باتجاه دعم مواقف البطريرك وتأمين الغطاء والمشروعية الشعبية لها داخل لبنان وفي الاغتراب. من هنا تقول المصادر ان البطريرك عرض مقاربته بشكل واضح وصريح مبدياً انفتاحه على كل نقاش بناء، معيداً التأكيد على مواقفه التي أدلى بها سواء في خطبه ام في حديثه لراديو الفاتيكان، الدولة التي يقف "رئيسها" خلف بكركي في معركة فك العزلة والحصار عن لبنان.

وينقل المطلعون على اجواء اللقاء ان الامور بقيت في العام دون الدخول في التفاصيل، داعية المستائين من استقبال رئيس الحكومة والخائفين من تغيير البطريرك لتوجهه الى الهدوء وعدم الخوف، فهو يستمع للجميع وداره مفتوحة للكل بما فيهم حزب الله، أمّا مواقفه الوطنية المرتبطة بوجود لبنان واستمراره فهي لا تتبدل ولا تتغير لا بالترهيب ولا بالترغيب، والعظات والمواقف القادمة ستحمل الاجابات.

وختمت المصادر بالتأكيد على اننا لا يمكننا كلبنانيين ان "ندير دينة الطرشة" للعالمين الدولي والعربي ولكل اصدقائنا في العالم خدمة لمصالح اي افراد او اشخاص، فلبنان فوق الجميع، هو للكل ويستحيل ان يكون قراره حكرا على فئة معينة تصادر حياة اللبنانيين، داعية الجميع في الداخل للتنازل، لنرى بعدها ما يمكن انقاذه.

أمس، قد تكون المرة الاولى التي دعا فيها اللبنانيون فرحين بزيارة رئيس الحكومة الى الديمان، طالبين من الله ان يطيل من عمر قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي رحمهم من "بهدلة" موكب رئيس الحكومة "الطويل العريض"، وما يدفعه الشعب من اهانة في كل مرة يقرر دولته الخروج من حصنه البيروتي.
فرحة ستكتمل اليوم مع ما سيقوله "حامل مجد لبنان من جديد في وعظته امام الالاف الذين سيؤمون الصرح دعماً وتأييدا لقيادة بكركي لمعركة تحييد لبنان حفاظاً على ما تبقى من بشر وحجر.

فكل شيء يتبدّل في البلد، إلّا حسان دياب من الثوابت "كطنسة في الجيش"..." خربت او عمرت باي"... وحده اصبع السيد او فتوى المرشد قادرة على "زحزحته"... ثقة عمياء بنفسه وبحكومته، وتصميم راسخ على البقاء "شاء من شاء وأبى من أبى" حتى اخر لبناني... بإذنه وفضله تعالى...

من الآخر وبكل بساطة... قوموا بقى... المعادلة واضحة ومنطقية... تريدون الاموال والمساعدة "تكرموا ولكن... رحيل" حكومة الكاجو والمشمش المجفف" بأشخاصها واحزابها، دون ان يعني ذلك عودة" الطقم القديم" المستبعد اليوم، حزب الله ولف لفه" أوت"، اصلاحات، عندها يفك الحصار عن البلاد والعباد فندخل جنة المساعدات...
فهل من يتعظ ويفهم؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة