المحلية

الخميس 01 تشرين الأول 2020 - 19:15

الرئيس يَرعَى ويَحرص والجيش يفاوِض ويَحرس

الرئيس يَرعَى ويَحرص والجيش يفاوِض ويَحرس

"ليبانون ديبايت"- روني ألفا

سلَّمَ الرّئيس بِرّي ملفّ التفَاوُض لترسيم الحدود البريَّة والبَحريَّة لرئاسَة الجمهوريَّة بِحَسَب الدّستور. رَجُلان للمرحَلَة سيُحسَب لَهما فضلُ الإنجاز. برّي الذي صبَّ مفتاح باب المفاوضات وسلَّمَه إلى الرئيس. ثمَّ قائِد الجيش الذي سيتولَّى تسييجَ البيت اللبناني وحراسَته مِن إسرائيل برّاً وبَحراً. بالطّبع سيَكون العَمَل بمفاصِلَه الإستراتيجيَّة بيد رئاسَة الجمهوريَّة إنّما سيكون على قِيادَة الجيش في المرحَلَة المقبِلَة خَوض مفاوضات شَرِسَة مَع عدوٍّ لَن يَتوانى عَن قضم لبنان بالسنتمترات لَو قُيِّضَ لَه ذلك.

الوَقت بالطّبع ليسَ لِقَطف الثِّمار في السياسَة ولا في الإستِثمار في الملفّْ. سلَّمَ الرئيس برّي الأمانَة التي قبعَت عندَه أكثَر مِن عَشر سَنوات دونَ أن يعبَث بها في السياسَة الداخليَّة. السياسَة لَها أدوات أخرَى. الحدود مسألَة تَعني اللبنانيين جَميعاً بِوجودِهِم ومَصالِحِهِم ولا يمكن بأي شَكلٍ مِن الأشكال تَجييرَها لِصالِح حزبٍ أو تيّارٍ أو فئة سياسيَّة. عِندَما كان الملفّ بِعهدَة الرّئيس برّي لَم يكن ملفاً إعلامياً ولا مناسَبَة لبروباغاندا ولا فرصَة لِتحقيق إنجاز إعلامي ولا منصَّة ولا تَكتيك في صندوق إقتراع. كانَ مهمَّة وطنيَّة تاريخيَّة يُعمَل عليها بِصَمت وتُحّقِّق إنجازات بِصَمت أيضاً.

كانَ المَطلَب الإسرائيلي تَحديد مدة المفاوضات بأشهرٍ ستّة. وراء الأكَمَة كانَ المَطلوب أيضاً تَفجيرها من الدّاخِل والتذرّع بإنتهاء أجَلِها مِن دون إتفاق مَع لبنان ليتسنّى لِمنصات الغاز الإسرائيليَّة وحفارات البترول غَزو الحدود البحريَّة مِن دون رادِع ولا حَسيب. كانَ الرئيس برّي حاسِماً في إشتراط الأجَل المَفتوح. أراد الإسرائيلي أيضاً البدء بِتَطبيق كل نقطَة يُتفَّق عليها في المفاوَضات ثمّ الإنتقال إلى النقطة التاليَة. هنا ايضاً كان برّي حاسماً. الإتفاق يُنجَز بكليَّتِه ولا انتقال إلى البُعد التنفيذي قبلَ الإنجاز الكامِل بكل المندَرَجات. النِّسَب المئويَّة مَن كيلومترات البَحر كانَت هي أيضاً مَدارَ تَفاوض قاسٍ دامَ أكثَر مِن عَشر سَنوات. بالمحصَّلة سلَّمَ الرّئيس برّي الملفّ التفاوضي مَدموغاً بالسياَدَة والمَطلوب البدء من حيث الدَّمغَة.

قائِد الجيش سيتولّى من الآن وصاعِداً قيادَة العمليَّة التفاوضيَّة المعقَّدَة والصّعبَة بحضور أميركي وقبّعَة أمميَّة. بحسَب الدّستور سيكون على الرّئيس أن يُعطي تَوقيعه النّهائي عَلى نتائِج الترسيم. الخشيَة أن تتمّ مصادَرَة هذا الملفّ في السياسَة وأن يتمّ إستثماره. هل بدأنا نَقرأ ونسمَع عَن محاولات لِحَرف الملفّ عن بعدِه الوَطَني وإدخالِه في خانَة الإنجازات الحزبيَّة؟ نأمَل ألا يَكون ذلك صَحيحاً. حرَكة أمَل المعنيَّة بالملفّ أولاً بأوَّل نأت بِنَفسِها عَن إستِثمار الإنجاز- الإطار. فصَلَت بينَ رئيس حركَة أمَل وبين رئيس مجلس النوّاب. عَلى مَن يمسِك اليَوم بِزمام التفاوض أن يفصِل بينَ المَوقِع الرسمي والمَوقِع الحِزبي.

لا بأس أن يصدر من هنا ومن هناك مَواقِف داعِمة لإعلان الإطار. لا بأس أيضاً أن أن يُمتَدَح الإنجاز حتى الآن. لَكِن أن يتحوَّل التفاوض في المرحَلَة اللاحِقَة إلى خطّة حزبيَّة فذلك إفشالٌ لمهمَّة رئاسَة الجمهوريَّة وقائِد الجيشِ مَعاً. أنّ تَلتَزِم القِوى السياسيَّة كلّها بالنأي عَن التفاوض وإيكال مَن كلّفهم الدّستور بِذلك يَضمَن للبنان قوة وصلابَة تَفاوضيَّة كَبيرَة. أن يتفاوض حِزب أو تيّار أو فَصيل أو أي تكتل نيابي أو سياسي بإسم لبنان سيعيد لبنان عشر سَنوات إلى الوَراء وسيعرِّضه إلى خروقات إسرائيليَّة سيعتبرها العدو مبرّرَة كَونَها سَتكون إنقلاباً على الإتفاق الإطار الذي أنجزه رئيس مجلِس النوّاب.

سيكون لِقائِد الجيش بِرعايَة رئاسَة الجمهوريَّة في المرحَلَة المقبِلَة دور كَبير في هذا الإتّجاه. بالطّبع سَتكون السِّهام مسنَّنَة بإتّجاه قيادَة الجيش مِن كلّ مَن يرى في المَوقِع هذا مستقبلاً وطنياً قِياديّاً. فلنَتّقِّ الله ولنُحجِم عَن ضرب كل جهد وَطَني لا لسبب إلا لأنّه قَد يَكون مَصدَر قَلَق أو منافَسَة أو سباق. حدود لبنان البريَّة والبَحريَة سَتكون إنجازاً لِجيش لبنان. لِجيشِه وشعبِه ولكلّ مَن ضحّى لِعزَّة لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة