أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ "انفجار مرفأ بيروت هو كارثةٌ هزَّت دول العالم. وقال إنّ من حقِّ هذه الدول، إذ تمدُّ لبنان بالمساعدات السَّخيَّة والمحبَّة، أن تعرف اسبابها الغامضة، والمرجعيَّة المحفوظة لها منذ ستّ سنوات هذه الكمِّيَّة الهائلة من الموادّ المتفجِّرة في أخطر مكانٍ من العاصمة، والغاية من وجودها.
وشدّد في عظة قداس الأحد، أنّها جريمةٌ موصوفةٌ ضدَّ الإنسانيَّة. ومن الواجب الاستعانة بتحقيقٍ دوليّ لكشف حقائقها كاملة وإعلانها، مع وجوب محاسبة كلِّ مسؤولٍ عن هذه المجزرة والنَّكبة مهما علا شأنه. ولفت إلى أنّه على الرُّغم من هول الكارثة، شعَرْنا بيد الله الخفيَّة التي نجَّت المئات من الموت وعشرات الألوف من الأذى.
ووجه الراعي تحيَّةً من القلب إلى "المؤسَّسَات والجمعيَّات والرَّوابط الانسانيَّة والاجتماعيَّة والأهليَّة والكشفيَّة والرَّسوليَّة والخاصَّة والى شبَّاننا وشابَّاتنا اللُّبنانيِّين الذين أتوا بيروت من مختلف المناطق وتطوَّعوا بسخاء لمساعدة العائلات المنكوبة والجرحى، ولتنظيف الشَّوارع".
وأضاف "نوجه تحية إلى البابا فرنسيس مع شكره على صلاته يوم الاربعاء والنداء الذي وجهه للأسرة الدولية لمساعدة أهل بيروت، نود توجيه عاطفة شكر وتقدير للرئيس الفرنسي السيد ايمانويل ماكرون على الساعات المليئة بالعاطفة التي قضاها في بيروت وقد سبقته طائرات المساعدات الفرنسية"، معتبرًا ان "زيارته التفقدية للمرفأ وشارع الجميزة عزت ابناء بيروت وشجعتهم ووضعت المسؤولين أمام خطورة مسؤولياتهم وحجم تقصيرهم، بهذه الزيارة شارك الرئيس الفرنسي اللبنانيين ارادتهم في انقاذ لبنان وبها جدد ميثاق الصداقة اللبناينة الذي يعود إلى ألف عام، وميزة زيارته انها تؤمن بكيان لبنان ووحدته وبالشراكة المسيحية الاسلامية".
ولفت الراعي إلى ان "التغيير مهما كان عمقه يجب ان ينطلق من نظامنا الديمقراطي ودستورنا وميثاقنا الوطني وثوابتنا الوطنية التاريخية"، مشيرًا إلى ان "لقاء الرئيس الفرنسي ماكرون مع الشعب دعوة للسلطة كي تصغي إلى صوت الشعب والثورة وإلى نداءات المجتمع الدولي المتكررة من الدول الكبرى إلى الاتحاد الأوروبي التي حثت المسؤولين حكومة ومجلس نيابيًا على سماع صوت الشعب وتغيير الاداء واجراء الاصلاحات ومكافحة الفساد والحياد عن الصراعات واحترام القرارات الدولية واشراك الاجيال الجديدة في حكم البلاد لكن كل نداءات العالم ذهبت سدى فتفاقمت الاوضاع وعمت المحاصصة وتناثرت مؤسسات الدولة اشلاء كزجاج بيروت".
وقال: "ان ما شهدناه بالأمس من تحركات شعبية غاضبة يؤكد على نفاذ صبر الشعب اللبناني ويدل على التصميم في التغيير إلى الافضل لكن في الوقت عينه نبدي حزننا لسقوط شهيد من قوى الامن الاداخلي".
وتساءل: "ألا يستوجب كلُّ هذا، مضافًا إلى كارثة بيروت ومأساة أهلها، قراراتٍ جريئةً في دولةٍ ديمقراطيَّةٍ تُعيدُ النَّظر في التَّشكيلة الحاكمة وطريقة حُكمِها؟ فلا تكفي إستقالة نائبٍ مِن هنا ووزيرٍ من هناك، بل يجب، تحسُّسًا مع مشاعر اللُّبنانيِّين وللمسؤولية الجسيمة، الوصول إلى استقالة الحكومة برمَّتها إذ باتت عاجزةً عن النُّهُوض بالبلاد، وإلى إجراء انتخابات نيابيَّة مبكّرة، بدلاً مِن مجلسٍ باتَ عاطلاً عن عمله".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News