المحلية

الأحد 09 آب 2020 - 13:28

عوده: في بلد يحترم نفسه يستقيل المسؤول إذا قصر

عوده: في بلد يحترم نفسه يستقيل المسؤول إذا قصر

ترأس راعي أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده، قداس الأحد، وألقى عظة قال فيها: "أحبتي، أبدأ كلامي بشكر الله على كل شيء، أشكره لأننا ما زلنا على قيد الحياة، وما زلنا قادرين على تمجيد إسمه رغم كل المحن التي نمر بها،كما أسأله أن يتقبل نفوس من فقدناهم ويغمرهم بمحبته ورحمته ويتقبلهم في ملكوته".

وأضاف عوده، إن "ما عشناه في الأيام الأخيرة كان تجربة صعبة ومريرة، عاصمتنا في ذهول أحياء بكاملها دمرت وأصبح أبناؤنا بلا مأوى، مشردين، عاجزين عن إستيعاب ما حل بهم، وكأن الانهيار الإقتصادي والجوع والبطالة وفيروس كورونا لا تكفيهم، من المسؤول عما حصل؟ لا نعرف كيف تعالج الأمور؟ لا نعرف ماذا يفعلون للمشردين والجياع؟ لا نعرف هل سيجرى تحقيق دقيق؟ هل سيحاكم المسؤولون عن هذه المجزرة؟ هل سيعطى هذا الشعب الجريح حقه ولو لمرة؟".

وتابع، "هنا المسؤولون يتربعون على كراسيهم والشعب يتلقى المصيبة تلو الأخرى ويعاني، لكن ما يعزي أن هؤلاء الطيبين، شعبنا يعزي أفراده بعضهم بعضا، ويساعدون بعضهم بعضا ويظهرون محبة أشكرهم عليها وأشكر الله".

وقال عوده: "الحكم مسؤولية الحكم إستشراف، الحكم إستباق للأحداث، أين كان مسؤولونا عندما خزنت مواد متفجرة في المرفأ، في قلب العاصمة؟ أين هم مما أصاب الشعب؟ مما أصاب أبناءنا، شعبنا وأطفالنا، أمل المستقبل؟ ما بث بعض الأمل والفرح في قلوبنا المكسورة هو رؤية هؤلاء الشبان والشابات يجولون في الشوارع المنكوبة، يقدمون العون مع المحبة إلى كل محتاج، يساهمون في رفع الأنقاض ومحو آثار الدمار، مصممين على إعادة عاصمتهم إلى الحياة، فيما المسؤولون ينظرون ويطلقون الوعود، ولم يتجرأوا على النزول إلى الشارع لأنهم يعرفون أن الشعب لن يتقبلهم، كي لا أقول شيئا آخر".

وأضاف: "هنا لا بد من شكر الرئيس الفرنسي الذي أظهر مسؤولية كبيرة ومحبة عميقة للبنان تجلت في زيارته لعاصمتنا الجريحة، والتجوال في شوارعها المنكوبة، والتعاطف مع أهلها، ومخاطبتهم بمحبة وصراحة ومسؤولية".

وأكّد عوده، "أبناؤنا، أبناء هذه العاصمة، أبناء لبنان، مسؤولية في أعناقكم أيها الحكام والمسؤولون، وهم يطلبون منكم وقفة شجاعة، وقفة ضمير ومسؤولية، ضعوا جانبا مصالحكم وأحقادكم وهبوا لنجدتهم، كفاهم الحروب والصراعات وتقاسم المغانم على حسابهم، إنهم يريدون منكم دولة مستقلة، سيدة، حرة، كريمة، تسودها العدالة والمساواة، يحكمها القانون، يحترم فيها الدستور ولا يترجمه كل فريق بما يناسبه".

وأشار إلى أنهم "يريدون حكما واحداً وجيشاً واحداً وشعباً واحداً، واهتماما كليا بالشعب، وانتماء جديا للوطن دون غيره، يريدون أبناء وطنهم، كل أبناء وطنهم، ملتصقين بلبنان لا بغيره، أمناء له وحده، والبارحة سمعناهم يطالبون بعاصمة منزوعة السلاح، فهل يطلبون المستحيل؟ أما أبنائي في أبرشية بيروت الذين فقدوا بيوتهم وأشغالهم، ودمرت كنائسهم ومدارسهم ومؤسساتهم وعلى رأسها دار المطرانية ومستشفى القديس جاورجيوس الذي نذر نفسه منذ قرن ونصف لخدمة هذا البلد، وقد فقد ممرضات عزيزات على قلوبنا ومرضى أعزاء، فأقول لا تخافوا. معاً سنعيد بناء كل شيء، وبمساعدة الطيبين والخيرين في لبنان والعالم.".

وختم عوده: "المسيح قام، بيروتنا ستقوم من تحت الأنقاض والركام، لبناننا سيقوم رغم كل المبغضين والحاقدين ومن يضمر له الشر والحسد".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة