"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر
كلّ "البوانتاجات" تفضي الى النتيجة ذاتها، بعدما قال الجميع كلمته، بمن فيهم رئيس الجمهورية. فانتظار امتحان اليوم الذي على اساسه يكرم النواب او يهانون، حسمت نتيجته سلفاً بين حارة حريك - بيت الوسط - المختارة، ومن لفّ لفهم، من مطيبات فرنسية واميركية "مكورنة".
"صرنا مفلسين وسنصبح في عزلة... وانا غير قادر على فعل شيىء"، لكن الاهم انه باق لتحمل مسؤولياته في التكليف والتأليف وفي كل موقف دستوري. هكذا اوجز رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للبنانيين الوضع القادم، للحلفاء والخصوم، في الدا خل والخارج، ناصحا "بالتفكير جيدا بآثار التكليف على التأليف ومشاريع الاصلاح ومبادرات الانقاذ الدولية".
النتيجة المحسومة سلفاً، احرجت رئيس الجمهورية، فأخرجته عن صمته بجردة حسابات للسلطتين التنفيذية والتشرعية، ومن خلفهما، فبادر مهاجما واضعا الشيخ سعد ومن خلفه امام مسؤولية ما ينتظره، خصوصا ان قدراته وتاريخه معروفان في مواجهة الازمات المستحقة، فـ " يلي بجرب المجرب بكون عقله مخرب"، "مكبرا حجم الحجر" بوجه الشيخ، ذاهبا ابعد مما طلبته ورقة الاصلاح الفرنسية، وعليه فإنه لا يصلح اليوم لقيادة عملية انتشال لبنان من "جورته".
ففي "لطشات الرئيس عون وتلميحاته ما يكفي للدلالة على ان امور الحكم والبلاد لن تسير على خير ما يرام في حال اراد نواب الامة العودة الى" قديمهم".
وما يبدو تسليما بمشيئة "الثلاثي المستجد"، هو في حقيقة الامر خلاف ذلك، وان كان الظاهر يوحي "برضوخ" الرئاسة للاكثرية الظرفية، لا يعني بأي حال من الاحوال، تنكر بعبدا لحقيقة راسخة، مفادها طرح الحريري لنفسه ما كان ليكون لولا صفقة "من تحت الطاولة"، عمل عليها منذ فترة بين الازرق والاصفر برعاية وزير سابق فاعل لدى الطرفين. من هنا فإن المستهدف الحقيقي من كلام رئيس الجمهورية هي حارة حريك نفسها، تماما كما صوب عليها رئيس حزب التيار الوطني الحر في ذكرى 13 تشرين عندما فتح النار على الحريري.
لذلك فكيف ما جاء اخراج حزب الله لانجازه الحكومي، سواء بتسمية الحريري او عدم تسمية اي شخصية اخرى، فإن الخطوة لن تغيّر شيئا من الحقيقة المرّة.
اذاً، هي مواجهة جديدة يخوضها ميشال عون ضد حزب الله، ع الحامي هذه الايام وبالمباشر، بعدما خرجت الى العلن "التمايزات"، وزاد بعد المسافة بين حارة حريك وبعبدا، التي لكل واحدة منهما موجتها عندما حان "حك الركب".
فعلى قاعدة اللّهم أشهد اني بلّغت خرج رئيس الجمهورية للمرة الثانية، منذراً ليعذر، بلهجة دبلوماسية، مبشراً انه لن يمشي ولن يسلم بالنتائج على طريقته.
يبقى، ماذا بعد؟ هل يوقع الرئيس عون مراسيم التأليف "مكرها" كما اجبر على تجرع كأس سم النحر السياسي للعهد بالتكليف؟ ام ان المهلة الفاصلة كافية لاعادة عقارب الساعة الى ما قبل 17 تشرين الاول2019 في العلاقة بين بيت الوسط واللقلوق؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News