زار الشهيد الإطفائي رالف ملاحي في مهمته الأخيرة مركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا مودعًا، حيث كان في إستقبال جثمانه رفاق الواجب من ضباط وإطفائيين ومسعفين قدموا له التحية بوجوه علتها علامات الحزن والأسى.
وتقدّمت سيارة إسعاف الدفاع المدني التي نقلت جثمانه الذي خضع لفحص الـ DNA في مستشفى الحريري الحكومي قبل يومين، الى مركز الفوج في الكرنتينا، تمثال كبير للسيدة العذراء مريم في عيد انتقالها كما رافقه حشد من الأهل والأصدقاء.
ورفع الرفاق تحية الإجلال لملاحي، تعبيرًا عن تقديرهم لتضحيته وامتناننهم لنجاتهم من تداعيات الإنفجار، بسبب إطلاق الإطفائيين الشهداء جرس الأنذار وطلبهم الدعم من الفوج قبيل استشهادهم، الأمر الذي أدى الى إخلاء المركز الذي تعرض لأضرار جسيمة جراء الإنفجار.
وتناوب زملاؤه على حمل النعش الأبيض على أكتافهم وعلى ترقصيه بسواعدهم في احتفال مهيب أقيم في باحة المركز، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام".
وبالتصفيق والزغاريد، استُقبل الشهيد رالف في مسقط رأسه في عين الرمانة.
نحنا منرفض لغة الموت و ما منقدم حدا فدى حدا تاني، رالف عريس مش شهيد ، شوفو الناس كلّا بالابيض ، الله يحرق قلبن متل ما عملو ب هالناس #رالف_ملاحي #انفجار_بيروت #ببروت pic.twitter.com/TbaA9zW1RC
— Perla. (@AntoniosPerla) August 15, 2020
وملاحي الذي سيحتفل بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار أنطونيوس الكبير للروم الأرثوذكس - فرن الشباك الثالثة من بعد ظهر اليوم ثم يوارى في الثرى في مدافن التيرو، هو الشهيد السابع من شهداء الفوج العشرة الذين قضوا في 4 آب أثناء تأديتهم واجب إطفاء الحريق الذي شب في العنبر الرقم 12 في المرفأ قبيل وقوع الإنفجار الكبير الذي دمر جزءا كبيرا من العاصمة بيروت وأودى بحياة الإطفائيين إضافة الى نحو مائة وسبعين من المدنيين وجرح نحو خمسة آلاف وتشريد آلاف العائلات ملحقا الأضرار الجسيمة بالممتلكات الخاصة والعامة والبنى التحتية ولا سيما المستشفيات.