أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، الضوء على الدور الذي لعبته إيران لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، منذ وصول رجال الدين إلى الحكم في عام 1979.
وتحدث الجزء الأول من التقرير، المكون من ثمانية فصول وحمل عنوان "نظام خارج عن القانون- سجل أنشطة إيران المدمرة"، بإسهاب عن الأفعال الإيرانية في دول المنطقة من اليمن إلى سوريا والعراق ولبنان والخليج والأراضي الفلسطينية.
ويقول التقرير إن النظام الإيراني ومنذ تأسيسه عام 1979، عمل كقوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال التحريض على الصراع وإشعاله في محاولة لتأكيد نفسه على أنه القوة المهيمنة في المنطقة.
في العام الماضي وحده، أطلقت إيران هجوما من أراضيها على منشآت نفطية مدنية في السعودية واستخدمت صواريخها الباليستية ضد قاعدة عراقية تستضيف قوات أميركية وقوات التحالف على الخطوط الأمامية للقتال ضد داعش.
ولا تزال تشكل إيران تهديدا كبيرا لحرية الملاحة والأمن البحري، حيث أقدمت العام الماضي على تفجير ست سفن تجارية، وأسقطت طائرة أميركية بدون طيار كانت تحلق في الأجواء الدولية واحتجزت دون مبرر ناقلة بريطانية وطاقمها لأكثر من شهرين.
بالإضافة إلى هذه الإجراءات، استمر النظام الإيراني بممارسة طويلة الأمد تمثلت في إرسال الأسلحة والأفراد والتمويل إلى الشركاء والوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي إلى إطالة أمد النزاعات وتفاقمها دون داع من سوريا إلى اليمن.
ويقول التقرير إنه "في 14 أيلول 2019، أطلقت إيران من أراضيها 25 هجوما باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة لاستهداف منشآت نفطية سعودية، تسبب بإيقاف نصف إنتاج البلاد النفطي.
ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من أن الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم في البداية، إلا أن لجنة خبراء أمميين رفضت هذه المزاعم، فيما كشف تحليل دقيق بوضوح أن الهجوم انطلق من إيران.
مخلفات الهجوم على المنشآت السعودية أظهرت أنه انطلق من الشمال الغربي وليس من الجنوب، كما أن المسافة من اليمن الى هذه المنشآت تتجاوز نطاق الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون.
وفي السابع من كانون الثاني استخدمت إيران مجددا قوتها الصاروخية لإطلاق أكثر من عشرة صواريخ باليستية استهدفت القوات الأميركية وقوات التحالف المتمركزة في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق.
وعلى الرغم من أن الضربة لم تسفر عن قتلى، إلا أنها تسببت في إصابة نحو 100 جندي بارتجاج في الدماغ.
وعلى عكس الهجوم على السعودية، تبنى الحرس الثوري الإيراني مسؤولية الهجوم على القاعدة العراقية.
يقول التقرير إن "إيران وعبر الحرس الثوري، وفرت المستشارين والتدريب والتكنولوجيا والأسلحة لمجموعة متنوعة من الجماعات المسلحة التي تستخدم هذه القدرات لمهاجمة وتهديد شعوب المنطقة".
وشملت المساعدات "القاتلة" الإيرانية لهذه الجماعات، أسلحة وذخائر ومتفجرات وعبوات ناسفة خارقة للدروع ومركبات وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي محمولة ومدافع وصواريخ وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للسفن وصواريخ باليستية.
وحافظت إيران على علاقات طويلة الأمد مع مجموعة مسلحة شيعية تستخدم أسلحة إيرانية الصنع لشن هجمات ضد أفراد الجيش الأميركي.
ومنذ خريف 2019، تعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف المتمركزة في العراق لمحاربة تنظيم داعش لهجمات متعددة بالصواريخ، أسفرت اثنتان منها عن مقتل أميركيين.
ويقول التقرير إن "الشريك الأكثر قدرة والأقرب لإيران، هو كتائب حزب الله، التي نفذت في 27 كانون الاول الماضي هجوما باستخدام أكثر من 30 صاروخا استهدف قاعدة عسكرية عراقية في كركوك، وأسفر عن مقتل متعاقد أميركي".
استمرت الهجمات التي تنفذها الميليشيات الموالية لطهران، وأطلقت مرة أخرى وابلا من الصواريخ في 11 آذارالماضي على معسكر التاجي شمال بغداد مما تسبب بمقتل جندي بريطاني واثنين من أفراد الخدمة الأميركية وإصابة 11 آخرين.
كان الدعم الإيراني عنصرا أساسيا لظهور حزب الله منذ الثمانينيات باعتباره أول منظمة تلجأ للاستخدام المنظم للعمليات الانتحارية على نطاق واسع.
يوضح التقرير أن "إيران وفرت ما يصل لـ 700 مليون دولار سنويا لدعم الميليشيا، بالإضافة لتقديم التكنولوجيا العسكرية لحزب الله من أجل تحويله لقوة عسكرية شبه تقليدية في خطوة تنتهك قرارات مجلس الأمن".
ويتابع أن "إيران استمرت في دعم حزب الله لتطوير مرافق إنتاج الصواريخ، وامتلاك صواريخ موجهة بدقة".
ويشدد التقرير أن "حزب الله يشكل تهديدا متزايدا للاستقرار اللبناني والإقليمي على حد سواء، كما ظهر ذلك واضحا في سبتمبر 2019 عندما استخدمت الميليشيا صواريخ موجهة مضادة للدبابات ضد قاعدة للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي الإسرائيلية".
إيران كانت الشريك الأكثر موثوقية لنظام الأسد على مدار ما يقرب من عقد على مشاركتها في الصراع السوري، ودعم النظام وإمداده بما يقرب من 5 مليارات دولار عبر خطوط ائتمان وأكثر من 10 مليارات دولار كتمويل مباشر منذ عام 2012.
يقول التقرير إن إيران نشرت الآلاف من عناصرها في سوريا، بما في ذلك قوات من الجيش النظامي والحرس الثوري، فضلا عن إداراتها لمجموعة مليشيات تقاتل في سوريا يصل تعداد أفرادها لنحو 10 آلاف عنصر من شيعة العراق وأفغانستان وباكستان.
كما دعمت إيران نظام الأسد خلال استخدامه للأسلحة الكيميائية والهجمات التي طالت المدنيين والبنية التحتية المدنية كالمستشفيات والمدارس.
بالإضافة إلى قواتها وميليشياتها في سوريا كان شريك إيران الأقدم في المنطقة والمتمثل بحزب الله اللبناني نشطا بشكل خاص في سوريا أثناء النزاع، حيث أرسل مقاتلين لدعم النظام ضد قوى المعارضة.
ويبين التقرير أن "الصراع السوري، يوضح أن كل من داعش والميليشيات الشيعية التابعة لإيران يغذيان أحدهما الآخر مستغلين ظروف الصراع لتعزيز قبضتهم على المجتمعات المحلية".
ويشير التقرير إلى أن "إيران استغلت القتال ضد داعش لتوسيع وتعميق نفوذها وتعزيز أهدافها العدائية والمهيمنة".
سعت إيران إلى إطالة أمد النزاع لتحدي السعودية منافستها الإقليمية الرئيسية، وأنفقت مئات الملايين من الدولارات لمساعدة الحوثيين، وقدمت طيفا واسعا من المساعدات، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وتكنولوجيا القوارب المتفجرة، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي يحظر توريد أو بيع الأسلحة والمواد ذات الصلة للحوثيين.
واعترضت القوات البحرية الأميركية شحنات متعددة من الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى الحوثيين في اليمن.
وكشفت أحدث عمليات الاعتراض في تشرين الثاني 2019 وشباط 2020 عن أكثر من 150 صاروخا موجها مضادا للدبابات ومكونات قوارب متفجرة وصواريخ أرض جو والصواريخ الانسيابية ومكونات الطائرات بدون طيار، من بين أشكال أخرى من المساعدات المميتة التي تقدمها طهران.
وقوضت الهجمات الإيرانية المدعومة بالطائرات بدون طيار والهجمات الصاروخية من اليمن جهود السلام وهددت بتصعيد الصراع أكثر من ذلك.
وفي السنوات الأخيرة، شن الحوثيون، الذين ساعدهم مستشارو الحرس الثوري، عدة ضربات صاروخية بعيدة المدى وهجمات طائرات بدون طيار على كل من ميناء ينبع والرياض في السعودية باستخدام نسخ من صاروخ "قيام" الباليستي الإيراني.
وتعتبر بصمات إيران واضحة في هذه الهجمات الأخيرة، في بقايا الصواريخ التي تم استردادها من عدة هجمات تنفرد بها الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك مكونات مختومة بشعار يدل على الحروف " SBI"، التي تستخدمها شركة "شهيد باقري" للصناعات الإيرانية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News